سعد والبزري انتخابياً معاً للمرة الأولى بعد البلدية العام 2004
7 لوائح انتخابية في دائرة صيدا – جزين، و29 مرشحاً، بينهم 3 مرشحات هم غادة أيوب ورنا الطويل وهانية الزعتري، يتنافسون على 5 مقاعد نيابية في مواجهة ما زالت مدار اهتمام في الاوساط الصيداوية والجزينية نظراً لطبيعتها التي تختلف عن سابقاتها.
وما يميز هذه المنافسة الى جانب غياب تيار «المستقبل» التزاما بقرار الرئيس سعد الحريري و»الجماعة الاسلامية» ترشيحاً على ان تكون حاضرة إقتراعاً، هو التحالف الانتخابي بين الامين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري، وهو الاول نيابياً والثاني بعد البلدي في العام 2004، حيث فازا مقابل تحالف «المستقبل» و»الجماعة الاسلامية» ووصل البزري الى سدة رئاسة البلدية. واليوم، يتلاقى الطرفان على خوض غمار الاستحاق النيابي ضد من يعتبرون أنهم قوى السلطة بخلاف الدورة السابقة في العام 2018، حيث خاض سعد المعركة متحالفا مع النائب الجزيني ابراهيم عازار مدعومين من الثنائي الشيعي، بينما خاض البزري المعركة متحالفا مع «التيار الوطني الحر» في جزين ومرشح «الجماعة الاسلامية» في صيدا الدكتور بسام حمود، ففاز النائبان زياد اسود وسليم خوري مستفيدين من الرافعة الإنتخابية التي شكلها لهما البزري وحمود لتأمين الحاصل الانتخابي الثاني بالكسور.
كذلك يتلاقى الطرفان على هدف التغيير، بعد انحيازهما الى انتفاضة 17 تشرين، سعد يعتبر الانتخابات فرصة لتقويض شرعيات تآكلت، وتثبيت أخرى اكتسبت شرعية شعبية في ساحات النضال وميادينه، ويدعو الى جعل الانتخابات فرصة لفرض مسارات جديدة تنقذ لبنان وتؤسس للدولة العصرية اللاطائفية العادلة والمنيعة. بينما يعتبر البزري ان الانتخابات مناسبة للمواجهة الديمقراطية وللتغيير ووضع حجر الأساس لإعادة بناء الدولة العادلة، القادرة، الديمقراطية والحديثة. والتحالف مع سعد مناسبة لتأمين حاضنة سياسية للمدينة، وتعزيز قرارها المستقل والضامن لمستقبل أبنائها والرائد في محيطها، فصيدا القويّة والموحّدة هي العامل الرئيسي في استقرارِ وازدهار محيطها جنوباً وشرقاً وغرباً.
ويخوض المرشحان يوسف النقيب ونبيل الزعتري الانتخابات للمرة الاولى، النقيب الذي يدور في فلك «المستقبل» والمقرب من اركانه، كان رئيسا للماكينة الانتخابية في صيدا ولديه خبرة في ادارة المعارك الانتخابية وتفاصيلها، يحرص في جولاته ولقاءاته على التأكيد انه مرشح مستقل كي لا يستفز جمهور «الازرق» الذي لا يبدو عليه حماس المشاركة خلافاً للمرات السابقة حين كانت «العمة» بهية الحريري عصب المعركة.
والنقيب الذي بدأ جولاته الانتخابية بزيارة رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، شكل لائحة «وحدتنا في صيدا وجزين» وتضم اليه، وسام الطويل وسعيد الاسمر وغادة ايوب في جزين، وتحظى بدعم رئيس «تجمع 11 آذار» رجل الاعمال مرعي ابو مرعي، ويؤكد النقيب ان «الإستحقاق الإنتخابي يتزامن والوطن يرزح تحت وطأة أزمة تاريخية متعددة الوجوه... ووجدنا من واجبنا الوطني والشعبي ضرورة خوض هذا الإستحقاق الإنتخابي مؤمنين وسائرين على ذات النهج الوطني الذي عهدتمونا عليه، عاملين على حمل الراية للحفاظ على هذا الخط في الإعتدال والعيش المشترك في صيدا وجزين».
بينما الزعتري سليل العائلة الصيداوية العريقة يخوض الانتخابات متحالفا مع النائب عازار المدعوم من الرئيس نبيه بري وحركة أمل، ويتمتع بشبكة علاقات واسعة وقد بدأ بتجييرها لصالح المدينة ومعالجة مشكلاتها، ومثال على ذلك تدخله لمعالجة ازمة شح الطحين.
تبقى أخيراً مشاركة النساء في الاستحقاق، وعددهن هذه المرة 3 وهن الناشطتان في الحراك الاحتجاجي هانية الزعتري ورنا الطويل عن المقعدين السنيين في صيدا، والدكتورة غادة ايوب المرشحة عن المقعد الكاثوليكي، والتي تدعو الى التغيير عبر الاقتراع في 15 ايار، معتبرة انه «اليوم اما أن يكون لبنان حراً سيداً أو صدقوني لن يبقى هناك لبنان... وقد حان الوقت لنمنع تغيير الهوية اللبنانية، ونمنع سقوط الجمهورية، وكما بقي اهلنا ثابتين بأرضهم رغم كل ما حدث وكل ما عانوه، نحن اليوم أيضاً مع اهلنا واخوتنا واحبائنا في صيدا وجزين ثابتون لنحافظ على العيش المشترك والهوية اللبنانية وعلى لبنان الذي نريده الحر والسيد».
المصدر| محمد دهشة - مداء الوطن
الرابط| https://tinyurl.com/428xjpbw