توقيع مذكرة تفاهم لتأهيل ساحة باب السراي - صيدا القديمة
في إطار الجهود المشتركة بين المجتمع الأهلي والسلطة المحلية للحفاظ على التراث العمراني وتفعيل التنمية المستدامة في مدينة صيدا القديمة، تم بتاريخ 16 نيسان 2025 توقيع مذكرة تفاهم بين بلدية صيدا وجمعية محمد زيدان للإنماء، بهدف تنفيذ مشروع تأهيل ساحة باب السراي وترميم واجهاتها والمباني المحيطة بها.
يمثل هذا المشروع نموذجًا رائدًا في التعاون بين الجهات الرسمية والمدنية، ويجسد التزامًا فعليًا بالحفاظ على الهوية الثقافية والمعمارية للمدينة القديمة.
الجهات المشاركة في المشروع
الجهات الرسمية:
- بلدية صيدا، ممثلة برئيسها الدكتور حازم خضر بديع.
- محامي البلدية: الأستاذ حسن شمس الدين.
الجهات الأهلية:
- جمعية محمد زيدان للإنماء في صيدا، ممثلة برئيسها الدكتور حاتم بديع.
- المديرة التنفيذية: السيدة فرح زيدان.
- عضو الجمعية: السيدة رانيا زيدان.
- محامي الجمعية: الأستاذ إيلي صعب.
شركاء إضافيون:
- جامعة بيروت العربية - كلية الهندسة المعمارية (الدبية): أعدّت دراسة شاملة للموقع.
- المديرية العامة للآثار - وزارة الثقافة: مرجع رسمي للتنسيق في الأعمال المرتبطة بالتراث.
نطاق المشروع
يهدف المشروع إلى تأهيل ساحة باب السراي التي تُعدّ من أبرز المعالم التاريخية في صيدا القديمة، ويشمل:
- ترميم نحو 30 وحدة سكنية مطلّة على الساحة.
- ترميم 20 محلًا تجاريًا وحرفيًا.
- إعادة تأهيل الواجهات المعمارية التاريخية.
- إعادة تنظيم المجال العام للساحة بما يحفظ طابعها الأثري والجمالي.
- إزالة التعديات والمخالفات التي تشوّه المشهد المعماري.
الجوانب الإدارية والتنظيمية
- تتولى الجمعية تنفيذ الأعمال على نفقتها الخاصة، ما يعفي المال العام من التكلفة.
- بلدية صيدا تتعهد باستصدار التراخيص والتصاريح، والتنسيق مع الجهات الرسمية.
- تم تشكيل لجنة متابعة مشتركة بين الطرفين لضمان حسن سير العمل.
- البلدية مسؤولة عن إزالة المخالفات تنفيذًا لشروط مديرية الآثار، تمهيدًا للبدء بالترميم.
الأبعاد الثقافية والتراثية
يحمل المشروع بُعدًا ثقافيًا عميقًا، كونه يسهم في:
- الحفاظ على النسيج العمراني التقليدي.
- إبراز الطابع الجمالي والتاريخي لصيدا القديمة.
- حماية ساحة باب السراي باعتبارها رمزًا حضريًا وملتقى اجتماعيًا.
- تعزيز مفهوم "الترميم لا الهدم" في التعامل مع المباني التراثية.
- إحياء الدور الاجتماعي والثقافي للحيّ التاريخي.
الأثر الاجتماعي والاقتصادي
يُرتقب أن يُحدث المشروع أثرًا إيجابيًا واسعًا على النطاق المحلي من خلال:
- تحفيز السياحة الثقافية في المدينة القديمة.
- إنعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة، لا سيما للمحال التجارية والحرفية.
- تحسين بيئة العيش للسكان القاطنين في محيط الساحة.
- خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال التنفيذ وما بعده.
- تعزيز الانتماء لدى أبناء المدينة تجاه تراثهم وتاريخهم.
التحديات المتوقعة
على الرغم من الأفق الإيجابي، إلا أن المشروع يواجه تحديات متعددة، أبرزها:
- مقاومة بعض السكان أو التجار لإزالة المخالفات.
- صعوبة التنسيق الإداري مع الجهات الرسمية المتعددة.
- الحاجة إلى حرفية دقيقة في أعمال الترميم، توازن بين الحداثة والأصالة.
- خطر تدخلات غير مدروسة قد تسيء إلى النسيج التراثي.
- تأمين استدامة التمويل حتى إنجاز المشروع بالكامل.
التوصيات والتطلعات
- ضرورة إشراك المجتمع المحلي في مراحل المشروع كافة.
- توثيق كل مراحل العمل للحفاظ على الشفافية والمصداقية.
- تحويل المشروع إلى نموذج تطبيقي يُدرّس في كليات العمارة.
- إقامة فعاليات ثقافية ومجتمعية لإحياء الموقع بعد ترميمه.
- تعزيز الشراكة مع الأطراف السياسية لدعم إزالة المخالفات وتسهيل العمل.
- استخدام المشروع كمنصة لإطلاق برامج توعية حول أهمية الحفاظ على التراث.
البُعد الرمزي والفلسفي للمشروع
إنّ ما يتخطى الجوانب العمرانية والإدارية، هو البُعد الرمزي لهذا المشروع، الذي يتمثّل في:
- إعادة الوصل بين الإنسان والمكان، بين التاريخ والهوية.
- مواجهة فلسفة "الهدم للبناء" عبر نهج الترميم الحافظ.
- اعتبار الجمال والهوية حقوقًا مدنية يجب صيانتها.
- تجديد ذاكرة المدينة وربط الأجيال القادمة بماضيها.
- تأكيد أن المدينة القديمة ليست عائقًا للتنمية، بل ركيزة لها.
مشروع تأهيل ساحة باب السراي في صيدا القديمة تعبير عن التزام وجداني تجاه المدينة، وتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث بوصفه شاهدًا على التاريخ، ومصدرًا للهوية، وركيزة للتنمية المستدامة.
إنها دعوة لاحتضان الجمال، وللعمل التشاركي، وللإيمان بأن صيانة الماضي هي شرط أساسي لبناء المستقبل.
إعداد: إبراهيم الخطيب