8 | 100 إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة: البداية الصادقة تصنع الخلود
في صحراء جرداء، وبمعية ابنه إسماعيل، بدأ إبراهيم عليه السلام مشروعًا لا يحمل مظاهر الفخامة، لكنه يحمل بين حجارته نيةً خالدة ورسالة أبدية. رفع القواعد من البيت بخشوع العامل، وهو يلهج بدعاء لا يزال يردده الحجيج حتى اليوم: ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ۖ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: 127-128). ما كانت الكعبة في يومٍ من الأيام مبنًى فحسب، بل كانت فكرةً متجسدة، ومركزًا يفيض بالنور، ابتدأ من يدَين مؤمنتَين وجباهٍ ساجدة لله في خشوع.
الدرس الريادي:
ليست عظمة المشروع في حجمه، بل في صدق انطلاقته وسمو غايته. قد تبدأ مشروعك وحدك، أو مع ابنك، أو في زاوية مهملة، لكن ما دام القلب موصولًا بالحق، والفكرة متجهة إلى الخير، فإن البناء سيصمد، وسيأتي الناس إليه من كل فج. الريادة الحقيقية لا تُقاس بعدد المتابعين أو حجم التمويل، بل بعمق الرسالة، واستمرار الأثر.
إعداد: إبراهيم الخطيب