مصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" في لبنان... برعاية نبيه بري وحركة "أمل"
كشفت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ"النشرة"، ان المساعي الحميدة التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة حركة "أمل" مع عدد من الوسطاء الآخرين من القوى والشخصيات اللبنانية والفلسطينية أثمرت مصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" في لبنان بعد القطيعة بينهما، على خلفية الحادثة التي وقعت في مخيم برج الشمالي في منطقة صور والتي أدت الى سقوط أربعةقتلى على مرحلتين.
ووفق المعلومات، فان لقاء جمع قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" في مقر حركة "أمل" في بيروت، برعاية ممثل بري رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل الحايك وعضوي المكتب السياسي محمد الجباوي وبسام كجك (حيث لعبا دورا بارزا في عقد لقاءات مكوكية بين الطرفين لتذليل العقبات ونقاط الخلافات)، وشارك عن حركة "فتح" سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وأمين سر الساحة فتحي ابو العردات وغيرهما من قيادة الحركة، وعن "حماس" رئيس الحركة في الخارج موسى ابو مرزوق وممثلها في لبنان احمد عبد الهادي وغيرهما من قيادتها، وقد تخلله حفل افطار ثم اجتماع موسع بمشاركة بعض الوسطاء الذين دخلوا على خط المصالحة.
ويتضمن الاتفاق بندين رئيسيين:
الاول: حماية المخيمات الفلسطينية من خلال قطع الطريق على اي توتير أمني، وسط خشية من دخول طابور خامس او اسرائيلوعملائها على خط صب الزيت على النار واشعال الفتنة بهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني واسقاط رمزية المخيمات كساحات نضال للدفاع عن حق العودة وتالياً فتح باب التهجير او فرض التوطين.
الثاني: تطويق ومعالجة آثار احداث مخيم برج الشمالي وتداعياتها على مجمل الوضع الفلسطيني، وضرورة البحث الجدي عن السبل الآيلة لتجاوزه وإنهاء آثاره السلبية، بما يحفظ أمن المخيمات واستقرارها ويضمن حقوق الشهداء والجرحى، وترك الامر الى القضاء اللبناني والاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية.
وعلمت "النشرة"، ان اللقاء الليلي سيعقبه اجتماع لـ"هيئة العمل المشترك الفلسطيني" في لبنان خلال يومين يشكل اعلانا للتوصل الى الاتفاق وطي صفحة الخلافات واعتبار الساحة اللبنانية استثنائية، واعادة العمل بالاطر المشتركة التي جمدت منذ ذلك الحين، ما انعكس هواجس من الخوف والقلق من توتير أمني متنقل في المخيمات مع دخول "طابور خامس" على خط الفتنة وايقاع.
تكامل الجهود
وقد تكامل جهود حركة أمل مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، و"حزب الله" واربع فصائل فلسطينية هم "حركة الجهاد الاسلامي والديمقراطية والشعبية والقيادة العامة"، اضافة الى القوى الاسلامية في عين الحلوة (عصبة الانصار والحركة المجاهدة)، الذين لعبوا دورا هاما في التواصل مع الطرفين والتوصل الى تفاهمات قادت الى المصالحة، فيما ساهمت زيارة ابو مرزوق الى لبنان ولقاء بري باعطاء المصالحة دافعا بعد التواصل مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الاحمد،في وقت أحوج ما يكون فيه الشعب الفلسطيني الى وحدة الموقف لردعالاعتداءات الاسرائيلية في القدس ومحاولة تدنيس الاقصى ومواجهة الضغوط المعيشية في المخيمات جراء الأزمتين الطاحنتين: الاقتصادية ارتباطا بما يجري في لبنان وتراجع خدمات "الأونروا" مع قيام المفوض العام فيليب لازارينيبدق ناقوس الخطر والاعلان عن استنفاد "الأونروا" لقدرتها على الإستمرار في تقديم خدمات التعليم والصحة والحماية الإجتماعية بذات المستوى والجودة المعتادة، وبأن الوكالة قد أصبحت على حافة الإنهيار بسبب الأزمة المالية وأنها لن تستطيع تحمل عبء دفع رواتب لـ28000 موظف يعمل لديها.
وقد سبق المصالحة سلسلة من اللقاءات عقدها "الجباوي وكجك" مع قيادتي حركتي فتح وحماس في لبنان من جهة، وزيارة الى مخيم عين الحلوة ولقاء عضو قيادة الساحة في حركة "فتح" اللواء منير المقدح وممثلي القوى الاسلامية، اضافة الى لقاءين بين قيادتي الشعبية مع حماس، والديمقراطية مع حماس، ولقاء بين القوى الاسلامية مع قيادة حركة فتح في لبنان بمشاركة السفير دبور والجباوي، حيث جرى التأكيد خلالها على عدم السماح لأيّ جهة المساس بأمن مخيماتنا ومواجهتها وقطع الطريق عليها، واستمرار التعاون والتنسيق من أجل الحفاظ على أمن واستقرار مخيماتنا.
تذكير بالخلاف
وكان حريق قد اندلع في مسجد كعب بن أبي" في مخيم البرج الشمالي (10 كانون الاول 2019)، اعقبه انفجار ادى الى مقتل المهندس حمزة شاهين، وخلال تشييعه تعرض الموكب الى اطلاق نار ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى من مخيمي عين الحلوة والمية ومية وهم "حسين الأحمد، عمر السهلي ومحمد طه"، سارعت حركة "حماس" رسميا الى اتهام قوات الامن الوطني الفلسطيني الدراع العسكري لحركة "فتح" بالمسؤولية المباشرة عن جريمة القتل والاغتيال المتعمّد، ووصفتها بـ"المجزرة"، وحمّلت قيادة السلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة، ودعت "إلى تسليم القتلة للسلطات اللبنانية وإحالتهم للعدالة، وكل من له علاقة بالمجزرة"، بينما أعربت حركة فتح" عن استعدادها للتعاون وتسليم اي متورط للتحقيق لكشف الحقيقة، وانها "لن ترضى على نفسها أن تكون في موضع الشك أو التضليل"، مستغربة "استباق حماس للتحقيقات وانتهاجها التحريض والتخوين والتشكيك بالطرف الآخر"، ومؤكدة انها في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وتبادل الاتهامات بين الحركتين ادى الى القطيعة بينهما وتجميد كل اطر العمل المشترك، بعدما اعلنت حركة "حماس" انسحابها من القوّة المشتركة وعدم مشاركتها في ايّ اجتماع يشارك فيه الامن الوطن، وقابلته حركة "فتح"بقرار رسمي بـ"وقف كل اشكالالتواصلوالاتصالمعحركة"حماس"على كافة المستويات وفي كل المناطق في الساحة اللبنانية"
المصدر| النشرة
الرابط| https://tinyurl.com/4m7aby3u