"حماس" أقامت احتفالا تأبينيا لصهيب كايد في سبلين وكلمات أكدت التمسك بالمقاومة
بيرم: بعد 7 أكتوبر غير ما قبله ويعوضون خسارتهم بقصف المدنيين
أقامت حركة "حماس" في ساحة الأقصى في بلدة سبلين - داود العلي، إحتفالا تأبينيا للشهيد صهيب عمر كايد، الذي سقط على أرض فلسطين الأسبوع الماضي، خلال مواجهة مع قوات الإحتلال الصهيوني مع مجموعة من رفاقه إنطلقوا من لبنان.
وشارك في الاحتفال: ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورؤساء بلديات وفاعليات ولجان أهلية وجمعيات وحشد من المشايخ وأهالي وعائلة الشهيد ورفاقه وحشد من السيدات.
بداية آيات قرآنية، فإستعراض للحركة الكشفية الفلسطينية، تقدمها صورة كبيرة للشهيد، والخيل الذي كان رفيق الشهيد.
حمود
ثم تحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، فأكد "إنها لحظات تاريخية، يكتب بها تاريخ العزة بدماء الشهداء الأبرار، منددا بالقصف الصهيوني على غزة وأهلها العزل الأبرياء، وقال: "العالم كله يرى الجرائم في حق المدنيين، العالم كله يعلم أن هذه المجازر ليست الرد العسكري، على عملية طوفان الأقصى، فأين العالم للأسف؟.
وتوقف حمود عند قوله تعالى:" وجعلناكم أكثر نفيرا"، ولفت الى "أن العالم كله اليوم مستنفرا من أجل الكيان الصهيوني"، متسائلا: هذا لم يحصل في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية أن يأتي وزير الخارجية ومن ثم وزير الدفاع، ومن ثم الرئيس الأميركي بنفسه دعما لهذا الكيان، لقد إستنفر الجميع حتى لا يدخل لبنان المعركة، إستنفر السفراء وغير السفراء والنواب الذين يدعون انهم من التغيير".
وأضاف :" نحن نستبشر بزوال العدو الصهيوني، نعم بإذن الله تعالى، هذه العملية المفاجئة للجميع، هي خطوة حقيقية وقريبة من يوم الزوال القريب . حصل نموذج مصغر رأيناه، كيف فروا من المستوطنات، وهذه الصورة سنراها قريبا، كيف ازدحموا في المطارات وعلى الحدود لمغادرة أرض فلسطين، هذا الأمر سيحصل قريبا، والصهاينة يعلمون ان هناك علامة مميزة، ويعرفها بعض الخاخامات، ويخفونها عليهم".
وقال:" نحن لسنا ضعفاء، فالضعيف هو الصهيوني الذي يعيش في قرارة نفسه وعمقه، يعيش حتمية الزوال.. فمنذ ما قبل تأسيس الكيان، يتحدث بني إسرائيل من انه سيكون لهم كيان لا يعمر كثيرا، ويتحدثون عن تفاصيل ستدهش، ولن يصدقها الكثيرون، ومنها ان معركة السلطان يعقوب، التي وقعت في البقاع خلال الاجتياح الإسرائيلي، مذكورة في قاموسهم، ويعلمون ان بعدها لن يحصل أي تقدم لليهود، وهذا ما حصل، فمنذ اربعين عاما لم يتقدم الكيان مرة واحدة عسكريا، قد يكون تقدم سياسيا ومعنويا، ولكن لم يتقدم عسكريا بأي شكل من الأشكال".
وأكد حمود "أن طريق المقاومة يشق طريقه بكل ثبات ووضوح، وبكل عزم وارادة، وان النصر من عند الله..فالله أمرنا" وأعدوا لهم مال استطعتم من قوة".
وندد بالحصار الصهيوني على غزة وبالتخاذل الدولي، وهنأ عائلة الشهيد بإستهاده، وحيا أبطال القسام وأهل غزة وفلسطين.
كايد
من جهته، ألقى رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان الشيخ بسام كايد، فأكد "أن طوفان الأقصى كما عاهدت "حماس"، نموذج لما نعده لإزالة هذا الكيان، وقال:"أعددنا إمتثالا لأمر الله، وأعدوا، وإنتصرنا إمتثالا لوعد الله، إن تنصروا الله ينصركم".
أضاف: "لقد أعددناهم على شعار ونشيد كشافة الإسراء تحمل اللواء في سبيل الله تبذل الدماء، دينها الإسلام، ونهجها القرآن..فهذه تربيتنا"، مبديا اعتزازا "بشهادة الشهيد صهيب كايد وجميع شهداء فلسطين"، مثمنا "موقف والدي الشهيد عند استشهاده".
وأشار الى "أن طوفان الأقصى جرف الجميع"، منددا بالدعم الأميركي والغربي لإسرائيل، مؤكدا انه "رغم كل الجيوش والأساطيل لن نهزم"، واصفا الكيان الصهيوني بالنمر الورقي الذي سيزول".
بيرم
وألقى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، فأعرب عن سروره "لهذا الجمع في يوم الشهيد السعيد". وأكد "ان الشهيد يتخلد، لأنه يقدم نفسه، التي هي أغلى جوهرة منحها اياها الله، في سبيل القضية المركزية المرتبطة بفلسطين، التي هي أكبر من دولة، وأوسع من جغرافيا"، مشيرا الى "ان فلسطين أصبحت قضية والإنتماء إليها شرف والذي يخونها له الخزي والعار".
وأكد "ان الشهيد صهيب عمر كايد، انتقل من دار الفناء الى دار البقاء، وأصبح مخلدا وسيبقى كذلك، لأنه ارتبط بقضية العزة . وقد قلتها في مؤتمر العمل العربي في القاهرة، انه لن تقدس أمتنا، وقدس أقداسنا محتلة ومأسورة، لا يمكن أن تعود أمتنا الى الحضارة، إلا اذا عرفنا كيف نجمع نقاط القوة في أمتنا".
وعن الدعم الدولي للعدوان الإسرائيلي، قال بيرم: "إجتمعوا على باطلهم، وقد جمعهم الباطل، رؤساء ودول إدعوا حقوق الإنسان، قيمة عملية طوفان الأقصى، قيمة عملية غزة وأطفالها، أنها أسقطت الخطاب الحقوقي الغربي..هؤلاء منافقون ومجرمون، وقد شاهدنا جيشهم يفر كالجرذان أمام مجاهدي القسّام وكل المقاومين، وشاهدناهم كالجرذان وهم يسحبون من الدبابات كالهررة والفئران، يفرون أمام المقاومين.. لقد أهناهم في دقائق قليلة بعد 75 سنة من إذلالنا... نحن نعرف متى نضرب ومتى نصمت، وهم قالوا ان صمت نصر الله يقلقهم، وانه عندما يتكلم سيكون يوم قيامتهم، فهو يرعبهم بكلامه وبصمته".
وأكد "التلاحم بين غزة وجنوب لبنان، وإستمرار المسيرة"، وقال:" كل يوم ترون دبابة "الميركافا" الاسرائيلية تنفجر، كل يوم ندمرهم، وباتوا يطلون من مخابئهم وصواريخ "الكورنيت" تنتظرهم.. نحن في ارهاصات عملية النصر الحاسم، نحن نمر بساعات حاسمة، سيتغير فيها وجه المنطقة، فقبل 7 أكتوبر شيئ، وبعد هذا التاريخ شيئ آخر، الجندي الإسرائيلي سقط، واليوم هم يعوضون عن خسارتهم بالجرائم وقصف المدنيين".
بركة
وكانت كلمة لرئيس دائرة العلاقات الوطنية لحركة "حماس" في الخارج علي بركة، فهنأ عائلة الشهيد بعرس الشهادة.
وتوقف عند قول الله تعالى: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"، وقال:"ها نحن قاتلناهم يا رب، وهاهم أبناء القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان، يلتحمون اليوم في معركة طوفان الأقصى، هذه المعركة البطولية التي شكلت زلزالا قويا في المنطقة، وحطمت خط برليف الجديد، وأسقطت خط الدفاع الأول لجيش الإحتلال الصهيوني، فكانت الهزيمة الكبرى له في 7 أوكتوبر".
وإعتبر بركة "ان هذه الهزيمة شكلت سقوطا للخيمة والمنظومة الأميركية في المنطقة، لأنها تعتمد على قوة الكيان الغاصب، الذي كان يشكل عامود الخيمة الأميركية في المنطقة، حيث كسرت القسام هذا العامود فسقطت الخيمة الأميركية، لذلك جاء مذعورا الشيطان الأكبر الى المنطقة، الرئيس الأميركي، وقبل وصوله ارسل وزراءه وقادة جيشه وحاملات الطائرات ليخيفنا ولكي يعطي معنويات لنتنياهو وجيشه المهزوم"، مؤكدا "ان نفاق أميركا ظهر جليا في هذه المعركة"، مشيرا الى "ان معركة طوفان الأقصى فتحت باب التحرير، وهذه المعركة عينة لمعركة تحرير الأقصى وعينة لوعد الآخرة"، مشددا على "ان قطار تحرير الأقصى قد إنطلق".
وأشار الى "ان المقاومين سيطروا على فرقة غزة التي تضم 20 الف جندي صهيوني، فإنهارت الفرقة، ووقع قادتها ما بين قتيل وجريح وأسير وشريد وطريد"، مثمنا تضحيات الشعب الفلسطيني في معركة التحرير والعودة والاستقلال".
ولفت الى "ان غالبية أهلنا في غزة بحدود 70 في المئة هم من اللاجئين من ارض 1948، ويريدون العودة الى ديارهم، وليس لديهم خيار إلا المقاومة؟"، مؤكدا "ان المقاومة هي الوسيلة الوحيدة للدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا والتحرير وتحقيق العودة"، لافتا الى "ان المقاومة تنتظر الحرب البرية"، معتبرا اننا "انتصرنا بالحرب البرية من خلال معركة طوفان الأقصى.. والتي قام بها 2000 مقاتل من القسام والفصائل الفلسطينية، هزموا فرقة غزة، وجعلوا الكيان الغاصب أوهن من بيت العنكبوت".
وندد بركة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدا "الاستمرار في الجهاد والمقاومة"، وقال:"كلنا فداء محمد ضيف والأقصى والقدس وفلسطين"، رافضا هجرة الفلسطينيين مرة جديدة"، مشددا على "تمسك الشعب الفلسطيني في غزة بأرضه الفلسطينية مهما كانت التضحيات".
وفي ختام الحفل، كانت كلمة لوالد الشهيد، الذي شكر الحضور، مؤكدا ان"الشهيد استشهد في سبيل فلسطين والأقصى والقدس"، مشددا العزم على متابعة رسالة الشهيد حتى التحرير".
المصدر | الوكالة الوطنية للإعلام