الشهاب في ذكرى مولد الرسول الأعظم
الحياة حلم الإبداع الجلّي الخفّي!
الحياة سر.؟!
الحياة ولادة تسر الناظر!
الحياة حركة، فنشاط ثائر! ومآثر تتلو مآثر!!
الحياة ولادة كالربيع بشر، أي بشر في زهره العاطر؟!
الحياة! معجزة بسرها؟، يا لهذا السر الدائر؟!
الحياة! حياة بنفسها؟! ولكنها في الإنسان خفقة قلب ولود ثائر!.
الحياة سر في ولادة، فهات سراً في ذكريات ولادة تروع ما كانت للإنسان أحاسيس مشاعر أو خواطر مفكر.
أيها الصيداويون:
ولد محمد صلى الله عليه وسلم في فقر غير وضيع ويتيم غير ذليل ولد في وادٍ غير ذي زرع في جوار البيت المقدس. ولد بعيداً عن الحياة وزخرفها ليكون كالحياة بسرها. ولد ليولد معه العالم!!.
ولد فسمي (محمداً) ليكون محموداً بمآثره. ولكنه شب فقيراً منعزلاً معتزلاً لا يعرف سمراً فضلاً عما يتلهى به. استوى عوده، ونضج رأيه، واكتملت رجولته، فكان حكيماً بنظره، مواسياً بقدرته، معيلاً ذوي المتربة، فكانت أخلاقه حجة وحية، حتى ثبتته بذلك خديجة!!.
عرف بين الناس بنسبه وعصاميته، بمواهبه ومآثره، فما اكتفوا باسمه (محمداً) فدعوه (الأمين).
عرف محمد إذ جمع العرب بعد شتات ثم حول بهم العالم بحكمته في دعوته!.
عرف محمد بأن كان (بشراً رسولاً)!.
عظمته في بشريته كعظمته في رسالته. بل لو لم يكن (بشراً) لما كان رسولاً يقتدى به فيكون الأسوة الحسنة.
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكَاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَ لَلَبَسْْْْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (أنعام:9) لتكون بشرية نقطة الصلة بمن يبلغهم الرسالة!.
كان في قومه يؤانس جليسه، ويحسن المعاشرة والمعاملة. وكان يعترضه في حياته ما يعترض الناس ليكون (الحكمة)!. كان في دعوته وما لقيه (تاريخاً) للإسلام ما استمرت حياة الإنسانية!.
محمد سر كالحياة، وكان معجزة الحياة، ليسمو على الحياة هو وأتباعه على اختلاف العصور والأمصار البشرية. كان قانوناً بنفسه، ليكون قدوة لأبناء الإنسانية. تهيبته الحياة، فتهيبه الموت، ولما خير بينمها اختار لقاء ربه، ليكون فرطاً لأمته. رجل لم يعرف الموت والحياة كما نعرفهما لأنه عرف نفسه إذ عرف ربه، فكان الخلود نصب عينيه. ترك عبادة الأهواء والأوثان ممن (لا يّمْلِكُونَ لأنْفُسِهِمْ ضَرَّا وَلا نَفْعَا ولا مَوْتَا ولا حَيَاةَ ولا نُشُوراً) (فرقان:3 فعبد الله وحده، إذ تحنث في غاره، يستنطق الطبيعة ويناجي رب الطبيعة! جاء برسالة فعاداه من عاداه لرسالته، بهتوه بما قالوا حتى واساه الله بقوله: (قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنْكَ اَّلذِي يَقُولُونَ، فَإنَّهمْ لا يُكَذّبُونَكَ – أيها الصادق الأمين، برد رسالتك)- وَلكِنَّ الظَّالِمين بِآياتِ الله يَجْحدُونَ) (أنعام:33). ودمغ بالحجة ما يفترون مبيناً نزاهته في رسالته، وتجرده لربه، إذ قال ما أُنزل عليه، (قُلْ لَوْ شَاءَ الله مَا تَلَوْتُهُ – (أي
القرآن) عَلَيْكُمْ، ولا أَدْراكُمْ بِهِ، (ولكنني أمرت فصدعت، والدليل على ذلك ما عرفتم من سيرتي بينكم قبل أن يوحى إلي) فَقَدْ لَبِثْتُ فيكُمْ عُمُراً منْ قَبْلِهِ، أَفَلا تَعْقِلُونَ؟) (يونس:16).
أيها الصيداويون محمد صلى الله عليه وسلم، كانت حياته كموته، كلاهما خيراً لأمته! فلنذكر بالاكبار أيها الصيداويون تجديد العهد يوم ولادته!!!...
@ المصدر/ بقلم منح شهاب - صيدا