الشهاب: جمعياتنا بلا حراك؟
الجمعيات عند مختلف الشعوب، جزيلة النفع، فعالة الأثر، كبيرة العمل، مسموعة الصوت، تشيد العظمة الرفيعة، وتبني المجد الشاهق، ثم هي كثيرة، وفيرة، ولا يحصر عددها ولا يحصي.. أما الجمعيات عندنا فالحقيقة أكثرها عقمٌ و أجاج؟ أنّ عددها يقارب أن يماثل عدد السكان؟ ثمّ إنّها ناعسة الذكر، مخفوضة القدر، تافهة الجدوى، جامدة المسعى، ولقد كان العَجب ينال منّي كل منال، حين كنت أطالع على صفحات الصحف، ومتابعة التواصل الإجتماعي، أنباء أشتاتاً، عن جمعيات قامت، وعن مجامع تألفت، واصطفت لها أسماء، وإنتخبت لإدارتها أعضاء، ثم لا أعود أسمع بها، ولا أدري شيئاً عنها.. وكأن أنصبها السير وأجهدها قبل إنطلاقها؟؟
والعجب ينال مني ثانية كل منال، لأكثر الجمعيات والمجامع؟.. فهي ضعيفة ومحدودة؟؟ و نشاطاتها في الداخل (محصورة)؟ ما بين لقاءات وتشريفات؟ وتغريدات ؟ وتصوير؟ وولائم؟ وحفلات؟ ومن ثم تبويس؟ وتوديع؟ وإستقبال؟..
وليس فيما أرى نفوس الأعضاء؟ هاتيك النفوس الطّلاعة إلى المناصب، النزاعة إلى الألقاب، وان التجارب حدثتنا - وهي صادقة فيما تحدث - أن التطلع إلى المناصب، والنزوع إلى الألقاب، ما عملا اصبعيهما في شان- من الشؤون- إلاّ تركاه خراباً يبابا؟
تلك جمعياتنا لم تلبث قائمة على مسرح البلد إلاّ كما يلبث الخيال الطائف، والبرق الخاطف، أو كما يلبث الدخان الذي يكاد يظهر حتى يتطاير في الهواء ويفني؟.. وتلفظ آخر نفس من أنفاسها؟ وليدة مهدها؟
إن الأهالي إذ تنادي في أعضاء الجمعيات إنما تنادي داعي الحكمة، و.. إلى صادق الشعور، وصحيح المسيرة بأن يدركوا الغاية التي يعملون لها بإنشاء مشاريع بيئية، و صحية، و تنمية بشرية مستدامة، وإجتماعية، وثقافية (متنوعة) وعلى أن تقوم الجمعيات بإحياء المناسبات بمآل محاسنها و تأمين الضروريات للأهالي وقت الشدة و جمع التبرعات لذوي الحاجات و مساعدتهم في الأيام الصعبة، والإتصال بالعالم الخارجي و التلطف مع (السلك الدبلوماسي) الحاضن في السفارات والتواصل مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي العربي!! ذلك (مناصاً صالحاً لها من إعتبار)!!
لذلك يريد (الشهاب) من أعضاء الجمعيات في لبنان أن تتقسم في العضوية رتبهم! وتتحلى بالأماني لبتهم!! بإلتزام الصرامة! في تنفيذ الحقوق والحزامة!! والكشف عن السر؟! والصدع بالعمل في الجهر!! بسياسة محدودة! مبرمة القوى.. كذلك محمودة!!
ويريد (الشهاب) أيضاً ان تفكفك الجمعيات قبضة وعدها؟! و أن تمد الأهالي حتماً بأيسر صدَّها وينال منها الناس أهنىء حياة! ويكون لها في (البلد) وقفة عز! وثبات!!
تالله!! وهي (تتلو عل الناس الزبر والبينات)!!!
ويريد (الشهاب) أيضاً و.. كذلك أن تكون الجمعيات تشرح النفس! ويراها اللبنانيون في كل مظلمة شمس!!!
(فليتنافس المتنافسون! وليتسابق المتسابقون)!... و ليعلم الجميع أنّ لدينا علامات تسرّ الناظرين للأوائل! و أنّ لدينا في المرايا مشارف – لهم - و منازل!
المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا
منح شهاب