صيدا تنتخب... والمخترة تنتفض!
مرحباً بكم أيها الأحبّة، حيث نرصدُ لكم مجريات المعركة الانتخابية في مدينة صيدا العريقة... تلك المدينة التي لا تهدأ لها أرصفة ولا ينام لها مخاتير.
في هذه الدورة الانتخابية، احتدمت المنافسة احتداماً، لا بين فريق برشلونة وريال مدريد، بل بين سبع لوائح... سبع! كأننا نُحضّر لإعادة تمثيل فيلم الساموراي السبعة، لكن بنكهة صيداوية... وبمخترة.
في البدء، أفادت مصادر مطّلعة (وكلنا نعرف أن المصادر المطلعة في صيدا أقرب إلى الشاي في جلسات الصباح... متوفرة ودافئة) أن القوى السياسية - ويا للعجب - لم تتفق على دعم لائحة واحدة، فاختلطت الأوراق، وتطايرت الحسابات، وتنبّه الناخبون إلى أنهم قد يكوّنون لوائحهم بأنفسهم... كيف لا، وهم أبناء المدينة التي علّمت البحر كيف يحتفظ بأسراره؟
أما اللوائح، فتجوب المدينة جيئةً وذهاباً... من السوق التجاري إلى المدينة الصناعية، نزولاً إلى الأحياء الشعبية، بكل إصرار، وكأنهم في ماراثون رمضاني بلا نهاية، يوزّعون الابتسامات بدل التمر، ويزرعون الوعود بدل الزهر.
وبينما الجميع منشغلون بتشكيل اللوائح واستكمال التحالفات، خرج نائب صيداوي من صمته الطويل، ونطق - لا في خطبة ولا في لقاء جماهيري - بل عبر منصة "أكس"، وقال: "تنوّع المرشحين يُبشّر بعرس ديمقراطي واعد"...
عرس؟! عُذراً أيها النائب، لكن المدينة تحضّر نفسها لأكبر حفلة تشطيب جماعي عرفها التاريخ!
أما ...؟...، فقد قررت دعم لائحة مستقلة، لا هي حزبية ولا هي "صافي يا لبن"... لائحة هجينة تجمع بين الأقارب والمستقلين، وذوي الكفاءة، والشباب، ومحبّي التغيير، ومن تبقّى في الحي ممن لم يُترشّح بعد.
ويبدو أن ...؟... فتحت أبوابها للتجديد، إذ لم يترشّح أي من أعضاء المجلس الحالي المحسوبين عليها، ما يعني - بلغة الرياضيات - أن اللوائح سبع، والمتنافسين 111، والمقاعد 21... وكأننا نلعب لعبة الكرسي الموسيقي في ساحة النجمة، لكن من دون موسيقى!
المفاجأة الكبرى؟ المخترة!
نعم يا سادة، معركة المخترة ألهبَت القلوب والعقول. نحو 60 مرشحًا يتنافسون على 23 مركزًا، بينهم مختار شيعي، وآخر ماروني، وثالث كاثوليكي... كلهم يتسابقون في أحياء صيدا كما يتسابق الباعة في موسم المونة.
ووسط هذا المشهد، لمع نجم سيدة صيداوية، المرشحة الوحيدة بين الذكور، تدفع بعزم امرأة واحدة ما تردّد فيه خمسون رجلًا. أما الظاهرة الطاغية؟ العائلات! نعم، العائلة أولاً: مرشح وابنه، وابن عمّه، وحفيد جدّه لأمه. يبدو أن المخترة باتت أشبه بإرثٍ يتنقّل بين السلالات كالألقاب النبيلة.
وما لا يمكن تجاهله: صورهم ولافتاتهم غزت الشوارع قبل أي أحد... قبل النفايات، وقبل إشارات المرور، بل قبل أن تصحو العصافير من نومها. استعدادهم فاق اللوائح الكبرى. يبدو أنهم اختاروا أن يبدأوا الحملة منذ الحضانة.
في صيدا، الانتخابات استحقاق ديمقراطي، ومهرجان شعبي، ومسابقة مواهب، وسباق بقاء.
إعداد: إبراهيم الخطيب