صيدا سيتي

كيف تحافظ على توازنك النفسي وأنت تسعى لتحقيق طموحاتك المهنية؟

إعداد: إبراهيم الخطيب - الثلاثاء 22 تموز 2025 - [ عدد المشاهدة: 229 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload
في زمن يزداد فيه إيقاع العمل تسارعاً، ويتنامى الضغط لتحقيق النتائج، يجد الكثيرون أنفسهم يركضون خلف أهدافهم المهنية، أحياناً على حساب صحتهم النفسية. فقد كشفت بيانات حديثة أن 41% من الموظفين يعانون ضغوطاً نفسية يومية، بينما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن تدهور الصحة النفسية يتسبب في فقدان 12 مليار يوم عمل سنوياً، ما يترجم إلى خسارة تقارب التريليون دولار من الإنتاجية.
وهنا يتبلور سؤال مهم: هل يمكننا بلوغ النجاح دون أن نضحي بصحتنا النفسية؟
الجواب بلا شك نعم، لكن ذلك مشروط بأن نمنح صحتنا النفسية نفس القدر من الاهتمام والجدية التي نوليها لإنجازاتنا المهنية.
1. لا تضع نفسك في ذيل الأولويات
الطموح المهني لا يقتضي تجاهل الذات أو إهمال راحتها. كثيرون يبررون إهمال صحتهم النفسية بأنهم سيجدون الراحة لاحقاً بعد بلوغ أهدافهم، لكن الحقيقة أن الصحة النفسية تحتاج إلى رعاية دائمة، وليست إجازة تُؤجل إلى ما بعد الغد. امنح نفسك وقتاً أسبوعياً لممارسة أنشطة تهدئ النفس، كالرياضة أو المشي، وتذكر دوماً أن الإنجاز الحقيقي لا يتحقق إلا بوجود توازن داخلي متناغم.
2. بادر بحماية وقتك وحدودك الشخصية
فحين تندمج حدود العمل مع حياتك الخاصة، يتسلل التوتر بخفة وبدون إنذار. احرص على رسم خط واضح يُنهي يوم عملك بلا تداخل، وابتعد عن تصفح البريد الإلكتروني أو الرد على الرسائل المهنية خارج أوقات الدوام. ولا تتردد في قول "لا" عندما يُطلب منك ما يفوق قدرتك واستطاعتك.
3. اكتشف علامات الإنهاك مبكرًا
الإنهاك النفسي لا يظهر بين عشية وضحاها، بل يطل برفق عبر علامات متزايدة: نوم مضطرب، تشتت في التركيز، تراجع في الدافع، وإرهاق لا يفارقك. إن التغاضي عن هذه اللمحات قد يمهد طريق الاحتراق النفسي أو الغوص في بحار الاكتئاب. فكن واعيًا لجسدك وروحك، واحرص على التحرك قبل أن تشتد الأزمة.
4. حافظ على الصلاة 
تُعد الصلاة من أهم العبادات التي تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف التوتر النفسي والضغط العصبي الذي يعيشه الإنسان في حياته اليومية. فهي لحظة من السكون والاتصال الروحي التي تمنح النفس راحة وطمأنينة، مما يساعد على تهدئة العقل وتخفيف الضغوط الداخلية. كما تساهم الصلاة في تعزيز القدرة على التركيز، إذ تتطلب حضور القلب والانتباه الكامل أثناء أدائها، ما ينمي مهارات التركيز الذهني والانضباط النفسي. إضافة إلى ذلك، تنظم الصلاة الانفعالات عبر إعادة التوازن للنفس، فتجعل الإنسان أكثر هدوءًا ورباطة جأش في مواجهة التحديات، مما ينعكس إيجابيًا على جودة حياته النفسية والعاطفية. بهذا، تصبح الصلاة ليست مجرد عبادة روحية فحسب، بل وسيلة فعّالة للحفاظ على الصحة النفسية والذهنية.
5. اختر لنفسك بيئة عمل تُقدّر إنسانيتك
إذا وجدت نفسك في مكان عمل ينهكك نفسياً رغم كل المزايا التي قد يقدمها، فلا تتردد في التفكير بجدية في الرحيل. ابحث عن بيئة تدعمك، تمنحك المرونة في أوقات العمل، وتشجع على التوازن بين الجهد والراحة، حيث تسود الشفافية والاحترام. ابتعد عن ثقافة تمجد الإرهاق والاحتراق، فهي درب يقودك سريعًا إلى الانهيار.
6. لا تَستحِ أبداً من طلب العون والمساندة
من البديهي أن تمر بأوقات من الصعوبة، أو تغمرَك مشاعرُ الإرهاق والقلق، وهذا لا يقلل من قيمتك أو يعكس ضعفاً أو فشلاً. افتح قلبك لمن تثق به، سواء كان صديقاً حميماً، أو زميلاً، أو حتى مختصاً نفسياً، فغالباً ما يكفي أن تعبّر بصدق عن مشاعرك لتخفف عن نفسك ثقل الهموم بطريقة مدهشة.
7. أعد تصور مفهوم النجاح
هل تقتصر فكرة النجاح في ذهنك على التقدم المهني فقط؟ أم أنك تراه يشمل الصحة الجيدة، العلاقات المتينة، والسلام النفسي؟ دعوتك اليوم لإعادة تقييم مفهوم الإنجاز الذي تعتنقه. فالنجاح الحقيقي ليس مجرد هدف تُدركه، بل هو ذلك الذي يمنح حياتك معنىً عميقًا دون أن يستنزفك أو يلتهمك بالكامل.
8. حرر نفسك من قيود الكمال
تخلّص من مطاردة الكمال التي تثقل كاهل النفس وتغمر صاحبها بحالة مستمرة من الإحباط. كن واقعيًا في تطلعاتك، وامنح نفسك حق الخطأ كجزءٍ لا غنى عنه من رحلة النمو والتطور. امنح ذاتك فرصة للتعلم بلطف، واحتفل بكل تحسن بسيط تحققه، بدلًا من انتظار نتائج استثنائية لا تكاد تُرى.
وفي هذا الإطار، يؤكد المختصون أن التمسك بسمة الكمالية لا يضمن زيادة ملحوظة في نسبة النجاح المهني. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن صفة الكمالية لا ترتبط بجودة الأداء في العمل، مما يجعل الكماليين في كثير من الأحيان ليسوا أفضل من زملائهم، بل قد يكونون أضعفهم أداءً.
9. استثمر إجازاتك بحكمة
الإجازات ليست علامة على الكسل، بل هي حاجتك الملحة لاستعادة نشاطك وتجديد طاقتك. احرص على أن تمنح نفسك فترات راحة منتظمة، ولو كانت قصيرة، فهي بمثابة وقود ينعش روحك. تجنب استغلال وقت راحتك لإنهاء الأعمال المتراكمة، وبدلاً من ذلك، خصص هذا الوقت لتغذية روحك بما يسعدك ويبعث فيك الحيوية.
10. سر النجاح يبدأ من العناية بالجسد
ما يمس جسدك يترك أثره العميق على حالتك النفسية، لذا اجعل من النوم الكافي غذاءً لجسدك، وتناول الطعام المتوازن زادًا لحيويتك، ومارس الرياضة بانتظام لتجدد نشاطك. فالصحة الجسدية والنفسية هما وجهان لعملة واحدة لا تنفصل.
ولا تنسَ أبداً: لا يمكن لك أن تواصل صعود القمم إذا كان قلبك ينزف بصمت. فصحتك النفسية هي الوقود الحقيقي الذي يدفعك نحو نجاحك المهني وتألقك الدائم.

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1001425140
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة