الشهاب في يوم المسرح
جميل أن نستظهر الروايات على المسرح ففيها من الأفكار والأبحاث وألوان الفن ما يجب أن نعلمه ونشبع به شعباً ونقادّاً وممثلين ومؤلفين، فلا يزال بين المسارح في العالم بون شاسع؟ ولكن يجب أن يكون هذا الإستظهار كدراسة مسرحية عامة ويجب أن ننظر إليه بإعتباره طريقاً يصح أن نسلكه لننتهي منه إلى حياتنا.
فنعمل على إظهارها المسرحي وقد وقفنا على الأصول المسرحية والحيل الفنية وطرق التأليف وكيفية تكوين الفكرة وسبكها وإنسياقها متسلسلة شيئاً فشيئاً في الموضوع الخاص بها، بحيث إذا عرضت على المسرح نالت النجاح المفروض من جميع نواحيه: النجاح الشعبي والنجاح الفني والنجاح التأليفي.
هذا ما يجب، وهذا ما يطالبنا به الفن والأدب والمسرح وخدمة الوطن عن هذه السبل الثلاث مجتمعة، و نتخذ من بضاعة مسارح العالم مبدأ وغاية، فنُفتن في عرضها ونكثر من إظهارها ونتبارى في إخراج الشاذ الغريب منها؟.. و أما أن نتخذ من ذلك قاعدة أساسية لحياة المسرح عندنا ولا نهتم بالقصة اللبنانية إلا بإعتبارها سبباً لتسلية الشعب بإعتبارها شيئاً ثانوياً تافهاً بعيداً عن المبدأ والغاية.
فهذا خطأ وخرق؟ وهذا مسخ للأذواق وإمتهان للعقول وإفساد لمزاج الجمهور وعواطفه، وهذا بحق طعام (نيء) لا ملح فيه يقدم لأفواه الناس ويرغمون على إساغته وإزدراده، وما هو بسائغ وما هو بمزدرد؟
وبعد؛ أنقول أن لدينا نهضة مسرحية لحياتنا اللبنانية وهذا ما لم تدل عليه بنيّة ما.. وبحسبنا ذلك الخمول أو ذلك الموت الضارب في نواحي المسرح الذي يصح لنا أن نقول أنه لم يعد عن كونه فكرة جليلة سامية (لم يتح لها أن تتحقق بعد)؟
فالنشاط المسرحي يلزمه دراسة فنيَّة مسرحية وممَّا لا ريب فيه أن الجمهور والناقدين والكتّاب المسرحيين والمؤلفين وكل من لهم إتصال بالمسرح هم اليوم في دائرة الإستفهام؟؟ من ظروفنا الحاضرة والغير مهيئة والغير ضامنة لوجود عناصر قويّة بقى علينا أن نفكر جدياً في تحقيق فكرة بإعادة دراسة المسرح في لبنان وبجدية أكثر على أساس ثابت وقاعدة متينة.
و أخيراً؛ في يوم المسرح لا بد أن نذكر مارون نقاش الذي ولد في صيدا – لبنان و هو مؤسس المسرح في العالم العربي (كاتب مسرحي و شاعر)! مما يعني أنه كان لدينا بحق أدباً مسرحياً وأن لدينا أولاً وأخيراً فنأ لبنانياً مسرحياً يشرفنا ونفخر به وفي إعلانه، والزهو بالدعوة اليه..!
المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب