رسالة دعم برلمانية لبنانية لـ"الأنروا" من داخل عين الحلوة!
رسالة دعم لبنانية لإستمرارية عمل وكالة " الأنروا " ومن خلالها لحق اللاجئين الفلسطينيين في بقائها شاهداً حياً على قضيتهم العادلة وفي العيش الكريم لحين العودة الى أرضهم فلسطين، حملها وفد برلماني من لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب اللبناني ، الى عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان مخيم عين الحلوة . وضم الوفد رئيس اللجنة النائب فادي علامة والأعضاء النواب " علي عسيران ، هاغوب بقرادونيان ، ندى البستاني ، وحيدر ناصر " ورافقهم في الزيارة مديرة شؤون "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس ومدير الأنروا في منطقة صيدا إبراهيم الخطيب.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كونها الأولى رسمياً لوفد برلماني لبناني الى المخيم منذ سنوات طويلة ، وكونها تأتي في اعقاب ما تتعرض له الأنروا من تحريض إسرائيلي لتفكيكها على خلفية مزاعم ساقها الكيان الصهيوني عن تورط موظفين في الوكالة بأحداث السابع من أوكتوبر الماضي ، ومن ثم إعلان 16 دولة مانحة تجميد مساهماتها المالية في الأنروا فيما تتريث 4 جهات مانحة أخرى في حسم قرارها النهائي بهذا الشأن بانتظار نتائج التحقيق الذي يقوم به مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بالمزاعم الإسرائيلية . فجاءت زيارة الوفد البرلماني اللبناني لمخيم عين الحلوة برفقة مديرة الأنروا " تعبيراًعن تأييد لبنان لإستدامة عملها ودورها الإنساني الذي لا يمكن الاستغناء عنه في تقديم الخدمات الأساسية للاجئي فلسطين والمساهمة في الاستقرار في لبنان".
وجال أعضاء الوفد في أحياء وشوارع المخيم وتفقدوا بعض عيادات ومدارس ومؤسسات الأنروا " التي تقدم الخدمات الطبية والصحية واستمعوا من ابنائه الى معاناتهم اليومية، وعقدوا في مدرسة "قبية " التابعة للوكالة اجتماعاً مع ممثلين عن القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية.
وبعد الجولة في المخيم ، توجه وفد لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية الى وسط مدينة صيدا وزار مبنى القصر البلدي ، حيث رحب رئيس البلدية حازم بديع بالوفد النيابي وبمديرة شؤون الأونروا ، ومن ثم عقد أعضاء الوفد وبحضور كلاوس مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بداية رئيس اللجنة النائب فادي علامة فقال انه " في ظل تصاعد وتيرة الإعتداءات الاسرائيلية وانتهاجها سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يأتي قرار وقف التمويل لوكالة الأنروا ليشكل عقاباً جماعياً بحق كل فلسطيني في الداخل والخارج ولا سيما لبنان".
واعتبر علامة ان "هذا الاجراء هو بداية مأساة جديدة تضاف الى مآسي الشعب الفلسطيني وتؤدي في حال تنفيذه الى شطب قضيته في ظل اخفاق الشرعية الدولية بتطبيق القانون الدولي الانساني " مشدداً على وجوب النظر في كيفية التعاطي مع هذه الخطوة ورفع الصوت قبل الوقوع في اخطارها المرتقبة ، وداعياً الدولة اللبنانية واللاجئين على حد سواء للعمل على كافة المستويات وبالتواصل مع الدول المعنية من أجل إظهار خطورة وقف التمويل واستحالة تحمل هذا العبء الكبير".
وتحدثت دوروثي كلاوس فشكرت وفد اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والمغتربين ومن خلالها المجلس النيابي اللبناني على زيارتهم التضامنية والداعمة لقاء واستمرارية عمل الأنروا.
لازاريني يدق ناقوس الخطر
وللمرة الأولى في تاريخها منذ تأسيسها في 8 كانون الأول 1949بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين اثر نكبة العام 1948، تواجه وكالة الأنروا خطرا حقيقياً يتهدد استمراريتها ووجودها.
وفي رسالة كان وجهها الى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرانسيس قال مفوض عام الأنروا فيليب لازاريني أن الوكالة قد وصلت إلى حافة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها وتجميد التمويل من المانحين وإن قدرة الوكالة على الوفاء بالولاية الممنوحة لها مهددة الآن بشكل خطير. وقال " لقد حذرت المانحين والبلدان المضيفة من أنه بدون تمويل جديد، ستتعرض عمليات الأونروا في جميع أنحاء المنطقة لخطر شديد اعتبارا من شهر آذار/مارس". معرباً عن خشيته من " أننا على حافة كارثة ضخمة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة. وأنه على المدى القصير، سيؤدي تفكيك الأونروا إلى تقويض جهود الأمم المتحدة من أجل معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتفاقم الأزمة في الضفة الغربية، وحرمان أكثر من نصف مليون طفل من التعليم وتعميق الاستياء واليأس. وعلى المدى الطويل، سينهي هذا الدور الذي تقوم به الأونروا لتحقيق الاستقرار".