إغتيال العاروري كشف التنسيق بين "حماس" و"الجماعة"
كشفت عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشيخ صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت، عن مدى التنسيق القائم بين «حماس» و»الجماعة الإسلامية» التي نعت إثنين من كوادرها هما محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة اللذين كانا يشاركان في اجتماع أثناء التنفيذ.
وفيما يعتبر اغتيال العاروري الأول خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الاول 2023، يُعدّ شاهين وبشاشة أول قتيلين لـ»الجماعة» التي سبق لها وأن أعلنت أكثر من مرة عن إطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه المواقع والمستعمرات الإسرائيلية في الجليل الغربي، من دون أن يُقتل او يُجرح أي عنصر لها.
وفي أول تعليق، قال مسؤول العلاقات الوطنية لحركة «حماس» في لبنان الدكتور أيمن شناعة لـ»نداء الوطن»: «إنّ جريمة الاغتيال ليست جديدة على العدو الصهيوني وإجرامه، لقد تعوّدنا على غدره وجبنه، وقدمنا الكثير من الشهداء بينهم الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ونائب القائد العام لكتائب القسام أحمد الجعبري وغيرهم، ولكننا لن نتراجع سنمضي في طريق المقاومة ودحر الاحتلال». وإذ أكد «أن هذه الجريمة الإرهابية لن تثنينا على مواصلة طريق تحرير فلسطين»، أوضح «أنّ حركة تقدّم قادتها ومؤسسيها شهداء من أجل كرامة شعبنا وأمتنا لن تهزم أبداً وتزيدها قوة وصلابة وعزيمة لا تلين»، مشيراً إلى أنّ قادة الحركة»اتخذوا المزيد من التدابير الاحترازية الوقائية في الساحة اللبنانية».
بالمقابل، لم يخف نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» في لبنان بسام حمود التنسيق القائم مع «حماس»، وقال لـ»نداء الوطن»: «لا يحتاج الأمر إلى دليل أو برهان، فنحن و»حماس» وجهان لعملة واحدة في مواجهة العدو الصهيوني وعهدنا للشهداء أن نمضي بطريق المقاومة حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض، وإرتقاء شاهين وبشاشة في جريمة اغتيال العاروري يؤكد اختلاط الدم اللبناني مع الدم الفلسطيني في معركة التحرير وعلى درب الجهاد ضمن معركة طوفان الأقصى، وشهادتهم ودمهم سيكونان ميلاداً لمزيد من الأبطال والقادة الذين يمضون في الطريق الذي اختطّوه لتحرير فلسطين».
ويؤكد حمود «أنّ هذه الجريمة البشعة لن تمرّ من دون عقاب، وسيدفع المحتل الإسرائيلي ثمنها عاجلاً أم آجلاً، وأنّ كلّ الجرائم التي ارتكبها أو التي سيرتكبها لن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فنهاية هذا الكيان الغاصب كُتبت في السابع من تشرين الأول الماضي وهزيمته المحقّقة لن تطول كثيراً».
وقد شيعت «الجماعة» شاهين في تعلبايا في البقاع، على أن تشيع بشاشة في صيدا غداً الجمعة، بينما شيعت «حماس» أحمد حمود في مخيم البرج الشمالي في صور، على أن تشيع العاروري وعزام الأقرع ومحمد الريس عصر اليوم الخميس من مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة - بيروت إلى مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا، وتشيع سمير فندي في مخيم الرشيدية الجمعة.
وقد سارعت حركة «فتح» في لبنان إلى ادانة اغتيال العاروري ووصفته بـ»القائد الوطني الفلسطيني المناضل الكبير». كما نعته القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان، معاهدة الشعب الفلسطيني «على المضي في النضال والمقاومة حتى تحقيق النصر ودحر الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم».