صيدا سيتي

فوضى وإرباك في أسواق صيدا

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الخميس 29 كانون أول 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

لم يصدّق أبناء صيدا، كما كل اللبنانيين في المناطق كافة، الإنهيار الكبير في سعر المحروقات حتّى طلّت أزمة البنزين والمازوت برأسها لتسرق منهم الفرح الذي لم يكادوا يعيشونه أو يشعرون به طويلاً حتى سارع أصحاب المحطّات إلى إقفالها تحت ذريعة نفاد المخزون، لتعود طوابير السيارات إلى الإنتظار في صفوف طويلة.

ويقول صاحب محطة في صيدا فادي الكيلاني لـ»نداء الوطن»: «إنّ أصحاب القرار هم صنّاع الأزمات وهذه مسألة محسومة من خلال التجارب الماضية، ولكن بدلاً من حلحلة المشاكل ومعالجتها ومعايدة اللبنانيين بالايجابية إفتعلوا هذه الأزمة غير المبرّرة، نحن نرحّب بإنخفاض سعر صفيحة البنزين والمازوت لأنّه ينشّط البيع بعد الركود، ولدى مراجعتنا المصارف أبلغونا أنه لا يمكن الحصول على الدولار بسعر صيرفة، ومن تعاون حدّد مبلغاً صغيراً جدّاً وعدّة أيام لانجاز المعاملات، والبلد مقبل على عطلة نهاية الأسبوع والشهر والعام معاً». ورفض الكيلاني أن يكون أصحاب المحطات الضحية أو يدفعوا الثمن مجدّداً، «فخلال الفترات السابقة وتقلّب سعر صرف الدولار كنّا نتحمّل الخسارة بالفرق، اليوم هناك ضرر متعمّد ونرفضه، الدولة تسعّر على صيرفة من دون تأمين الدولار المطلوب، المصارف تتهرّب من التحويل تحت مبرّرات مختلفة، فيما الشركات تضغط علينا للشراء حين يكون السعر على انخفاض وتتقشّف عند طلوعه، كذلك لا نريد أن نكون في مواجهة الناس مجدّداً، لقد اتّخذت نقابة أصحاب المحطات قراراً بالتوقف عن العمل موقّتاً لحين إيجاد حلّ للمشكلة المستجدة».

في المقابل، يصبّ السائق «أبو بسام» حبلي جام غضبه على ما جرى، يتأفّف باستياء ويقول لـ»نداء الوطن»: «عندما علمت بانخفاض سعر صفيحة البنزين سارعت إلى المحطة لملء خزّان الوقود فوجدتها مقفلة، جلت على باقي المحطات من دون جدوى، إمّا مقفلة نهائياً أو طوابير الانتظار تمتدّ على بعد مئات السيارات، ما الفائدة من خفض السعر وفقدان المادة؟ إنّه شيء مضحك مبكٍ».

الفوضى في أسواق المحروقات لم تكن وحيدة، إذ جاءت بعد يومين على التقلّبات المتسارعة والكبيرة في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، ما أحدث إرباكاً امتدّ إلى مختلف المعاملات ناهيك عن التناقض في تسعير المواد الغذائية داخل السوبرماركات والمحال التجارية، وكأنّها عيدية المسؤولين في الأعياد المجيدة للمواطنين مؤدّاها «ممنوع عليكم الفرح، يجب أن تعيشوا بالفقر والبؤس». وقد ترجم يوم امس بمشهدين: الأول، الازدحام الخانق أمام ماكينات الصرف الآلي عند مداخل المصارف التي أقفلت أبوابها الحديدية منعاً لأي مراجعة، وقد طارت قيمة الرواتب الأساسية والاضافية، يقول أحد الموظفين «رفعوا منصّة صيرفة وخفّضوا الدولار، طار الراتب بين التحويل (على صيرفة قلّ المبلغ) وعند الصرف (قلّت القيمة)، كأنّهم لم يعطونا شيئاً بل زادوا من معاناتنا». أما الثاني فهو تراجع الحركة في الأسواق التجارية والسوبرماركت بانتظار استقرار الأسعار وهدوء الفوضى والارباك.

ووصف رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف القطاع التجاري بالمنكوب «منذ ثلاثة أعوام بدءاً من 17 تشرين الأول 2019 مروراً بجائحة «كورونا» وصولاً إلى إنعدام القدرة الشرائية عند الناس، وللأسف العام 2022 يقفل على مزيد من الانهيار بتحليق سعر صرف الدولار مع ما يرافق ذلك من ارتفاع جنوني بأسعار السلع الأساسية في ظلّ هذا الفلتان الواسع وغياب الرقابة وعدم تحمّل المسؤولية ممّن يفترض بهم تحملها».

المصدر | محمد دهشة - نداء الوطن 


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980881340
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة