خالد الغربي: ظل الأمين
كتب الإعلامي خالد الغربي:
رحل المناضل عزت أبو جاموس المرافق الشخصي للقائد الوطني الراحل مصطفى سعد، بعد معاناة مع امراض نالت من قامته المنتصبة كشجرة برتقال يافاوية، فأغمض ابن بلدة عمقا عينيه في رقادٍ أبدي بعد مسيرة حافلة من العطاء والنضال.
ناضل راحلنا تحت راية التنظيم الشعبي الناصري بوصفه تنظيما قوميا قضيته المركزية فلسطين.
هكذا، هو، فلسطيني يناضل من أجل عروبة لبنان ووحدته ومنع تقسيمه، لم يتخلف يوما عن واجبه النضالي في مواجهة الفئويين والانعزاليين ومواجهة العدو الصهيوني، منذ معارك المتيّن وعينطورة ومارون الرأس وبنت جبيل، وما بعدها زمن الإحتلال الاسرائيلي الأول، واجتياح ٨٢ ومعه البطش والسجون التي زُج بها آلاف الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين.
واجه "ابو العز" وأترابه من الوطنيين الغزاة وعملاءهم، صمدوا، قاوموا، اعتقلوا... لجأ إلى منفى طوعي، لكنه عاد، لم يطق العيش بعيدا عن النضال والقضية وعن "مصطفاه" مصطفانا (أبو معروف) أيقونة النضال والأمين على الدم والتاريخ، مرافقا له وبقي معه كظله حارساً اميناً لقائدٍ ما كان يوما إلا في دائرة الخطر والنار والاستهداف والاغتيال.
كلما ارتحل مناضلون من زمن نضالي جميل، تذكرنا أننا نعيش راهننا في زمن عار، لكن مهلا، علينا جميعنا ان نعيد النظر والحسابات، فما بعد الصمود الملحمي الأسطوري لغزة لن يكون كما قبله، ومقاومة باسلة تبشرنا بزمن جديد يُولد.
كان بإمكانك يا عزت ان تهضم جرعات وجعك وتؤخر رحيلك، كي نهلل سويا لزمن التحرير الآتي ولندخل شامخي الرؤوس في حسابه ... انه بداية نهاية هذا الكيان الغاصب.
لكن، لا بأس، ما يعزونا يا مرافق الأمين أنك ستكون إلى جانبه في استقبال العابرين في ذاك الصبح إلى جنوب الجنوب وبعضهم ممن لم ينكفأوا ولم يبدلوا، سيحملون بنادق عليها وشم "مصطفى معروف سعد".
سلام عليك وإليك يا عزت وسلام منا عبرك الى الحبيب "المصطفى" ... رحمك الله.