صيدا سيتي

تحلّ النسخة الثالثة والعشرون من عيد الموسيقى في بيروت هذه السنة من اليوم إلى 24 حزيران على كامل الأراضي اللبنانية من خلال فروع «المركز الفرنسي في لبنان» الذي ينظّم هذا الحدث سنوياً محوّلاً الساحات إلى مساحات للتعبير والمشاركة والتضامن، بروح احتفالية وشعبية منفتحة على الجميع. ويمنح «المركز الفرنسي» هذه السنة مكانة خاصة جداً بطريقة غير مسبوقة للمبدعين الموسيقيين الناشئين من خلال تنظيم مسابقة «نقطة إنطلاق» للفرق الشابة من جميع أنحاء البلاد.

قبل الغوص في برنامج هذه السنة في لبنان، نعود الى 1982، العام الذي انطلق فيه هذا الحدث حين قرّر وزير الثقافة الفرنسي جاك لانغ في حينها، إنشاء العيد الذي تحوّل في يومنا هذا إلى مهرجان عالمي يحتفل به في 21 حزيران من كل عام. أمّا على الصعيد المحلي فيشكّل هذا الحدث لحظة أساسية في الساحة الموسيقية معزّزاً ممارسة الهواة من خلال إتاحة الفرصة لجميع من يعزفون على آلة موسيقية لتقديم أداء عام.

وبما أنّ نسخة 2023 تتميّز بتسليط الضوء على الموسيقيين الناشئين كان لا بدّ من التوقّف عند هذا الموضوع مع مديرة «المركز الفرنسي في لبنان» سابين سكورتينو التي أشارت في حديثها لـ»نداء الوطن» الى أنّ «عيد الموسيقى هو أولاً وقبل كل شيء مهرجان للموسيقيين، سواء أكانوا هواة أم محترفين، فهؤلاء يتشاركون الشغف نفسه ويحرصون على إظهاره ومشاركته. وإلى جانب المواهب اللبنانية والفرنسية المؤكدة، أراد «المركز الفرنسي في لبنان» «الابتكار» هذا العام ساعياً الى تعزيز المواهب المحلية. لذلك أطلقنا مسابقة «نقطة انطلاق» على مدار شهر أيار، دعونا من خلالها الموسيقيين الشباب المقيمين في لبنان والذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً لتقديم مقطوعاتهم الأصلية أمام لجنة تحكيم من المتخصّصين في هذا القطاع. بالفعل حقّقت هذه المسابقة نجاحاً كبيراً منذ البداية، إذ تلقّينا نحو 125 طلباً. وبعد تجارب الأداء والاختيار الدقيق الذي تبعه، ستفتتح المجموعة الفائزة مع جو بريتزل أمسية 24 حزيران في «الفوروم دو بيروت»، كما ستحظى بدعم مهني مميز انطلاقاً من رغبتنا في تقديم دفعة صغيرة للموسيقيين الشباب الموهوبين».

50 حفلة مجانية

تنوّع الأنماط الموسيقية والأماكن والفنانين، هو كلمة السرّ لهذه النسخة، ومن اليوم، ستصدح الموسيقى في 11 منطقة مختلفة في أماكن تاريخية أو استثنائية وفي الساحات والأماكن العامة. إلّا أنّ فعاليات المهرجان تغيب عن 21 الجاري، يوم عيد الأب عكس ما جرت العادة منذ انطلاقة الحدث. وتبرّر سكورتينو هذا الموضوع قائلةً: «أردنا أن تكون نسخة 2023 من عيد الموسيقى في لبنان بمثابة مهرجان يمتدّ من 16 الى 24 حزيران، بدل اقتصاره على يوم واحد. لذلك، نظّمنا على مدى 8 أيام ما لا يقلّ عن 50 حفلةً مجانيةً: ننطلق اليوم في جبيل وزحلة، ونلتقي في صيدا والقبيات وبعلبك ودير القمر السبت 17 حزيران، والأحد 18 منه موعدنا مع مدينة طرابلس، الجمعة 23 سنكون في إهدن والنبطية على أن نختتم المهرجان يوم السبت 24 الجاري في صور وبيروت. وتشعّب نشاطاتنا على كل الأراضي اللبنانية، يصبّ في خانة أهدافنا التي ترتكز على التشابك والاقتراب من مختلف المناطق والمجتمعات».

وتضيف: «كما لاحظتم من خلال هذا البرنامج، فإن كل أمسياتنا الاحتفالية تنظّم خلال عطلات نهاية الأسبوع الأحبّ على قلب اللبنانيين للخروج والاستمتاع بقضاء الوقت معاً. ومع ذلك، ولو أنّ الفعاليات تغيب عن يوم عيد الأب إلّا أننا سنكشف في 21 حزيران عن «مجموعة مفاجأة» معروفة لدى جميع اللبنانيين، ستعزف على مسرح «الفوروم دو بيروت» في 24 الجاري. لذلك لا تنسوا أن تتابعوا شبكاتنا الاجتماعية لمعرفة المزيد».

مفاجأة في Forum de Beyrouth

حصّة الأسد من هذا المهرجان لأمسية الختام في «الفوروم دو بيروت» (24 حزيران)، وتلفت سكورتينو الى أنّ سبب اختيار هذا الصرح ينبع من تمسّك «المركز الفرنسي في لبنان» بروح عيد الموسيقى من خلال مكان رمزي في مدينة بيروت، فاخترنا «الفوروم» نظراً لمساحته الخارجية الواسعة التي يمكنها استيعاب أمسيتنا الموسيقية، وأكشاك الطعام والمنصّات المحدّدة للأطفال والعائلات التي ستبدأ باستقبالكم من الساعة الثانية بعد الظهر. أمّا بالنسبة إلى برنامج هذه الليلة، فـ5 فرق ستملأ المكان بالموسيقى منذ الخامسة مساءً حتى وقت متأخر من الليل وهم: مع جو بريتزل (فانك / روك - لبنان)، تمارا قدومي (كولد بوب- لبنان)، جوليا جان بابتيست (بوب - فرنسا)، أتوم (الكترو - فرنسا) و»مجموعة مفاجأة».

وختمت قائلةً: «الموسيقى لغة عالمية تتجاوز كل الحدود وتجمع الناس معاً. ومهما كانت الأنواع الموسيقية التي تفضلونها، فستجدونها بالتأكيد ضمن برنامجنا، الذي يمكنكم الاطلاع على تفاصيله من خلال زيارة موقعنا https://institutfrancais-liban.com»، مضيفةً: «نحن في انتظاركم.. تعالوا ارقصوا على أنغام أمسياتنا.. فلنصنع الموسيقى معاً».

المصدر | جنى جبّور - نداء الوطن