المخيمات الفلسطينية: غزة لن تموت
لبّت المدن اللبنانية والمخيّمات الفلسطينية في لبنان، نداء «جمعة طوفان الأقصى» الذي دعت إليه حركة «حماس» نصرة للقدس والأقصى وغزّة المجاهدة، ونظّم عدد منها مسيرات ووقفات تضامنية، طالب المشاركون فيها بفتح الحدود والزحف نحو فلسطين من أجل تحريرها والعودة.
اللافت في «جمعة طوفان الأقصى» أنها لم تمتدّ إلى الحدود الجنوبية، واقتصرت نشاطات الدعم على المدن والمخيّمات. وشدّد فيها الجيش اللبناني إجراءاته على الحواجز العسكرية ودقّق في هويّات المارة ومنع أي شخص من الوصول ما لم يكن حاصلاً على ترخيص مسبق.
كما أنّ اللافت هو حرص حركة «فتح» على تنظيم مسيرات ونشاطات داعمة، وعلى الانخراط في أخرى نظّمتها «هيئة العمل المشترك في لبنان» والمناطق تعبيراً عن الوحدة وأن الشعب الفلسطيني واحد في الداخل والخارج وهو موحّد في التصدّي للعدوان الإسرائيلي. كذلك اللافت، أنّ «فتح» استكملت خطوات إزالة التوتّر والمظاهر المسلّحة، فبعد انتشار «القوة المشتركة» في منطقتي «حطين والرأس الأحمر»، عمدت الى إزالة الدشم في منطقة الطيرة وقرب المقدسي في الشارع الفوقاني تمهيداً لتصبح الطريق سالكة أمام حركة مرور السيّارات كما السابق.
في عين الحلوة، لم تخرج أي تظاهرة كما جرت العادة مع استكمال عوامل تثبيت الأمن والاستقرار، ولكنّ المخيّم كان سبّاقاً في دعم عملية «طوفان الأقصى»، إذ قُتل أحد أبنائه في العملية التي نفّذتها «سرايا القدس» - الجناح العسكري لـ»حركة الجهاد الإسلامي» على مواقع إسرائيلية قبالة الضهيرة شمال فلسطين المحتلة، رياض محمد قبلاوي (أبو يزن).
ويؤكد مسؤول العلاقات السياسية لحركة «الجهاد» في منطقة صيدا عمار حوران لـ»نداء الوطن» أن مخيّم عين الحلوة «قدّم بالصورة والصوت والدماء أول عبور إلى فلسطين المحتلة، من خلال «عملية العبور» التي قام بها رياض قبلاوي وحمزة موسى من مخيم البرج الشمالي»، مؤكداً أنّ غزة «لن تموت طالما يقف وراءها كل الشتات الفلسطيني وفي مقدّمه عاصمته عين الحلوة».
وأوضح مسؤول العلاقات السياسية لحركة «حماس» خالد زعيتر أنّ الدعم يقتصر حالياً على النشاط الشعبي والجماهيري، «وإذا تطّلب الأمر أكثر من ذلك، فنحن جاهزون لتلبية النداء، سواء من القسّام أم أي من القوى المقاومة في فلسطين أو لبنان، فالعدو واحد هو إسرائيل».
وفي صيدا، حرص أئمّة المساجد على تخصيص خطب الجمعة عن «طوفان الأقصى»، في وقت نظّمت فيه «هيئة العمل المشترك» في منطقة صيدا وقفة تضامنية في ساحة الشهداء تحدث فيها ممثلون عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية فأكدوا أن المعركة واحدة ضدّ إسرائيل.
كما شهدت المخيمات الفلسطينية الأخرى ولا سيّما الرشيدية والبص والبرج الشمالي في صور، وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، والجليل في البقاع، ونهر البارد والبداوي في الشمال، مسيرات ووقفات تضامنية مماثلة.