أثاث المنزل مكلف جدًا ولا إمكانية للتقسيط واللبناني يتجه الى عمليات الشراء بواسطة "الاونلين"
من الواضح والمؤكّد أنّ العادات والتقاليد التي كان يتباهى بها المواطن اللبناني، لم تعد موجودة كما كانت عليه في السابق، لأنّ الأوضاع تبدّلت كثيرًا في الفترة الأخيرة بعد أن لامس سعر صرف الدّولار ما يقارب الـ100 ألف ل.ل.
والمعروف أنّ أثاث المنزل والأغراض والمفروشات كانت تُبدّل كل سنتين وثلاث. أمّا اليوم، فمن استطاع أن يفرش منزله يُعدّ بطلًا في هذه الأزمة الحادّة. ومن سبق أن فرش منزله في أواخر عام 2019 سيكتفي بها إلى أن تتحسّن الأوضاع قليلًا. ولكن ماذا عن "العرسان الجدد"؟ هل سيستطيعان تأمين كل مستلزمات البيت؟ وكم أصبح سعرها؟
أثاث المنزل موجود في الصالات.. والمنازل تُفرش "بالتقسيط"
يُعرف المواطن اللبناني بحبّه للتّرف والزّينة والديكورات. وبعد "الفرحة الكبيرة" يحاول العروسان التبضّع والتّسوّق لكلّ ما يحتاجانه لفرش منزلهما على أكمل وجه، ولكن هل هذه الظاهرة لا تزال موجودة اليوم؟ الجواب هو لا.
كم منكم سمع في الفترة الأخيرة بفُلان تزوّج وفرش غرفة الجلوس وغرفة نومه فقط؟ كم منكم سمع أنّ العريسين لم يُكملا أثاث البيت؟
المؤسف، أنّه سابقًا كانت الأزمة تُلاحق سعر البيت، إن حصل، لكنّ اليوم دقّ ناقوس الخطر على كل زاويةٍ من البيت، بدءًا من حنفية الماء وصولًا للسرير والباب والثريا.
والخطورة في الموضوع، أنّ اليوم أثاث منزل بكامله وفق سعر صرف السوق الحالية، يساوي تقريبًا سعر منزل وفق سعر الصرف الرسمي سابقًا ويعكس ذلك حجم الأزمة التي تعاني منها معارض المفروشات التي تحاول منذ عام 2019 تصريف بضاعتها.
يقول أحد أصحاب معارض الأثاث الشهيرة في بيروت للدّيار، الجميع تأثّر بالوضع الاقتصادي الصّعب، ونحن لا نتّكل سوى على الأغنياء لبيع أغراضنا.
حاولنا في فترةٍ قصيرةٍ، أن نبيع مستلزماتنا بالتّقسيط لكنّ المشهد لم يكن سهلًا، سيّما أنّ المواطن اللبناني يعاني من شحٍ وفقرٍ بسبب راتبه الضئيل.
وأكمل: مفروشاتنا قديمة منذ سنتين وأكثر، لكنّ الواجهة جديدة. وهذا ما نحاول أن نقوم به، الإبتكار والتجديد بأقلّ تكاليف ممكنة.
وعن سؤال من أصبح منافسه الأول، أجاب: المنافسة الاولى تبدأ مع الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة اللبنانية، وتنتهي مع المنافس الجديد: النّجار.
فسابقًا كان شراء الفرش من الصالون أسرع وأوفر وأفضل. لكنّ اليوم، ما يحاول أن يقوم به النّجار هو دراسة الأسعار والربح القليل لكسب ثقة الزبون. أمّا الأغراض الأخرى، تكون إمّا مهربة، مثلما يحصل في البقاع، تُهرّب البضاعة من طريق الشام في سوريا إلى طريق المصنع، وإمّا شراء الأدوات المستعملة عن طريق الـolx.
وأسف من الوضع الذي وصلنا إليه، لأنّ الزبون اليوم لم يعد قادرًا على دفع الأغراض جميعها بالفريش دولار، متسائلًا:" كيف سيشتري المواطن الثريا التي بات سعرها يقارب الـ400 دولار وهو لم يستطع شراء لمبة واحدة؟
"جهاز العروس" تغيّر ملامحه..
منذ سنواتٍ مضت، والطقوس التقليدية الخاصة بالزّفاف أصبحت طي النسيان. فصحيح أنّ بعضها لا يزال موجودًا في بعض المناطق والقرى النائية التي لا تزال تتمسك بالعادات بطريقةٍ أو بأخرى، إلا أن الطقوس العصرية المتنوعة أصبحت أكثر رواجًا اليوم وحلّت محلّها، على الرغم من كونها بعيدة كل البعد عن تلك التي هي من تراثنا وتقاليدنا.
البعض يقول إنّ العادات والتقاليد تتغيّر بسبب الماديات، والبعض الآخر يعتبر أنّ التطور التاريخي يغيّرها. ولكن، في كلا الحالتين، الأزمة الاقتصادية لها علاقة بطريقةٍ ما بحياتنا اليومية. وهذا ما نلحظه في "جهاز العروس".
سابقًا، كانت العروس تجمع أغراضها في يومٍ معينٍ قبل الزفاف، وتنقله إلى منزلها الجديد، مع الاحتفالات والزمامير وتوزيع الملبس والحلوى والعصير.
والجهاز كان عبارة عن الملابس واللحف والحرامات والبدلات والأحذية والعطر والادوات الكهربائية وفرش الحمامات وغرفة النوم وغرفة الضيوف والنشافة والغسالة والمناشف. أمّا اليوم، تحاول بأقسى جهدها، تأمين بعض الملابس والفساتين وفرش غرفة النوم، إن تمكنت. لنقلها رويدًا رويدًا قبل العرس وبعده أحيانًا، لتجلب معها ملابسها القديمة أحيانًا كثيرة.
حياتنا اليومية تغيّرت، وعاداتنا وتقاليدنا تبدّلت بحسب الظروف المعيشية الصعبة. فإلى متى سيعاني المواطن اللبناني في بلده وهل سنشهد الفرج قريبًا؟