من فصلٍ إلى فصلٍ… حكاية بلدية بنكهة كشفية
أوردت جريدة النهار أن مسؤول جمعية كشفية في صيدا، جرى فصله من قبل التنظيم السياسي الإسلامي الذي ينتمي إليه، بسسب ترشّحه للانتخابات البلدية، خارج قرار تنظيمه، وانضمامه إلى لائحة منافسة.
1. هل أصبح قرار الترشّح للانتخابات البلدية نوعًا من "الخروج على الجماعة" يستحق "فصلًا نهائيًا"، وكأن الرجل قد حزم أمتعته وغادر إلى معسكر الخصوم دون إذن سفر؟
2. هل انضمام المرء إلى لائحة منافسة صار أقرب إلى الردّة السياسية، حتى وإن كان الخصم ابن الحيّ وجار الخيمة الكشفية؟
3. هل يجب على الكشّاف اليوم أن يستأذن قيادته الحزبية قبل أن يرفع إصبعه في صناديق الاقتراع، كما يستأذن القائد قبل شرب الماء في الطابور الصباحي؟
4. هل بات الولاء للتنظيم مقدّمًا على الولاء للمدينة، ولو تطلّب الأمر تجاهل الصوت الداخلي الذي يقول: "يا صاح، هذه صيدا مش ثكنة"؟
5. هل أصبح العمل الكشفي بوابة لتجنيد سياسي أكثر منه مساحة لتربية النشء على الاستقلال والحرية وروح المبادرة؟
6. هل يجوز شرعًا وقانونًا وأخلاقًا أن تُختصر الحياة العامة في دفتر حساب حزبي، إذا ربحتَ فيه مقعدًا خسرتَ فيه رفاق الخيمة؟
7. هل بات مطلوبًا من المرشحين أن يعلنوا بيعتهم السياسية قبل تقديم أوراق ترشّحهم، وكأن البلديات باتت محاكم ولاء، لا مؤسسات خدمة؟
8. هل سنشهد في المرحلة المقبلة "نشرات فصل حزبي" تتجاوز "المخالفات العقائدية" إلى "المخالفات البلدية"، كأن يُفصل العضو لأنه أيد تعبيد طريق دون إذن الأمانة العامة؟
9. هل نحتاج إلى إعادة تعريف "الالتزام الحزبي" كي لا يتحوّل إلى قيد على حرية الرأي والعمل، بدلًا من أن يكون إطارًا للنقاش والبناء المشترك؟
10. وأخيرًا، هل يدرك السادة في التنظيمات أن الناس ما عادت تخاف من "الفصل"، بل من الانفصال التام عن واقعهم حين تغدو التنظيمات أضيق من طموحات أبنائها؟
في بلدٍ تتصارع فيه الخيم الانتخابية مع الخيم الكشفية، يبدو أن شارة "القيادة" لم تعد تُمنَح بناء على الكفاءة، بل بناء على الطاعة… فهل نحتاج إلى إعادة تدريب الجميع على "الوعد الكشفي" من جديد؟
إعداد: إبراهيم الخطيب