صيدا سيتي

الفراغ السياسي: حين تغيب السلطة وتُولد الفوضى وداد عزت خيزران (أرملة محمد رنو) في ذمة الله 11 | 100 النملة والتخطيط الاستباقي: حكمة في جسد صغير إطلاق شبكة تنسيقية للمدارس العربية في بريطانيا والدعوة للتفاعل معها ولَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا دور القيادة في التحول التنظيمي رندا علي الخطيب (زوجة هشام أبو رحيلة) في ذمة الله المبادرة (9) "التحول الرقمي والحَوْكمة الإلكترونية" رواية "بقعة عمياء": حين تتكلم الظلال بصوت الحقيقة حكاية البئر المسروق (قصة قصيرة) ما دور السيدة بهية الحريري في "المجلس البلدي للأطفال في صيدا"؟ المبادرة (8) "إدارة المياه والطاقة" الفأر وقطعة الجبن المستحيلة (قصة قصيرة) المبادرة (7) "السلامة العامة والأمن" هلال الجعفيل: المرشح الذي يشبهنا... والمعنى النبيل لخدمة الناس الآثار الإيجابية والسلبية للأحزاب على انتخابات بلدية صيدا؟ شركة في صيدا تبحث عن مدير فرع يتمتع بكفاءة عالية وخبرة مميزة المبادرة (6) "الإدماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية" سرقة فروج مشوي على الفحم في وضح النهار بصيدا بين سؤالين (قصة قصيرة)

خليل المتبولي : البحث عن جنسية أخرى

صيداويات - الخميس 13 كانون ثاني 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

بقلم : خليل ابراهيم المتبولي

عندما يصل أي مواطن في بلدٍ ما للبحث عن جنسية ثانية ، غير الجنسية الممنوحة له من وطنه ، يكون قد دخل مرحلة اليأس من وطنه ، والأكيد الذي أوصله إلى هذه الحالة النظام القائم في الوطن ، وحكّامه الغارقون في الفساد ، والناهبون أموال الوطن . هذا المواطن يقف على حافة الخطر ، حيث يتأرجح بين الحياة والموت ، بين التوق إلى الخلاص والهزيمة ، بين المواجهة والخوف من المواجهة ، وإذا كان الزمان هو زمان الخيبة والقهر والعذاب والسرقة والفساد ، فإن المكان هو لبنان.

لبنان الغارق في الفساد ، هذا الفساد الذي ضرب النواحي الأخلاقية عند الجميع ، من المواطن إلى الموظف إلى المسؤول ، لأنه عندما يقبل المواطن أن يعطي رشوة إلى موظف ، ومن الموظف إلى المسؤول ، ودواليك ، فهذا الفساد بعينه ، وبالمقابل يكون قد ضُربت النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلد.

أقل مقومات بلد غير موجودة ، لا أمن ولا أمان ولا استقرار ، ناهيك عن دمار القطاعات كافة ، من اقتصادي واجتماعي ومالي وتربوي وصحي ، وغيرها، انهيارٌ وراء انهيار ، لا من حسيب ولا رقيب ، الكل يلعب ويخبّص على مزاجه ، وإن لم يكن على مزاجه ، فيكون على ما يمليه عليه الهمس الخارجي ، العائد لمصلحته المدمّرة لمصلحة البلد ، انعدمت الثقافة الوطنية ، وحب الوطن والانتماء . المصيبة الكبرى في هذا الوطن الصغير تعدديته الطائفيه والمذهبية ، التي خربت البلد أكثر ، كل طائفة تعتبر لبنان لها ، فكانت اللعبة السياسية ، تارة المارونية السياسية ، وتارة أخرى السنيّة السياسية ، والشيعية السياسية ، وهلمّ جر ... فكل طائفة تشدّ عصب ناسها ومناصريها ، وتعمل على تقويتهم ، كما أنها تحميهم وتدافع عنهم وعن فسادهم وانتهاكاتهم لحرمة الدولة وتصر على مغالطاتهم  بحق الوطن ، لا انتماء للوطن وللدولة ، إنما الانتماء للطائفة فقط ، التي تصبح منافسة لنظام الدولة.

المواطن الذي يعتبر نفسه خارج التركيبة الطائفية ينفر من هذا الشواذ ، ويحارب لاعادة بناء الدولة ، إنما هذه الطوائف بتركيباتها أقوى منه ومن تصدّيه ، فيصبح منعزلًا ، لا رأي له . أمام هذا الانهيار الكبير لمؤسسات الدولة ، والخراب الاقتصادي والمالي والسياسي والتربوي والصحي ، وانعدام العيش الكريم في الوطن ، يرى نفسه تتقاذفه أمواج من الهموم والاحباط وعدم الثقة في الوطن  ، فتصعد به تارة ثم تهبط إلى قاع الظلمات تارة أخرى حيث يغوص بين تيارات باردة من اليأس والضيق ، فتضطره إلى أن يلجأ هذا المواطن للبحث عن جنسية أخرى في بلدان تؤمّن له الاستقرار ، والسلامة له ولعائلته ، وتشعره بالراحة والأمان له ولأفراد عائلته.

فالبحث عن جنسية أخرى ، في بلد يحترم الإنسان، وذلك لضمان جميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية دون تمييز ، كما هو بحث عن العيش بكرامة، واحترام إنسانية الإنسان.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 996154290
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة