نساء صيدا بين صناديق الاقتراع... وصناديق المفاجآت!
في مدينة البحر، حيث تُعقد المؤامرات السياسية على فنجان قهوة… قررت نساء صيدا أن ينزلن إلى الميدان، لا لشراء الخضار هذه المرة، بل لشراء التاريخ نقدًا وعدًّا من صناديق الاقتراع.
فمن كانت تُلقّن ابنها درسًا في الإملاء، صارت تُلقّن خصمها درسًا في البلديّات. ومن كانت تصنع المكدوس، صارت تصنع القرار!
من قلب المطبخ إلى قلب المعركة
يا سيدتي، إن كان الرجل يتسلّح بالشعارات، فالمرأة تتسلّح بالملاعق الثقيلة والحجج الثابتة.
ترشحت 31 امرأة صيداوية، وكأن المدينة قررت أخيرًا أن تستعين بوصفة جدّتها: "إذا خرب البيت، نزّلي النسوان يصلحوه."
واحدة مهندسة تخطّط للبنى التحتية، والثانية تخطط لردع البنى الذكورية، والثالثة أستاذة جامعية تسأل خصومها:
"كم علامة نِلْتَ في التربية المدنية؟" والرابعة... تاجرة، لكنّها تُتاجر في التنمية، لا في الوعود الفارغة.
"المناصفة الطوعية"... أم "المؤامرة اللطيفة"؟
تخيّلوا معنا لوائح انتخابية تقول: نحن نؤمن بالمناصفة! ولكن في قلوبهم: "خليهم معنا شكلًا، ونحن نقرّر فعلاً."
لكن الصيداوية لا تُؤخذ بالمجاملات، بل تردّ عليها بابتسامة وورقة اقتراع تقول: "سأكون في المقدّمة... شئتم أم أبيتم."
أحد الناشطين صرخ: "هؤلاء النسوة قادمات!"
ردّت عليه إحداهن: "لا، نحن هنا منذ زمن... ولكن العتب على الذي لا يرى!"
نقد بناء... وأمل مملح!
المشهد الانتخابي صاخب، الأصوات تتعالى، اللوائح تتشعّب، والناخب حائر... لكن النساء؟
هادئات كالموج... صارمات كحافة السكين.
يتنافس الرجال على الشعارات، وتتنافس النساء على البرامج.
الرجال يرفعون صورهم… والنساء يرفعن مستوى الحوار.
أحد المرشحين قال: "هذه الانتخابات لا تُشبه سابقاتها."
فردّت سيدة من الحضور: "طبعًا، لأن سابقاتك كلّهن رجال!"
الصندوق... والصنيعة النسائية!
السؤال العالق: هل سيفرز الصندوق مجلسًا يتّسع للنساء فعلًا، أم سيفرز عذرًا جديدًا؟
هل سيدرك الصيداوي أن المرأة لا تريد وردة على طاولة المجلس... بل مقعدًا، وصوتًا، وقرارًا؟
في 24 أيار، لن تُحسم المعركة فقط بأرقام... بل بهويّة. هوية تقول: "صيدا لا تكتمل ببحرها... حتى تبحر نساؤها نحو القرار."
عزيزي القارىء، إن صادفت سيدة صيداوية في الطريق تحمل ورقة ترشيح، فلا تقل لها: "بالتوفيق!"
قل لها: "احذري من الأصوات التشطيبية، واحرصي على التشطيب الذكوري غير البناء."
إعداد: إبراهيم الخطيب