بسام حمود: شهادتي المنقوصة في حق غزة وأهلها والقسام
لعل شهادتي الآن باتت نقطة في بحر ابداعات وحقائق غزة واهلها، فما شاهدته وعشته في زيارتي لغزة بات شيئاً بسيطاً امام ما نراه ونسمعه عنها وعن أهلها والقسّام فيها!!!
أكرمني الله بزيارة غزة مع إخوة أفاضل مرتين… الزيارة الاولى في أوائل عام ٢٠١١ والثانية كانت في ذكرى مهرجان انطلاقة حركة حماس بحضور الاخ خالد مشعل ( وكان رئيسها المُبعد ) الذي دخلها دخول الفاتحين، ومشاركة الاخ اسماعيل هنية الذي كان مسؤول حماس في غزة.. والاف مؤلفة من الرجال والنساء والشباب والاطفال من ابناء غزة الابآء.
في الزيارتين شاهدت العجب العُجاب ( قياساً مع حالنا ) من اهل غزة.. كل شيء فيها يوحي بأنها مختلفة عنا، بحجرها وشجرها وبشرها.. طيبة أهلها وتواضعهم وثقتهم بالله وعزيمتهم التي تشعرك وكأنهم سيزيلون الجبال، تنقلك الى عالم تظنه من الخيال.
في طُرقها الضيقة وأزقة مخيماتها تشعر بفسحة الامل.
في بيوتها المهدمة ( نتيجة للعدوان الصهيوني ) ترى الصبر والصمود والتحدي.
في فقر أهلها ترى الزهد والايثار ونكران الذات.
في اسواقها المتواضعة ترى الامانة والصدق والحياء.
في مواقع مجاهديها ونقاط المرابطة فيها تشعر بمعنى العزة وترى الرجال الاقوياء.
في مساجدها تدرك ان النصر آتٍ لا محالة بوجود الاتقياء الانقياء الاخفياء.
فوالله وبالله وتالله عندما شاهدت صلاة الفجر في مساجدها وكأنها صلاة الجمعة في مساجدنا تذكرت قول صلاح الدين الايوبي ( بهؤلاء يأتي النصر ) وتذكرت حالنا وقوله ( وبهؤلاء تأتي الهزيمة ).
واليوم وفي ظل معركة طوفان الاقصى وبعد النصر والفتح المبين ( بكل المقاييس ) شعرت وادركت وأيقنت ( أن الله يدافع عن الذين أمنوا ) وأن معية الله كانت مع حفظة كتابه وخُلّص عباده ( ولا نزكيهم على الله ) لان الذي حصل ورغم الإعداد وحسن الاتكال، إلا انه كان وبشهادة العدو قبل الصديق فوق مستوى العقل وقدرات البشر.
والان قد يقول قائل وما نفع كل ذلك وغزة تُباد، فأقول ما قاله اهل غزة ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب ) صدق الله العظيم.
نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان
الدكتور بسام حمود