"صيدا مدينة رمضانية" تنطلق من خان الإفرنج وتبعث نبضها في أرجاء المدينة القديمة
عرض مولوي وأمسية تراثية وسوق للحرف والمأكولات وجولة للحريري وفاعليات
انطلقت مساء الجمعة من خان الإفرنج فعاليات "صيدا مدينة رمضانية 2025"، التي تنظمها مؤسسة الحريري بالتعاون مع بلدية صيدا، وتتضمن أمسيات ومعارض وأنشطة متنوعة. وقد شهدت الاحتفالية حضوراً واسعاً من المدينة وخارجها، وافتُتحت بحفل أُقيم في القاعة الرئيسية للخان، حيث ألقت السيدة بهية الحريري، رئيسة مؤسسة الحريري، والدكتور حازم بديع، رئيس بلدية صيدا، كلمات بالمناسبة.
حضر الاحتفال الوزير السابق للشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور حجار، إلى جانب حشد من الفاعليات السياسية والروحية والبلدية والإختيارية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الأكاديمية والتربوية والصحية والأهلية والشبابية، وفريقَي عمل بلدية صيدا ومؤسسة الحريري.
كلمة الحريري
استُهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقت السيدة بهية الحريري كلمة رحّبت فيها بالحضور وقدمت التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، قائلة:
"رمضان كريم، نسأل الله أن يكون شهر خير وبركة على الجميع. شكراً لحضوركم، بكم يكبر قلبنا، ونتمنى أن تبقى صيدا دائماً مدينة آمنة ومستقرة، وتستمر في تميّزها كمدينة رمضانية بامتياز."
وأضافت:
"منذ عام 1997، وصيدا سبّاقة في إحياء شهر رمضان من خلال الأنشطة الروحانية والثقافية والتراثية في جميع أرجاء المدينة، وخصوصاً في صيدا القديمة. وفي عام 2019، اجتمعنا لنؤكد أن صيدا مدينة رمضانية، فوضعنا شعاراً لهذا الموسم ليكون إطاراً تنسيقياً تحت مظلة بلدية صيدا، بهدف توحيد الجهود وجدولة الأنشطة والمساحات المتاحة للسكان والزوار."
وأشارت إلى أن المدينة واجهت التحديات خلال السنوات الماضية، من جائحة كورونا إلى الاضطرابات الأمنية، لكنها استطاعت تنظيم أربعة مواسم من "صيدا مدينة رمضانية"، واليوم تطلق الموسم الخامس بالشراكة مع بلدية صيدا، مؤكدة على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي.
كما شددت على أهمية التنسيق المستمر مع المؤسسات والجمعيات الأهلية لتفعيل أجندة الترويج السياحي للمدينة طوال العام، وليس فقط خلال الشهر الفضيل.
كلمة بديع
من جهته، أكد الدكتور حازم بديع، رئيس بلدية صيدا، على خصوصية صيدا كمدينة تجمع بين التراث والحداثة، العبادة والفرح، والأصالة والانفتاح، وقال:
"حفلنا اليوم هو مبادرة تعكس رسالة صيدا وهويتها العريقة كنموذج للعيش الواحد، ومساحة مفتوحة للجميع، ومثال على التعاون المثمر بين القطاع العام والمجتمع المدني لما فيه خير المدينة وأهلها."
وتوجّه بالشكر إلى مؤسسة الحريري على دورها في إحياء هذه الفعاليات التي تُساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية والسياحية في المدينة، مؤكداً أن البلدية حرصت على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لجعل صيدا متألقة خلال هذه الأيام المباركة.
عرض مؤسسة الحريري
عُرض خلال الحفل فيلم توثيقي عن "صيدا مدينة رمضانية"، ثم قدم الأستاذ أحمد كسّاب عرضاً لمسار هذه الفعالية منذ إطلاقها عام 2019 حتى اليوم، موضحاً أن المشروع جاء ضمن حملة واسعة النطاق، بالتعاون مع بلدية صيدا وكافة الشركاء من المؤسسات الثقافية والأهلية والكشفية والتراثية والإعلامية والأمنية.
وأشار إلى أن الجهود تواصلت لتعزيز السياحة المستدامة، حيث تم التعاون مع شبكة المدن المطلة على البحر المتوسط، وUN Habitat، وبلدية صيدا، لإنتاج مسارات سياحية تُبرز المواقع التاريخية والتراثية والسياحية في المدينة القديمة.
ولفت إلى أن المواسم الثلاثة الأخيرة من "صيدا مدينة رمضانية" شهدت تنظيم أكثر من 150 فعالية، بمشاركة أكثر من 90 جهة، واستقطبت نحو 210 آلاف زائر، مما يعكس نجاح هذه المبادرة في تعزيز مكانة صيدا كوجهة رمضانية متميزة.
عرض بلدية صيدا
بعد ذلك، قدمت السيدة وفاء شعيب، رئيسة لجنة النشاطات في بلدية صيدا، عرضاً حول تحضيرات البلدية لشهر رمضان، والتي شملت:
- تنظيم أنشطة لاستقبال الشهر الفضيل.
- وضع برنامج أسبوعي للفعاليات بالتعاون مع الجمعيات.
- رفع الزينة الرمضانية بالتنسيق مع المجتمع المدني.
- إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية بالتعاون مع منظمات دولية.
- تعزيز النظافة في الشوارع والأحياء بالتعاون مع NTCC.
- تنظيم دورات تدريبية حول سلامة الغذاء للعاملين في المطاعم والمقاهي.
- توحيد الزي الرسمي للمقاهي لإضفاء طابع جمالي موحّد على المدينة.
- التنسيق مع الأجهزة الأمنية لضمان الأمن خلال الفعاليات.
- تنظيم حملات لتوزيع الوجبات الرمضانية على العائلات المحتاجة، ضمن إطار عمل مشترك بين الجمعيات.
وأكدت شعيب استمرار هذا التعاون بعد رمضان وعلى مدار العام، بهدف الترويج السياحي لصيدا في جميع المواسم والمناسبات.
جولة على أسواق وأنشطة الخان
عقب الاحتفال، قامت الحريري والوفد المرافق بجولة على أنشطة الليلة الأولى من "صيدا مدينة رمضانية"، حيث شملت:
"أسواق الخان"، لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي ضمت معرضاً للحرف اليدوية بمشاركة 55 عارضاً، وسوقاً للمأكولات بمشاركة 11 مؤسسة.
عرض مولوي وأمسية رمضانية، بالتعاون مع جمعية الكشافة اللبنانية – مفوضية الجنوب، وسط أجواء احتفالية مميزة.
وسجّلت الفعالية حضوراً كبيراً من الشخصيات الرسمية والزوار، الذين استمتعوا بالأجواء التراثية وتفاعلوا مع الأنشطة المتنوعة.
جولة في المدينة القديمة
بعد ذلك، قامت الحريري ومجموعة من الفاعليات بجولة في بعض أحياء صيدا القديمة، بدءاً من ساحة باب السراي وصولاً إلى ساحة ضهر المير، حيث التقت بعدد من روّاد المقاهي التراثية والمواطنين الذين كانوا يستمتعون بالأجواء الرمضانية المميزة.
بهذا، تواصل صيدا تألقها كمدينة رمضانية تُحيي التراث وتجمع بين الأصالة والتجدد، في موسم يعكس روح التلاحم الاجتماعي والاحتفاء بالقيم الرمضانية العريقة.