نشاط يدعو التلامذة للتطوع في خدمة المجتمع
نظّمت مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا معرضها السنوي للجمعيات، بهدف تعريف تلامذتها على الجمعيات العاملة في المجتمع المدني وحثّهم على التطوع لخدمة المجتمع، وخصوصًا أن المدرسة تلزم تلامذتها بالمشاركة في أنشطة تطوعية. أُقيم المعرض صباح الخميس 6 آذار 2025 في أحد ملاعب المدرسة.
شارك في المعرض 25 جمعية أهلية، توزّع أعضاؤها على طاولات خاصة، حيث قدّموا شرحًا وافياً عن أهداف ونشاطات جمعياتهم للتلامذة الذين جالوا بين الأجنحة للتعرف على مختلف المجالات المتاحة للتطوع.
كلمة المنسّق
أوضح منسّق النشاط في المدرسة الإنجيلية، الأستاذ شادي مشنتف:
"للعام الرابع على التوالي، ننظّم هذا النشاط الهادف إلى تعريف التلامذة على الجمعيات العاملة في المجتمع المحلي، ودفعهم للتطوع خلال العطلة الصيفية. نحن في إدارة المدرسة نعتبر التطوع أمرًا ضروريًا، إذ إن خدمة المجتمع هي أحد الأهداف الأساسية لمدرستنا."
آراء التلامذة
عبّر التلامذة عن حماستهم لهذه التجربة، حيث قال محمود بديع:
"من خلال هذا المعرض، تعرّفنا على أفكار الجمعيات، وحصلنا على نشرات تعريفية ساعدتنا في تحديد المجال الذي يمكننا التطوع فيه."
وأيّده زميله نادر بعلبكي، مضيفًا:
"نهدف حتمًا إلى مساعدة الناس، وسنختار الجمعية الأنسب بعد الاطلاع على المطبوعات المتوفرة."
أما سارة دلّول، فأكدت قائلة:
"بعد الجولة على الجمعيات والاطلاع على المعلومات المتعلقة بها، اتخذت قراري بالتطوع في إحدى الجمعيات المشاركة في المعرض."
آراء ممثلي الجمعيات
من جهتها، أوضحت هديل الزين، مسؤولة في "الحركة الاجتماعية":
"لمستُ اهتمامًا واضحًا لدى هذه الفئة العمرية بالتطوع، خاصة إذا كانت الجمعية تلبي اهتماماتهم. أرى أنه من الضروري تكرار هذه التجربة في مدارس أخرى، لنشر ثقافة التطوع وتعزيز التفكير النقدي وبناء الثقة بالنفس، مما يساهم في ترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة."
أما هنادي مصطفى، الناشطة في جمعية "زيتونة"، فعلّقت قائلة:
"طرحنا عليهم فكرة برنامج المطبخ، ورأينا لديهم رغبة بالتطوع خلال أيام العطل."
بدورها، قالت ريناد عقل، ممثلة جمعية EDUCATION PLANET:
"لاحظنا أن الشباب متحمسون لمعرفة الخطوات اللازمة لاكتساب المهارات التي ستفيدهم في المستقبل."
في حين أشارت دلال شحادة، منسقة البرامج في "مؤسسة معروف سعد الاجتماعية" إلى أن:
"هناك اهتمام واضح من الشباب بالعمل التطوعي، وسنتواصل مع عدد منهم لاحقًا لتنظيم عملية التعاون والتطوع."
أما هلا المصري، من جمعية "هيلي هوب"، فقالت:
"أبدى التلامذة حماسًا كبيرًا أثناء الاستماع إلى شرحنا عن تقديم المساعدات لمرضى سرطان الثدي، وسألوا كيف يمكنهم المساهمة في هذا المجال."
وتحدّث الناشط أحمد النعماني عن تجربة التلامذة في جناح "المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان"، حيث عرض لهم الخدمات القانونية المجانية التي يقدمها مكتب المساعدة القانونية، إلى جانب نشاط "تجمّع المؤسسات الأهلية" الذي يضم أكثر من 60 جمعية. وأضاف:
"كان سؤالهم الأساسي: كيف يمكن أن نتطوع؟"
وفي سياق متصل، علّق أحد أعضاء "جمعية محاربون من أجل السلام" على تفاعل التلامذة، قائلًا:
"لقد حاولوا الإصغاء إلينا، لكنهم يفتقرون إلى أي معلومات عن الحرب الأهلية والدمار الذي لحق بالبلاد جرّاءها. حتى أن أحد التلامذة سأل: عن أي حرب تتحدثون؟"
ملاحظات ختامية
يُعتبر هذا النشاط مبادرة مميّزة، إذ يفتح الباب أمام الشباب للاطلاع على أوضاع المجتمع واحتياجاته، ويعزز لديهم روح المبادرة والعطاء. غير أن الملاحظة الأبرز كانت غياب جمعيات ذات بعد مدني تدفع الشباب إلى المشاركة في الشأن العام، وتعزز لديهم ثقافة المراقبة والمساءلة، بما يساهم في تكوين مواطنين أكثر فاعلية. لعلّ هذا المشهد يتغير في الأعوام القادمة.
وفيق الهواري