سُيّاح أجانب في صيدا: «شو جايين يعملوا هون؟» | شاهد الفيديو
يزدحم موقف القلعة البحرية في صيدا بالبولمانات، تنزل منها زُرافات السيّاح الأوروبيّين والآسيويين، «يسوحون» في القلعة ويجوبون أزقّة البلد القديمة وسط دهشة ظاهرة على وجوه الصيادنة: «شو جايين يعملوا هون»، و«شو هول ما بيسمعوا أخبار» عمّا حلّ بنا من كارثة اقتصادية؟
فعلاً حركة السياح الأجانب ناشطة منذ بداية العام، والغروبات تستكشف آثار المدينة وتنتقي الهدايا والتذكارات من الحوانيت الداخلية، وتراهم يُعجبون بالشكل الهندسيّ للبيوت المبنيّة بالحجر الرملي، ويدخلون «الحمامات» والخانات والكنائس والمساجد ويستريحون في المقاهي العتيقة.
حضورهم أمّن حركة تجارية معقولة كان ينتظرها التجار، فجاءتهم الدولارات «فريش» من «الغُرُب».
«هول بيدفعوا دولارات وبيمشوا»، يقولها علي سبليني صاحب دكان «سوڤينير»، بعد أن ودّع آخر سائحة في الطابور، باعها للتوّ طربوشاً أحمر وفانوس رمضان. هو يعتبر أنّ زيارتهم إلى البلد عوّضت عن أشهر الركود الطويلة. ويسأل: «مصلحتنا شو بدّا؟»، ويجيب بنفسه: «بدّا غريب وهداوة بال».
سألنا سائحًا بلجيكيًا وهو يقف مذهولاً تحت قناطر القلعة الحجرية: «ما الذي أتى بكم إلى لبنان في الظروف التي يمر بها؟»، فأجاب: «لأننا نحب استكشاف الأماكن الأثرية التي نقرأ عنها في كتب التاريخ، وأيضاً لأن سفرنا إلى لبنان يساعد شعبه في هذه الأزمة». سألناه مرة أخرى: «هل سمعت عن انقطاع الكهرباء والبنزين عندنا؟»، فابتسم وبدأ بتعداد أزماتنا: «انهيار الليرة وحجز أموالكم في المصارف وفقدان الطحين والزيت الأوكراني». لكنه لم يذق طعم انقطاع الكهرباء بعد، فيقول: «وصلتُ توّاً الليلة الماضية فقط، ويبتسم خجلاً منا ربما».
من العرب يكاد يكون العراقيون الوحيدين الذين لم يقاطعوا السياحة في لبنان، وهم ملأوا فراغ الخليجيين وحالوا دون عزلنا سياحياً، وبالتالي حرّكوا العجلة الاقتصادية بعض الشيء. بوافرٍ من مشاعر العروبة يقول جاسم (من بغداد)، وهو يمسك بيدَي زوجته وابنته: «لبنان جنة العرب وحرام اللي صار بيكم، إن شاء لله ترجعوا توقفوا على رجليكم وكلنا ويّاكم».
المصدر | علي حشيشو - الأخبار
الرابط | https://tinyurl.com/2systeup
«هول بيدفعوا دولارات وبيمشوا»، يقولها علي سبليني صاحب دكان «سوڤينير»، بعد أن ودّع آخر سائحة في الطابور، باعها للتوّ طربوشاً أحمراً وفانوس رمضان. هو يعتبر أن زيارتهم للبلد عوّضت عن أشهر الركود الطويلة. (تصوير علي حشيشو) pic.twitter.com/3kXLnFdSix
— جريدة الأخبار - لبنان (@alakhbarleb) April 5, 2022