صيدا سيتي

طلال أرقدان: معروف سعد شهيد العروبة وفلسطين والنضال الاجتماعي

X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

معروف سعد .. وكل دروب النضال تؤول إليك...كل المواعيد التي ضربتها مع فلسطين التي عشقت لا تزال  تزفك مع كل ربيع عريسا إليها...أول الدرب لملاقاتها كان في هبة العام 1936...وثاني الدرب كان في نكبة العام  1948... انتصارك لثورتها في كل سنوات حياتك العامرة بالتضحية والنضال ... ولا أكشف سراً  إن قلت أنك كنت شريكاً في كل العمل الفدائي الثوري المسلح يوم نسقت مع القائد وديع حداد في ستينات القرن المنصرم لتجعل من إحدى مناطق صيدا عند   ساحلها الجنوبي مكاناً  لهبوط طائرات العدو المدنية .. كان العمل الفدائي يخطط لاختطافها من أجل إرغام قوات الاحتلال على إطلاق فلسطينيين من الأسر، وتثبيت موقع القضية الفلسطينية كقضية رئيسية على جدول أعمال الدول الكبرى...

ألغيت العملية، لكنك بقيت ثابتاً على قناعاتك ومبادئك نصرة لكفاح الشعبي الفلسطيني وثورته المظفرة..  معروف عشت من أجل فلسطين .. وسقطت على طريق فلسطين شهيداً شهيداً شهيداً.

وكما في طريق النضال الفلسطيني، هكذا كنت دوماً في النضال الشعبي والمطلبي .. لم يهن عليك إذلال الصيادين في سرقة بحرهم لصالح الشركات الاحتكارية.. شمرت عن ساعديك.. حملت همومهم ومطالبهم في قلبك ووجدانك .. ناضلت في سبيل قضيتهم تماماً كما كان نضالك في سبيل الفقراء والكادحين ولقمة عيشهم المغمسة بالعرق والدم .. نزلت إلى الشارع في مثل هذا اليوم قبل نحو ثمان وأربعين عاماً .. قدت تظاهرة الصيادين في شوارع المدينة.. خافوا من جرأتك ومواقفك ..  فأردوك غدراً .. وسقطت شهيداً شهيداً شهيداً.

اليوم، وبعد كل تلك السنين،  لا يزال طريق النضال هو هو .. تغير اللصوص السابقون، وظل الفقراء والكادحون على بؤسهم وشقائهم .. وبقيت أنت يا معروف أيقونتهم .. قبلتهم إلى صناعة الغد، محرراً من سارقي قوتهم وعرقهم ودمهم.

اليوم يا معروف نفتقدك في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ بلادنا التي استشهدت من أجلها .. نفتقد بطولاتك ونضالاتك ودورك في تعرية الطغمة الحاكمة التي أمعنت في البلاد نهباً وتحاصصاً فوق جثة الوطن .. عزاؤنا أنك تركت لنا الأخ أسامة ليحمل رايتك تماماً كما حملها من بعدك ابنك البار مصطفى .. معك يا حكيم سنخوض معمودية النار والدم  من أجل بناء وطن الإنسان في لبنان .. وطن لا مكان فيه لسارق أو مجرم أو خائن أو عميل .. وطن الحرية والمساواة .. وطن المواطنة الديمقراطية العادلة المتساوية .. وطن المقاومين الوطنيين الذين حملوا راية جمول يوم احتلت الأرض .. دافعوا عنها وسقط الكثيرون منهم في سبيل تحريرها.. كل ذلك قبل أن يضحى بها على مذبح تسويات الطوائف ومحاصصاتها.

نستودعك يا معروف في يوم ذكراك وطناً حلمت به محرراً معافى ... فإذ بطغمة الطوائف تمعن في نهش جسده الواهن والضعيف ، وتقويض أحلام فقرائه وكادحيه في الحياة الحرة الكريمة.

قسما بدمك .. سنستمر بالنضال على طريقك حتى إسقاط هؤلاء المارقين الفاسدين .. وحتى بناء وطن يليق بتضحياتك وتضحيات شهدائنا وجرحانا ومعتقلينا ومناضلينا  .. ولن نسقط الراية.

بقلم طلال أرقدان


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981272869
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة