صيدا سيتي

الشهاب: مجتمعنا اللبناني على مفترق طرق؟

صيداويات - الأربعاء 19 أيار 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

إن البحث في هذا الموضوع لا بد له من الرجوع الى الواقع والمراحل التي مرّ بها لبنان ... وكي لا يطول الكلام، سأقتصر على التحدث عن حاضر المجتمع اللبناني ثم للتعرض للبرامج الإصلاحية الصميمة التي تكفل له شفاءه من (أمراض مستعصية) جارَ عليه الزمن وتركه والحال كذلك يئن من الذل والمهانة؟

والواقع اليوم أننا نحمل أمراض سنوات طويلة مضت على المجتمع وهو يرزح تحت عبء أمراض إجتماعية و إقتصادية وتربوية وسياسية شلت من حركته واصابته موضعا "خطرا" يحتاج الى التخلص منها الى مدة ليست بالقصيرة: (قلق البناء) مقطّع الأوصال؟

إننا نجد أنفسنا في هذه الأمراض المستعصية التي أخذت تفتك بالجسم اللبناني لا نزال نحترق بنارها ونزداد ضعفاً "وتقهقرا" وعدم استقرار، وان هذا التخلص الذي زعمناه بيننا وبين أنفسنا سابقا صورة لا حقيقية، فالبلاد لاتزال ترضخ لنير يرزح تحت عبء اقتصادي شنيع جعل ابناء هذه البلاد قابلة لأمره نازلة عند حكمه، تأتي بنتائج سيئة ظهرت بواكرها بوجود الطبقيّة في المجتمعات، وهذه الطبقيّة مرض فتاك لأنه يرتكز على إنغماس كلي في المادة وسفه بالأخلاق وقسوة في القلوب مما يقود إلى تفكك محتوم في أبناء الوطن الواحد ثم انهياره؟؟

فالتوجيه قضية هي لا تأخذ من رعاية الشيء الكثير بل ان التعليم والتوجيه كذلك يرتكزان على قاعدة إرتجالية لا تراعي فيهم مصلحة الأجيال ولا مستقبل الشعب، تعيش في واقعها السيء والسيء فقط ... واذا كان التعليم قد أخد نوعاً ما في المدة الأخيرة شكلا جديّاً فان التوجيه الصحيح الذي كنا ننتظره لم يبقَ له أثر مما كان، فوقع الشباب في حيرة من أمره وأخذت هذه الأفكار الباطلة وما يتبعها من فلسفات تعمل على تفتيت عقول الشباب، فإذا بجيل كامل نراه مقلداً... مشتت الفكر، سهل الانقياد، معطل الذهن؟ ومن السهل بعد ذلك أن تسيطر على البلاد نتيجة لعدم التوجيه الصحيح موجات من حركة الافساد بفضل السياسة الخاطئة ما لم يدرِ بخلد إنسان؟

نعم لقد زينوا هذه الحياة الدنيا الصاخبة العابثة التي تعج بالإثم وتطفح في اعين البسطاء بالإغرار والسذج من الناس، منهم ذوي الرأي فيهم، وأهل المكانة، يحتقرون أنفسهم فينسلخون من تقاليدهم ونرى الناس كل الناس بالإضطراب السائد في كل مظاهر الحياة؟

ان مجتمعنا تسوده الفوضى من جهة وسوء الخلق من جهة اخرى، ويصل الى نتيجة سيئة كما وصل الى هذا الدرك من الذل؟ و لابد له من منقذ يبدله حالا "خيرا" من حاله ، فان كل لبناني مخلص وكل مواطن يريد الخير للبنان قد يرى نفسه أمام مهمتين أولهما ادراك مجتمعنا ما فقده من شخصيته وسيادته. وثانيتهما بناء المجتمعات الجديدة على أسس ثابتة صحيحة تكفل لها سلوك طريقها بين التنافس مع غيرها على بلوغ درجات الكمال الإجتماعي!

الآن لابد لنا من العمل فكيف نبدأ؟ ومن اين نبدأ؟ فنحن في اذلال وتحطم، وانتزاع كل المعاني الانسانية؟

فتعالوا جميعاً الى النظم والتشاريع فنوكل اليها حل مشكلاتنا الاجتماعية مهما اختلفت أوضاعنا وظروفنا ومقومات حياتنا المادية ومهما بعدت الشقة بيننا فبين ايدينا المؤسسات الأهلية و لنا فيها فسحة امل ترفعنا الى اعلى درجات الكمال الانساني!

فالمؤسسات الأهلية اللبنانية سبقت ومدّت ببصرها الى جميع الآفاق وحسبت حساباً لجميع مشاكلنا..و الى غاية عليا تشمل الانسانية كلها والحياة اللبنانية كلها، وليس بالغريب اليوم ان نستجدي بها فهي تكفل لنا مجتمعنا وتمدنا بما نحتاج اليه ( والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه) ما يضمن لنا ارجاع تلك الحياة اللبنانية الفاضلة والانسانية الكريمة.

(خطاب الشهاب في يوم المؤسسات الأهلية الذي  تأجل الإحتفال له في لبنان بسبب الظروف الراهنة).

المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا 

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Wednesday, May 19, 2021

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 989977244
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة