"الجماعة" تشرح أسباب مشاركتها في الجبهة
العدوان الإسرائيلي على غزّة وشعبها ومقاومتها، والمخاوف من توسّع دائرته في الجنوب، استدعى المزيد من التلاقي والتقارب بين القوى السياسية الصيداوية، بهدف التعبير عن موقف المدينة الموحّد وتنسيق النشاطات الداعمة، ناهيك عن التوافق على خطة طوارئ احترازية تحاكي عدواناً على لبنان.
وتقول أوسط صيداوية لـ"نداء الوطن" إنّ "القوى السياسية التي تباعدت في الفترة الأخيرة على خلفية تباين المواقف من بعض القضايا الداخلية في المدينة، ولا سيما منها مشكلة النفايات عادت وتلاقت على رفض العدوان الإسرائيلي وضرورة الانخراط في خطة طوارئ صحية وإغاثية في حال تدحرج إلى لبنان".
منذ بدء "عملية طوفان"، لم تهدأ النشاطات ووقفات الاحتجاجات والمسيرات الغاضبة وقد بلغت أوجها قبل أيام، حيث عبّرت المدينة عن موقف موحّد بين قواها السياسية وعلمائها في رفض العدوان على غزة، باقامة صلاة الجمعة الجامعة والموحدة، في الملعب البلدي للمدينة بمشاركة الآلاف من ابنائها والمخيمات الفلسطينية.
واكتسب الحدث أهمية مع حرص الأقطاب الأربعة على المشاركة فيه، إلى جانب مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، إذ حضر النائبان عبد الرحمن البزري وأسامة سعد، بسام حمود ("الجماعة الإسلامية") ومازن حشيشو ("تيار المستقبل")، ناهيك عن مأمون الترياقي ("تيار الفجر") وأيمن شناعة ("حماس").
بالتوازي، جال حمود على القوى السياسية، فالتقى سعد والبزري والنائبة السابقة بهية الحريري، وتركز الحديث حول التعاون الوثيق بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية في صيدا من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة.
وفق معلومات "نداء الوطن"، فإنّ حمود شرح لمن التقاهم أهمية أن تقوم صيدا بدورها المقاوم، وأسباب مشاركة "الجماعة" في العمليات العسكرية على جبهة الجنوب، على قاعدة "نحن لا نريد الحرب ولكننا سنقاوم أي اعتداء يطال القرى والبلدات الجنوبية والمواطنين أينما كانوا". ويقول حمود لـ"نداء الوطن" إنّ الاجتماعات مع المرجعيات السياسية في المدينة "تهدف إلى التشاور وتوحيد الموقف في ظل الاعتداءات الصهيونية على غزة وجنوب لبنان، وبحث إمكانية تمادي العدو في عدوانه على لبنان والاستعداد لذلك، شرحنا رؤية الجماعة وموقفها من العدوان ومشاركتها في التصدّي له كواجب وحق مشروع لكل اللبنانيين دفاعاً عن سيادة لبنان وحرمة أراضيه ومواطنيه. ومع إدراكنا للواقع اللبناني وظروفه السياسية والاقتصادية، ومع حرصنا على تجنّب الحرب، إلا أننا لن نكون شهود زور ولا متفرّجين على تمادي العدو في عدوانه، بل سنتصدّى له إلى جانب كل المقاومين وفق إمكانياتنا وقدراتنا".
وأشار إلى أنّ موقف جميع المرجعيات التي التقاها "كانت متوافقة حول حق لبنان في الدفاع عن أرضه، وفي دعمها وتأييدها للقضية الفلسطينية واستنكارها للعدوان الهمجي الذي تتعرّض له غزة".