سوق السمك الجديد "الميرة" باقٍ في مكانه الحالي... بدعم من بلدية برشلونة وباتفاق صيداوي
بعد طول نقاش وجدال لم يخلُ من الاعتراض، حسم قرار انشاء سوق السمك الجديد "الميرة" في مدينة صيدا في موقعه الحالي بمحاذاة ميناء الصيادين ومرفأ صيدا القديم، بعد استبعاد خيار ردم البحر وانشاء سنسول جديد ونقله من مكانه جنوباً باتجاه المرفأ التجاري الجديد، مع الأخذ بعين الإعتبار الملاحظات وإحتياجات الصيادين والدراسات التي كانت رفعتها بلدية برشلونة ضمن خطة تطوير مرفأ الصيادين.
قرار حسم المشروع الذي أقرته وزارة الأشغال العامة والنقل وبلدية صيدا بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الانمائي " UNDP" بنحو مليون دولار اميركي، جاء خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة المصغرة لمتابعة المشروع والتي شكّلت عقب سلسلة من الاجتماعات التي عقدت بين ممثلين عن البلدية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي وعن الصيادين وممثلي "تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا" و"صوت الناس" و"مهندسون من صيدا والجوار" تجمّع "علّ صوتك"، للوصول الى الخيار الافضل، بعد اعتراضهم على الموقع المقترح بنقله لجهة رفضهم ردم البحر كونه ملكاً لكل الناس، وعدم جدوى صرف مبالغ مالية كبيرة على اقامة حاجز مائي لسوق السمك، بينما يمكن الافادة من هذه المبالغ في تحسين وتطوير ميناء الصيادين الحالي، فضلاً عن كون المكان المقترح بعيداً نسبياً عن ميناء الصيد.
وأكد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي انه "تم الإجماع على أن يكون مكان السوق في نفس مكانه الحالي وهذه خطوة مهمّة من أجل تسريع وضع التصاميم وإنجازها وعرضها على اللجنة بشكلها النهائي خلال أسابيع قليلة"، قائلاً: "مع تنفيذ المشروع قرّرنا الاستعانة بجزء من خرائط ودراسات سبق وأنجزت لمشروع تحديث مرفأ الصيادين بدعم من بلدية برشلونة والذي لم ينفّذ بعد بسبب عدم توافر الأموال اللازمة له، وتبيّن هذه الخرائط المساحات الموجودة في الموقع".
في المقابل، أكد المهندس بلال شعبان الذي ترأس لائحة "صوت الناس" في الانتخابات البلدية بدعم من "التنظيم الشعبي الناصري" لـ"نداء الوطن" انه "جرى الاتفاق على بقاء "الميرة" في مكانها وتطويرها بما يتناسب مع الحد الاقصى لمخطط برشلونة، اي ان يكون تطويرها ضمن مخطط عام للواجهة البحرية للمدينة وليس مجرّد تطوير "الميرة" نفسها، وانشاء غرف للصيادين وموقف للسيارات ومركز للدفاع المدني وآخر للتطوير المهني، اي كمشروع متكامل يتيح تقديم خدمات اسهل للمواطنين وللصيادين معاً"، قائلاً: "طوينا صفحة نقل المشروع وننتظر الآن مسودة المشروع متكاملاً من برنامج الامم المتحدة الانمائي للاطلاع عليه وابداء الملاحظات قبل بدء التنفيذ".
وبينهما، اوضح نقيب صيادي الأسماك نزيه سنبل لـ"نداء الوطن" أنّ اقرار المشروع سيصبّ في مصلحة الصيادين والعاملين في الميرة، وأنّ النقابة كانت منذ البداية مع إقامة السوق الجديد في نفس المكان الحالي، وسيكون بحلّة وادارة جديدتين مع تطوير التجهيزات، بعدما أصبح السوق الحالي بحالة مزرية، سواء كبنية تحتية او كسقف ويعاني مشكلات عديدة تؤثّر على حركة عرض وتنظيف وبيع السمك فيه ودخول وخروج الزبائن بسبب تسرّب المياه الى داخله او تجمّعها عند مدخله في فصل الشتاء، مؤكداً انه "لن يطاله اي تغيير في الهيكلية، أي 5 طاولات للمزاد و12 طاولة للبيع بالمفرق و12 طاولة للتنظيف، وانشاء غرف للصيادين وبعض المرافق الخاصة بقطاع الصيد، منعاً لاي خلاف"، مشدّداً على ان "المشروع سيطاول الصيادين مباشرة لجهة مساعدتهم في الشباك وامكانية تمديد "الخيم الزرقاء" – المظلات، فوق المراكب الى الامام باتجاه البحر لاتقاء الشمس صيفاً والامطار شتاء".
وشدّدت ممثلة برنامج الأمم المتحدة السيدة جنان شندر على ان اللقاء كان مثمراً وخلص بنتيجة سيتمّ البناء عليها وإن شاء الله سيتمّ وضع التصاميم خلال فترة شهرين وعرضها ومناقشتها، وبعدها سننطلق لتنفيذ المشروع.
المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن | https://www.nidaalwatan.com/article/48006