صيدا سيتي

منى علي سليم (زوجة سمير كوسا) في ذمة الله الحاج أحمد ديب الجنزوري في ذمة الله بهية علي هدروس (زوجة الحاج فياض هدروس) في ذمة الله هل تعلن القوى الفلسطينية اليوم موقفها النهائي من سحب سلاح المخيمات؟ معينة أحمد حليحل في ذمة الله الشاب محمد علي كعوش في ذمة الله كيف تمارس مهارة الاستماع الفعال إلى الأطفال؟ مريم سعد الدين السكافي (أرملة محمود طالب) في ذمة الله We're Hiring: Interior Designer - Accountant - Sales الجمعيات في الوسط الفلسطيني... كثرة عدد وقلة فائدة؟ مع نبع الوادي.. طعم لبنان يتناغم مع نسيم الطبيعة وليد صفدية، ممثل السيدة بهية الحريري، يشارك في تكريم شهداء الثورة الدورة التعليمية لطلاب الثالث ثانوي (علوم حياة - اجتماع واقتصاد - علوم عامة) تعيين الدكتورة نجاز علولو مديرة لكلية الصحة (5) سالي الغربي: قصة نجاح تتوج بالتميز والتفوق في كلية الصيدلة رحيل "أبو ياسين" الشيخ ياسين… "الجندي المجهول" دليل هاتف مخاتير صيدا - أيار 2025

حكاية البئر المسروق (قصة قصيرة)

إعداد: إبراهيم الخطيب - السبت 26 نيسان 2025 - [ عدد المشاهدة: 3921 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

في صباح بارد مغمور برطوبة كثيفة، وقف المحامي عند باب الأستاذ الجامعي، بين يديه عقد البئر، وعلى شفتيه ابتسامة غامضة كأنها ولدت في زوايا محكمة مزدحمة بالضباب.

قال المحامي، وهو يزيح قبعته ببطء كما لو كان يزيح قناعًا:

- بعت لك البئر، ولكن الماء ظل لي. إذا رغبت باستخدامه، وجب عليك دفع مبلغ إضافي.

لم يتغير وجه الأستاذ الجامعي. كان يشبه في هدوئه بحرًا روسيًا جمّدته عاصفة شتوية. تأمل الأستاذ المحامي بنظرة عميقة، كما لو كان يقرأ سطوره الخفية. رفع رأسه، بعينين ثابتتين، ونطق بكلمات كانت أشبه بمطرقة تهوي على طاولة القاضي:

- أردت فقط التحدث إليك... إذا كان الماء لك، فأمهلك حتى الغد لتستخرجه من بئري. وإن لم تفعل، فالكرماء يفرضون على المتخاذلين دفع الإيجار.

تعثرت الكلمات في فم المحامي، وبدت عليه صفرة فجائية كصفرة وجوه المسافرين في قطارات الشتاء. تلعثم، ثم همس، وكأن البرد قد جمد لسانه:

- كنت أمزح...

ابتسم الأستاذ الجامعي، لكن ابتسامته هذه المرة كانت كسكين تسري تحت جلد الخداع، وقال بهدوء لا يرحم:

- وأعتقد أن أمثالنا، نحن الذين نحمل عبء المدرسة، هم من يُدرّبون أمثالك ممن يحلمون بدهاء المحكمة. أنت تلهث خلف النجاح... أما نحن فنؤمن بالارتقاء.

خُيّل للمحامي أن الجليد قد ذاب تحت قدميه، وأن قاعة المحكمة التي كان يتيه فيها، قد انقلبت إلى فصل من فصول مدرسة لا مكان فيها إلا للعقول التي تفهم أن الكرامة لا تُباع، والماء لا يُسرق. ولم يعد يسمع إلا صدى وقع خطواته المنكسرة على أرضية مدرسة لا تفتح أبوابها إلا للأنقياء.

إعادة صياغة: إبراهيم الخطيب 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 998941980
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة