تيار الفجر في ذكرى الخامس والعشرين من أيار: التزامن مع اﻹنجاز الفلسطيني يجعل المناسبة متألقة
يحل الخامس والعشرين من أيار هذا العام بالتزامن مع اﻹنجاز الكبير الذي حققه مجاهدو المقاومة الفلسطينية المظفرة على أرض فلسطين الحبيبة . ما يجعل المناسبة متألقة وغنية بكل معاني التواصل والتفاعل اﻹيجابي بين ساحتي لبنان وفلسطين اللتين تتطلعان نحو التحرر من ربقة المشروع الصهيوني وكل أشكال اﻹستعمار واﻹستكبار والتبعية . وهو تزامن معنوي خلاق يؤكد على وحدة أمتنا في مواجهة الهجمة اﻹستعمارية التي تعرضت لها هذه اﻷمة منذ أكثر من قرن من الزمن ودفعت في سياقها مرارا وتكرارا اﻷثمان الباهظة والجليلة.
ففي الخامس والعشرين من أيار عام 2000 وصل العطاء الجهادي على الساحة اللبنانية إلى ذروته وبات الجيش الصهيوني الذي لا يقهر عاجزا عن اﻹستمرار في مواجهة المقاومين من جراء الخسائر الفادحة التي طالته وأرهقته وشلت قدراته الحيوية . وبات لزاما على قيادته السياسية ان تتخذ قرار الفرار من لبنان بعد أن أنهكت قواه وفشلت الولايات المتحدة اﻷميريكية في مد يد العون للصهاينة العالقين في الشباك اللبنانية الشائكة . وكان اﻹنتصار التاريخي المخضب بدماء الشهداء محطة تاريخية مضيئة ما زلنا نستلهم معانيها ودروسها الخالدة حتى هذه الساعة . وما زال أحرار العالم وثواره الصادقين يقفون بإجلال وإحترام حيال هذا التاريخ المميز الذي رصع هامات أبناء الوطن وجعلها شامخة على الدوام.
وفي موازاة هذا التاريخ المجيد ، كان شعب فلسطين اﻷبي يسطر ملاحمه المتكررة في اﻹنتفاضة اﻷولى (1987) وفي إنتفاضة اﻷقصى (عام 2000)ومن ثم في عمليات الباصات اﻹستشهادية لعام 2004 التي استشهد خلالها مؤسس حركة حماس الشيخ أحمدياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي ما أدى الى طرد الغزاة الصهاينة من قطاع غزة . وكانت حروب اﻷعوام 2008 و2012 و2014 التي شنت على قطاع غزة محطات خالدة تصدى فيها مجاهدو القطاع بلحمهم الحي وإرادتهم الفولاذية وأجبروا فيها الصهاينة على اﻹنكفاء خائبين.
أما في عامنا هذا فقد إنتقل المقاومون الفلسطينيون من الدفاع الى الهجوم ، واتخذوا قرارا جريئا بالمدافعة والمنافحة عن بيت المقدس وعن أهلنا في حي الشيخ جراح . وتولى رماة صواريخ المقاومة تنفيذ ذلك القرار الناصع الذي استمر تطبيقه احد عشر يوما على التوالي كان فيها المجاهدون أبطالا وشجعانا قادرين على تمريغ أنوف القادة الصهاينة بالتراب . وكررت اﻹدارة اﻷميركية التعبير عن عجزها في تدعيم الموقف الصهيوني وبات اﻹنتصار الفلسطيني حقيقة ثابتة لا فكاك من مفاعيلها المذلة للصهاينة والمعزة لفلسطين وللعرب وللمسلمين والمسيحيين ولكل أحرار العالم . وثبتت من جديد العلاقة الراسخة بين المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وبين كل قوى الجهاد والمقاومة والممانعة في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم.
- تحية لجذوة الجهاد والمقاومة المتقدة في قلب لبنان وفي قلب فلسطين.
- تحية لكل قوى التحرر في المنطقة والعالم الذين يناهضون اﻹستعمار واﻹستكبار واﻹمبريالية.
- والمجد والجنان والفردوس اﻷعلى للشهداء الميامين.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) صدق الله العظيم
المصدر | إعلام تيار الفجر