ثانوية السفير تطلق أربع نشرات إعلامية تثقيفية
في رحاب رسالتها التربوية ورؤيتها المستمرة في استشراف آفاق العلم والثقافة، وتحفيز الروح الإبداعية والتفكير البحثي والنقدي، وبرعاية الإعلامي الدكتور عبد الحليم حمود، أطلقت ثانوية السفير – الغازية أربع نشرات إعلامية تثقيفية شهرية، تتوجه بها إلى أفراد أسرتها طلابًا وأهاليَ وأساتذةً وإداريين. أرادتها إدارة "السفير" أكثر من مجرد مساحات ورقية غنية بالمعارف والعلوم، بل مصدرًا للتفاعل معها وإنتاجها.
كما عناصر الحياة الأربعة: "الأرض، والهواء، والماء، والنار"، قدمت "السفير" النشرات الأربع:
"فيزيكا" أرضًا خصبة لاكتشاف قوانين الطبيعة وأسرار الكون.
"نوافذ" باللغة العربية، مشرعة لتنفس هواء الإبداع الأدبي والشعري والنقدي.
"Horizons" باللغة الفرنسية، مشرعة على آفاق تدفق مياه المعرفة وانسيابها.
"Scope" باللغة الإنجليزية، شعلة تضيء طريق الوصول إلى الحقيقة.
وإلى مضمونها الجامع بين الكلمة والصورة، تميزت النشرات الأربع، التي يشارك في تحريرها أساتذة وطلاب، بتصميم جاذب وأنيق.
ناصر الدين
حضر حفل إطلاق النشرات أفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية، واستُهل بالنشيد الوطني ونشيد "السفير". ثم قدّمت الأستاذة ماجدة البني كلمة أشارت فيها إلى أن هذه "النشرات الإعلاميّة مبادرة تهدف إلى تعزيز التواصل الفعّال بين الطّلاب والمعلّمين وأولياء الأمور، كما تعكس رؤيتنا نحو مستقبل أكثر إشراقًا لأبنائنا".
وفي كلمته بالمناسبة، رأى مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين أن النشرات الأربع: "فيزيكا، نوافذ، Horizons، Scope" تعكس شغفنا بالمعرفة والتفكير. وقال: "النشرات ليست أوراقًا فحسب، بل هي أفكار تُزرع، وشعلة تضيء، ورسالة تُكتب بحبر من نور، تصل إلى كلّ طالب، إلى كلّ بيت، إلى كلّ أستاذ، إلى كلّ إداري؛ علّها تشكّل مادّة تواصل ومادّة تأثير إيجابيّ. هذه هي الغاية من إنتاجها وإطلاقها ونشرها وتوزيعها".
وأضاف: "نطلق اليوم "فيزيكا" حيث تضيء الفيزياء دروب الاكتشاف والتّجربة، فنروي الفضول، ونحفّز العقول لاستكشاف قوانين الكون وأسرار الطّبيعة. ونفتح "نوافذ" باللغة العربيّة لنطلّ منها على فضاء الثّقافة، حيث البيان والفكر، فيكون للكلمة أثر، وللإبداع مكان. ونرتقي بـ "Horizons" باللغة الفرنسيّة، حيث نغذّي العقول بتجارب إنسانيّة غنيّة بالمعرفة المتنوّعة. وننظر إلى المدى الأوسع مع "Scope" باللغة الإنكليزية، حيث نرى العالَم، ونغرس في العقول أدوات التّواصل البنّاء. هذه النّشرات هي انعكاس لرؤية الثّانويّة ورسالتها، وتأكيد على أنّ ثانويّة "السّفير" ليست مكانًا لاكتساب المعرفة فحسب، بل هي بيئة لصناعة المعرفة ونشرها، وغرس المهارات وتنميتها".
نادي الإعلام ومحررو النشرات
تحدث منشّط نادي الإعلام في الثانوية، الأستاذ حسن خازم، فقال: "لأنه لا يُراد للإعلام أن يُعلِمَنا مثلًا أنّ فرنسا تحتلّ المركز الرّابع في ترتيب احتياطي الذهب عالميًّا، إلّا أنه لا ذهب فيها، بل في إفريقيا. لأنّه لا يُراد للإعلام أن يخبرنا أنّ نسبة التعرّض لجرعات إشعاعيّة تتضاعف 200 مرة حيث توجد مرافق أنشطة نفطيّة. ولأنّه، مثلًا، لا يُراد للإعلام أن ينبّه شعوب الغرب إلى أن أصحاب الأرض المغتصبة مظلومون. لأنّنا لا نكرّر المعارف، بل نتناقلها وننتجها، وزكاة المعرفة تشاركها. لأنّنا مبادرون، نمارس إنسانيتنا المحضة بإعمال العقل. ولأننا نحبّ أن نعلم، أن نعي، وأن ندرك، أردنا أن نكون نحن الإعلام. فكان نادي الإعلام، وكانت نشراته الثقافيّة. كلّ معرفة مرقاة، وكل فكرة رفعة. الهيمنات كثيرة، والحرية واحدة؛ فلنكن صوتًا لها".
ورأى محرّر "Horizons"، الأستاذ علاء نخلة، أننا "نحتاج بشكل متزايد إلى محتوى يبتعد عمّا تقدّمه لنا برامج الذكاء الاصطناعي بلا حدود"، وأن "فكرة النشرة الإعلاميّة الشهريّة المبتكرة تتحدّى اللغة الرتيبة لأفضل برامج الذكاء الاصطناعي"، آملاً أن تكون النشرة الإعلاميّة "فرصة شهريّة لاستكشاف موضوع جديد والتعمق فيه، ولحظة هروب لجميع أولئك الذين يختارون الثقافة كملجأ، وملاذًا، ومكانًا آمنًا، حيث يمكنهم القراءة بشكل مختلف، والتفكير بشكل مختلف، والتعبير عن أنفسهم بشكل مختلف، وللابتكار المستمر".
وأشارت محرّرة "Scope"، الأستاذة حنين دبّوس، إلى أن "وسائل الإعلام تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل فهم الطلاب للعالم، ما يمنحهم الفرصة للإبداع والإنجاز". وقالت: "من المهم أن نساعد الطلاب على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ، وبين الواقع وما هو ملفّق، وأن نمكّنهم، من خلال دمج محو الأميّة الإعلاميّة في التعليم، من أن يصبحوا مواطنين مطلعين قادرين على التعامل مع تعقيدات عالمنا المترابط، وأن نوجّههم إلى استخدام وسائل الإعلام بحكمة".
وعن نشرة "فيزيكا"، قال الأستاذ محمد الشامي: "أسئلة كثيرة تنطلق من الظواهر التي تحيط بنا، في فقرة "الفيزياء حولك وحواليك"، وتمرّ بالفيزياء الكلاسيكية والحديثة، إلى استخدامات الفيزياء في الطب والتكنولوجيا، وصولًا إلى النظريّات الكونيّة. تحاول "فيزيكا" ليس فقط الإجابة عن هذه الأسئلة، بل تحفّز القارئ لطرح أسئلة مشابهة، ووضع فرضيات خاصة به، وتعزّز التفكير النقدي والتحليل وحل المشكلات، فتكون بذلك مساهمة في تمكين القارئ/الطالب من بعض مهارات القرن الواحد والعشرين، وذلك إضافة إلى العرض الشهري الذي تقدّمه: "سحر الواقع"".
وقالت مصمّمة النشرات، الأستاذة أمل تقي: "العينُ نافذةُ الرّوح. وإن تحويل النّص من شكله الجافّ وإعطاءه هُوِيّةً بصريّةً يؤدّي إلى دفع المعلومة إلى الذّاكرة طويلة المدى عند القارئ. وبما أنّ الصّورة أداة قويّة للتّواصل والتّأثير على جمهور المدرسة، فإنّ منشوراتِنا في ثانوية السّفير تجمع بين الصّورة والكلمة، من "نوافذ" إلى "Scope" و"Horizons" و"فيزيكا"، وهي تلعبُ دورًا هامًّا وشيّقًا في تعزيز التّفاعل المحفّز بيننا".
حمود
بعد ذلك، تحدث راعي الاحتفال، الدكتور عبد الحليم حمود، فقال: "المدرسة ابنة النمط، لأنها عبارة عن تكرار وترداد حتى يترسخ هذا الأمر". وأضاف: "في ثانوية السفير، لا نقطة آخر السطر، بل دائمًا هناك التالي والجديد".
وفي الختام، كرّمت ثانوية السفير راعي الاحتفال الدكتور حمود، فقدّم له مدير الدروس، الأستاذ أحمد مطر، هدية بالمناسبة، وسلّمه مدير الثانوية، الدكتور سلطان ناصر الدين، نسخة من النشرات الصادرة عن المدرسة.