خطّة صيداوية لرفع جاهزية القطاعات الإستشفائية والإغاثية والإيوائية
سقط الهدوء الذي كان يخيم على الجبهة الجنوبية مع بدء معركة «طوفان الأقصى» التي نفّذتها حركة «حماس» في 7 تشرين الأول، وأدى التصعيد العسكري على طول الحدود الجنوبية بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي إلى نزوح آلاف من اللبنانيين إلى المناطق الأكثر أمناً، وتحديداً إلى مدينة صور القريبة.
كما فرض على المدن البعيدة نسبياً عن الحدود، اتخاذ تدابير احترازية تتمثل بإعداد خطط طوارئ صحية واغاثية وخدماتية في حال تدحرج التصعيد إلى عدوان إسرائيلي على لبنان، ومنها مدينة صيدا التي باشرت رسم سيناريوات مختلفة توزّعت بين سراي صيدا الحكومي والبلدية ومجدليون.
ويقول رئيس البلدية حازم بديع لـ»نداء الوطن»: «نزلنا على أرض الواقع لتحسين الظروف والاسس التي تتشكّل منها خطة الطوارئ، زرنا الدفاع المدني والاطفائية، ونحن باجتماعات مفتوحة مع ممثلي الجمعيات الأهلية والاسعافية والكشفية بالتنسيق مع محافظ الجنوب منصور ضو، نحاول وضع خطة تحاكي أي عدوان محتمل على لبنان، وقرّرنا إنشاء غرفة عمليات في البلدية وسنكون جزءاً من وحدة إدارة الكوارث والطوارئ في الجنوب على اعتبار اننا جزء من المحافظة».
ولم يخف بديع أن الامكانات محدودة، «وما نقوم به يعتمد على المساعدات من أصحاب الأيادي البيضاء وصندوق التكافل من أجل اصلاح وصيانة الآليات والمعدّات، وسنتواصل مع الجهات المانحة خصوصاً الإغاثية والإيوائية لدعم هذه الخطة على اعتبار أنّ إمكاناتنا محدودة مع حال الدولة»، مشدّداً في الوقت نفسه على أن «صيدا وهيئاتها الأهلية وفاعلياتها، وبالتنسيق مع المحافظ ضو على قدر المسؤولية وحاضرة من أجل مواجهة أية تداعيات وأي طارئ أو نزوح جراء التهديدات الإسرائيلية للبنان، وإن شاء الله لا يحصل».
في قاعة بلدية صيدا، عقد «تجمع المؤسسات الأهلية» اجتماعاً موسعاً، شارك فيه ممثلون عن اكثر من 40 جمعية ومؤسسة وهيئة، وجرى بحث الجاهزية لمواجهة أي تداعيات إنسانية أو إجتماعية أو صحّية، او نزوح من الجنوب جرّاء تطورات الوضع الميداني. وأوضح أمين سرّ «التجمع» ماجد حمتو أن الإجتماع «تدارس الاستعدادات والجهوزية لدى كل جمعية أو مؤسسة من أجل التنسيق ووضع آلية عمل لغرفة العمليات المنوي إطلاقها»، لافتاً الى «التجربة الناجحة خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، وكيف استطاعت صيدا امتصاص الصدمة واحتضان النزوح وتقديم كافة الاحتياجات».
وفي مجدليون، عقدت «الشبكة الصحية لصيدا والجوار» ورشتي عمل لها بدعوة من رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بهية الحريري التي قالت: «تعودنا أن نلتقي ونعمل في الحالات الطارئة، فكيف اذا كان الأمر يتعلق بالجاهزية الصحية وتفعيل التشبيك بين المكونات الصحية، وفي ظروف كالتي نعيشها اليوم يصبح ذلك أكثر من ضرورة»، موضحة أن «اللقاء لمتابعة التنسيق والتعاون والتكامل بهذا الموضوع من خلال الشبكة الصحية لأنه لم تعد أي جهة تستطيع بمفردها أن تغطي أي نوع من حالات الطوارئ اذا استدعى الأمر ذلك، وعملنا تحت مظلة وزارة الصحة».