مع القرآن - كلمة في آية (5) حسبانًا
فَالِقُ ٱلْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيْلَ سَكَنًا وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ (الأنعام 96)
وردت كلمة "حُسْبَانًا" في سياق بيان أنّ الشمس والقمر مسخّران على نظام دقيق، ليكونا أداةً لحساب الأزمنة والأوقات. وفي التراث اللغوي والتفسيري، تحمل هذه اللفظة معنى الحساب المُتقَن أو التقدير المحسوب لظواهر الفلك ومواقيت الناس.
وفيما يلي ثلاث مفردات تحمل معنى "حُسْبَانًا" في هذه الآية:
1. حِسَاب
أقرب الألفاظ إلى "حُسْبَان"، وهو عدّ الأشياء وضبط مقاديرها.
المعنى المقصود: أنّ الشمس والقمر على نظامٍ مُتقن يضبط به الإنسان مواقيته وسنيّه، ويستدلّ به على الأوقات والشهور.
2. تَقْدِير
أي تقدير زمني مضبوط أو وقتٌ مُحدّد، كأن الله جعل مسار الشمس والقمر وفق حسابٍ مُقدّر، لا خلل فيه.
وهذا التقدير دليل على حكمة الخالق وقدرته في تسخير الأفلاك ودورانها بمنتهى الدقة.
3. مَوَاقِيت
مأخوذة من وقّت الشيءَ وقتهُ، أي حدّد زمنه.
فيقال: إن الشمس والقمر هما مواقيت للعبادات والمعاملات وعلوم الفلك، كضبط مواسم الزراعة والحصاد، ومواقيت الصلوات وغيرها.
خلاصة:
هذه المفردات الثلاث تتكامل لتجلو حقيقة "حُسْبَانًا" في الآية: إنّها تدلّ على منظومة من الحساب الدقيق والتقدير المحكم، جُعلت لخدمة الإنسان، وللدلالة على عظمة الله في خلقه.