"الأونروا" تعلن عن خطة تربوية بديلة في منطقة صيدا... بسبب اشتباكات عين الحلوة
نجحت "القوة الأمنية" الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بالتموضع أمام مدارس وكالة "الأونروا" في مناطق "التعمير–الطوارئ–بستان القدس–الشارع الفوقاني" بعد إخلاء المسلحين منها من حركة "فتح" و"تجمع الشباب المسلم" الذين دخلوا إليها وتحصّنوا فيها خلال الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين وأسفرت عن سقوط 28 قتيلا وأكثر من 225 جريحا.
ولكن هذا النجاح الذي جاء في إطار الخطوات المتدحرجة في مسار معالجة تداعيات الاشتباكات في المخيّم، كشف عن حجم الأضرار التي أصابت بعض المدارس حيث تحتاج إلى مسح أمني للتأكد من خلوها من أي قذائف أو قنابل غير منفجرة، وإلى تشكيل لجنة لإحصاء الأضرار فيها، ناهيك عن الحاجة إلى جهد إضافي ووقت طويل لترميمها وصيانتها بعد توفير الأموال اللازمة.
ووفق مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، فإنّ العائق الاساسي فوق كل هذا، أنّ الوضع الأمني في المخيم لم يعد إلى طبيعته وبقي هشًّا، وما زالت الطرقات مقفلة والمتاريس والدشم والسواتر على حالها، ارتباطا بقرار حركة "فتح" الحاسم بأن لا عودة للحياة إلى طبيعتها إلا بتسليم المشتبه بهم في جريمة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا اللواء "أبو أشرف" العرموشي، ما يجعل الوصول إلى هذه المدارس مستحيلا. ناهيك عن استمرار بعض المدارس خارج المخيم بتوفير المأوى لعدد من العائلات النازحة ولو موقتا.
وهذا ما دفع "الأونروا" إلى دراسة كل الخيارات وصولا إلى وضع خطة تربوية بديلة، لاستئناف العام الدراسي الجديد 2023-2024 في مدارس منطقة صيدا والمخيّم معا، بعد إعلانها في وقت سابق عن تأجيله إلى إشعار آخر، مع ما يرافق ذلك من إرباك ومشقّة على ذوي الطلاب وكلفة ماليّة على الطرفين والحصول على موافقة الجيش في الانتقال اليومي للطلاب من المخيّم إلى المدارس المجاورة.
وفق خطة "الأونروا"، فإن افتتاح العام الدراسي للطلاب في صيدا، بما فيهم طلاب مخيم عين الحلوة، قد تأجل مقارنة بجميع طلاب مدارس الوكالة الآخرين الذين سيبدأون عامهم الدراسي اليوم الإثنين 2 تشرين الأول الجاري، فيما عملت "الأونروا" على إيجاد حلول بديلة لطلاب المخيم للحفاظ على حقّهم في التعليم، على قاعدة "يجب عدم المساس به تحت أي ظرف من الظروف".
"الأونروا" أعلنت أن الترتيبات الجديدة للعام الدراسي في صيدا أصبحت على الشكل التالي: سيبدأ المعلمون والطاقم الإداري في المدارس التي تعتبر آمنة، تحديداً مدارس "عكا (صيدا القديمة) والعوجا (عدلون) وعسقلان (المية ومية)"، دوامهم يوم 5 تشرين الأول، في حين يبدأ الطلاب المسجلون في هذه المدارس العام الدراسي الجديد يوم 9 تشرين الأول".
وأكدت أنه سيتم استيعاب أطفال مخيّم عين الحلوة البالغ عددهم 6,000 طالب بشكل موقت في مدارس الأونروا القريبة من المخيم أو في مدينة صيدا وذلك باعتماد نظام الفترتين"، حيث "يشمل هذا الترتيب استخدام مدارس دير القاسي والصخرة (الفيلات) وشهداء فلسطين (الحسبة) وكلها تقع على مسافة قريبة من المخيم وبعد الحواجز مباشرة، وسيشمل أيضا استخدام مدرستي نابلس ورفيديا في مدينة صيدا، حيث سيتطلب الدوام في هاتين المدرستين تأمين المواصلات من وإلى المخيم. وهذا الترتيب ما زال رهنا بالتوصل إلى اتفاق نهائي مع السلطات اللبنانية التي تتواصل معها الأونروا".
وأوضحت أن مدارس الوكالة المجاورة للمخيم أنها ستقوم باستيعاب طلاب مدرستي بيسان والسموع في مبنى مدرسة الصخرة بنظام الفترتين، طلاب مدرستي قبية والفالوجة في مبنى مدرسة دير القاسي بنظام الفترتين، طلاب مدرستي حطّين وصفد في مبنى مدرسة شهداء فلسطين بنظام الفترتين. ويتوقع أن تستغرق أعمال تكييف وتحسين البنية التحتية المطلوبة لمباني مدارس الصخرة ودير القاسي وشهداء فلسطين ثلاثة أسابيع على الأقل لضمان استيعاب الأعداد الإضافية من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية".
هذه الخطة البديلة، لم ترق للكثير من أبناء المخيم، ولا لذوي الطلاب الذين يترنحون تحت وطأة الفقر والأزمة المعيشية الخانقة، ويقول أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان المهندس عبد المنعم عوض لـ"النشرة"، أنّها لا تلبي طموحاتنا في إنجاز عام دراسي ناجح، ولكنها أفضل الممكن في الظروف الراهنة"، مشيرا إلى "أنه كان يتوجب على إدارة "الأونروا" التشاور مع "اللجان الشعبية" في بعض النقاط قبل إقرارها".
وأوضح عوض أن "اللجان" ستبعث برسالة إلى إدارة "الأونروا" تؤكد فيها أنه كان يتوجب عليها إدراج فقرة أن هذا الترتيب موقت لحين إعادة تأهيل المدارس وعودة الحياة إلى طبيعتها في المخيم، كي لا يفهم بأنه س يستمر طوال العام الدراسي، نظرا لما فيه من مشقة وكلفة إضافية على الطلاب وذويهم".
بالمقابل، اقترح مدير الهيئة 302 للدفاع عن حق العودة الكاتب علي هويدي على إدارة "الأونروا" اتباع طريقة التعليم الإلكتروني عن بُعد (أونلاين)، وقال لــ"النشرة"، صحيح أنه ليس المنهاج الأمثل ولكنه الأصلح في الوقت الحالي في ظل الأوضاع الصعبة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأخطاء التي حصلت في التجربة السابقة وقت "كورونا"، مبررا "أن الوضع غير مطمئن أولا، وهناك مشقة على الطلاب وذويهم ثانيا، ناهيك عن الكلفة الإضافية".