خلاف محمد زيدان وبلدية صيدا ينسف الحديقة العامة
لم يدم الخلاف بين بلدية صيدا برئاسة حازم بديع، ورئيس جمعية محمد زيدان للإنماء أكثر من أيام قليلة في الخفاء، حتى ظهر إلى العلن ليفجّر قنبلة غير متوقّعة، إذ يعتبر بديع مقرّباً من زيدان نفسه على اعتبار أنّ والده المهندس خضر بديع كان رئيساً للجمعية وله كلمة نافذة فيها، فيما يتولّى حالياً شقيقه حاتم الرئاسة.
وأكدت مصادر صيداوية لـ»نداء الوطن» أنّ الخلاف ظهر إلى العلن بعد رسائل متبادلة اتّخذت الصفة الرسمية من خلال التسجيل في قلم البلدية، وبدأ حين وجهت جمعية زيدان كتاباً إلى المجلس البلدي تعرض فيه مبادرة تتعلّق بالتبرع لإقامة حديقة عامة في المدينة مقابل قصر العدل الجديد، على عقار تملكه البلدية نتج عن مشروع الضم والفرز في منطقة الوسطاني الذي كان للرئيس الشهيد رفيق الحريري الفضل الأول في إقراره وتنفيذه.
غير أنّ جواب البلدية (الصادر برقم 457 / ص تاريخ 5/12/2023) جاء بخلاف المتوقّع بل صعق الجمعية التي وجّهت كتاباً ثانياً إلى البلدية في 12/12/2023 أوضحت فيه أنها «صعقت من الجواب الذي لم يتبيّن ما إذا كان موقف البلدية جاء بنتيجة قرار في معرض اجتماع رسمي للمجلس البلدي، أو أسفر عن اجتماعات جانبية ما يدعو إلى الاستغراب من كيفية عدم اكتراث البلدية إلى مبادرة رائدة تساهم في جعل مدينة صيدا من أجمل المدن في لبنان».
ووفق معلومات «نداء الوطن»، فإنّ البلدية طلبت من رجل الأعمال زيدان التبرّع بالأموال أو بجزء منها لجمع النفايات ونقلها في صيدا بدلاً من إقامة الحديقة العامة، ما أزعج زيدان الذي تقوم جمعيته بمبادرات كثيرة في المدينة ومنها ترميم المنازل وتحسين الواجهة البحرية، ناهيك بحملة النظافة لجهة جمع النفايات ونقلها في صيدا القديمة وإضاءة أحيائها وأزقّتها خلال شهر رمضان المبارك ما أنعش حركتها، فضلاً عن تقديم مساعدات عينية وإغاثية للعائلات الفقيرة والمتعفّفة.
وجاء في كتاب زيدان التي حصلت «نداء الوطن» على نسخة منه «إنّ إرسال «كتاب نوايا» من قبل الجمعية قد جاء بناء على طلب موجّه للجمعية من رئيس البلدية الحالي (حازم بديع) لأجل تقديم عرض خطي جديد للبلدية، وكانت الجمعية تتوقّع منكم قبول العرض أو طلب المناقشة في تفاصيله كونه يعود بالخير على كامل مدينة صيدا وأهلها».
وأضاف الكتاب «لم أكن أظن (محمد زيدان) أنّ موقفكم من مبادرتها (الجمعية) سيتّخذ خلال فترة قصيرة منحى آخر مغايراً، عبر طلب الدعم لحل أزمة النفايات (!!!) واقتراح تحويل الإمكانات المرصودة أو جزء منها لإقامة الحديقة العامة لخدمة مسألة النفايات، مع ربط البحث بمضمون مشروع الحديقة لما بعد إيجاد حل مستدام لمشكلة النفايات... ما يعني نسف المشروع لأن الحل المستدام الذي تنشده بلديتكم كان يحتاج، منذ سنوات طويلة خلت، إلى أسلوب تعاطٍ مغاير للنهج الذي كان متّبعاً سابقاً وما زال مستمرّاً وكذلك حالياً».
وفي موقف لاذع، أردف الكتاب «إنني على غرار القاصي والداني في صيدا وخارجها، أشهد على إخفاق بلديتكم في حلّ مشكلة النفايات وعلى فشلها المتمادي منذ أكثر من عشر سنوات في إدارة المعمل (معالجة النفايات الصلبة عند منطقة سينيق) الذي تحوّل، لأسباب أتحفّظ على ذكرها الآن، إلى مكبّ يستقبل النفايات من خارج العقد مع بلديتكم»، خاتماً «ولأن جوابكم بتأجيل البحث إلى ما بعد إيجاد حلّ مستدام لمشكلة النفايات... أبلغكم بأن العرض أصبح لاغياً للأسف الشديد، كما أبلغكم برفض اقتراحكم بالشكل الوارد فيه».
وتعاني صيدا من مشكلة تراكم النفايات منذ أشهر عديدة، نتيجة الأزمة المالية للبلدية مع الشركة المتعهّدة السابقة من جهة، ونتيجة انتهاء عقدها من دون تلزيم الجمع والنقل إلى شركة أخرى، بعدما رفض ديوان المحاسبة العقد الذي قدّمته شركة «بلو سيتي»، فيما يجري العمل حالياً على تلزيم بالتراضي في سبيل حل المشكلة في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة ورفض أي شركة التقدّم للمناقصة.
وكان رئيس البلدية زار كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي، معلناً أنّ اللقاء يأتي استكمالاً للمساعي الهادفة لإيجاد حل لمعضلة تراكم النفايات وتسريع تلزيم شركة جديدة لجمع النفايات ورفعها من شوارع صيدا وقرى وبلدات اتحاد بلديات صيدا الزهراني.