صيدا سيتي

خليل المتبولي: جاري العزيز… رحل! النشرة الاقتصادية | صباح الثلاثاء 18-11-2025 عفاف محمد سلامي في ذمة الله الحاج صلاح علي عفارة في ذمة الله أسامة غازي المصري في ذمة الله رأفت محمد عزي في ذمة الله الدكتور أحمد محمد سليمان البكر في ذمة الله السفير عبد المولى الصلح ينعى الراحل محمود محمد بشير الصلح رحمه الله الحاجة ناديا أنيس حبلي في ذمة الله سناء الهبش (زوجة سامي طه) في ذمة الله الدكتور المهندس محمود محمد بشير الصلح في ذمة الله الشيخ محمد علي قطب | سيرة داعية ومفكر صيداوي راقب أفكارك السلبية فور ظهورها رابطة آل البابا تنتخب رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية الجديدة د. محمد نزيه بدر الدين الشماع في ذمة الله دون نواياك صباحًا تعميم لوزارة التربية حول سلامة النقل صدور كتاب جديد للدكتور خالد الكردي يرصد العلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) تطلق دراسة ميدانية حول المياه والمجتمع في صيدا بموافقة البلدية اربط كل هدف بقيمة عليا تؤمن بها

خليل المتبولي: جاري العزيز… رحل!

صيداويات - الثلاثاء 18 تشرين ثاني 2025 - [ عدد المشاهدة: 76 ]
خليل المتبولي: جاري العزيز… رحل!

بقلم: خليل ابراهيم المتبولي

يا رأفت، يا جاري العزيز… يا ابن هذا التراب الذي حملته في قلبك قبل أن تحمله قدماك…
نمضي اليوم نحو غيابك بخطى مثقلة، وكأن الحيّ كلّه فقد نبضًا كان يُسند الجدران ويُهدهد القلوب.
كنتَ جارًا يعرف كيف يوزّع السلام، وصديقًا يُشبه ظلالًا باردة في قيظ الأيام، وكنت قبل كل شيء كاتبًا، لم يعرف يوماً أن يكتب حرفًا خارج مدى فلسطين.

فلسطين عندك لم تكن قضية تُقال في المجالس، ولا كلمة تُرمى في خطبة، بل كانت جرحك الحيّ، ونداءك الأول، وهاجسك الذي ظلّ يتردّد في صدرك حتى آخر لحظة.

كنتَ ترى في وجوه أطفالها مستقبلًا لا يجب أن يذبل، وتسمع في حجارتها أناشيد طويلة تعلّمتها من ريحٍ تعرف طريق المقاومة.

كم تحدّثت عن شوارع القدس كأنك سرت فيها، وكم بكيت غزّة كأنها ابنة بيتك، وكم ضممت الوطن كله إلى صدرك بحرفٍ واحد: “لن نستسلم”.

لكنّ الأقدار يا جاري الصديق لا تقيس الرجال بما حملوا من قضايا، ولا بما أشعلوا من نور…
جاءك المرض كعدوٍّ لا يفتح باب حوار، ولا يقبل هدنة، فقاتلته بصبرٍ يعرفه المظلومون وحدهم، وواجهته بقلبٍ حمل ما لا تحمله الجبال.

غلبك الجسد، نعم، لكنك لم تُهزم.
فالخسارة ليست موت الجسد، بل موت الإيمان، والإيمان الذي حملته ظلّ واقفًا حتى اللحظة الأخيرة، يشهد لك أنّك كنت رجلًا يمشي في الأرض وهو يرفع وطنًا كاملًا فوق كتفيه.

يا أبا محمد،
نحن الذين بقينا بعدك نحاول أن نلملم الفراغ فلا يلتئم، ونحاول أن نُعزي أنفسنا بما تركت من كلماتٍ تشبه الوصايا، وبما زرعت من أثرٍ لا يزول.
كنّا نقول إنك كاتب، لكننا اليوم ندرك أنك كنت أكثر من ذلك، كنت صوتًا من أصوات فلسطين، ووجهًا من وجوه الصبر، وحكاية رجل ظلّ يحارب بطريقته، وبالكلمة التي كانت سلاحك الأول والأبقى.

نم قرير القلب يا جاري العزيز…
نم كما ينام الرجال الذين لم يساوموا، الذين عاشوا أعمارهم وهم يكتبون للوطن، ويحملونه بين ضلوعهم حتى وإن خانهم الجسد.

سنذكرك في لحظات الليل حين تتأخّر الأخبار السعيدة، وسنذكرك حين ينطق شاعر أو كاتب شاب بكلمة “حرية”، وسنذكرك كلما مرّت فلسطين في حديث، لأنك أنت الذي علّمتنا أن الحديث عنها صلاة، وأن حبّها قدر لا يُفلت.

سلامٌ عليك،
على روحك التي ما زالت واقفة عند عتبة البيت، وعلى كتاباتك التي ما زالت تُشعل فينا يقينًا بأن الذاهبين الصادقين… لا يغيبون.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1008303353
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة