فؤاد خالد يونس .. بين الأرض المُباركة والمُقدسة | بقلم هيثم زعيتر
غيّب الموت الحاج المُهندس فؤاد خالد يونس "أبو خالد" (86 عاماً)، خلال تواجُده في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية.
الراحل، المولود في بلدة الصفصاف - قضاء صفد في فلسطين المُحتلة مع ثورة العام 1936، هو النجل البكر للحاج خالد يونس "أبو فؤاد"، أحد القادة الثوار في بلدة الصفصاف، الذي نجا مع عائلته من المجزرة التي ارتكبتها عصابات "الهاغانا" الصهيونية بقيادة مُؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون، يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر 1948، بإعدام الأهالي بالرصاص الحي، والإجهاض على الجرحى، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 شخص، القسم الأكبر منهم من أهالي البلدة، وبينهم من سكان البلدات المُجاورة، الذين وفدوا إلى البلدة، هرباً من جحيم العدوان والمجازر الإسرائيلية، هذا فضلاً عن حرق المساكن والمُمتلكات.
بعد نكبة فلسطين في العام 1948، غادر فؤاد مع عائلته، وكان يحمل شهادة إنهاء المرحلة الابتدائية.
حطَ الرحال بالعائلة في منطقة بعلبك، حيث تولى والده مهام مُدير مُخيم بعلبك، قبل الانتقال إلى مُخيم الرشيدية، الذي تولى أيضاً فيه مهام مُدير المُخيم.
الطالب فؤاد، المُتفوق في دراسته، كان في طليعة المُهندسين الفلسطينيين الذين تخرجوا من "الجامعة الأميركية" في بيروت عام ١٩٥٦ بتخصص هندسة زراعة، حيث كانت وجهته إلى المملكة العربية السعودية، فأبدع.
تنقل بين السعودية ولبنان، حيثُ تواجُد الأهل، لكن قبل أن يدنو أجل الرحيل، عاد مُنذ أشهر إلى مدينة الدمام، فوافته المنية، مساء يوم الثلاثاء في 3 آذار/مارس 2022 - المُوافق له 28 رجب 1443هـ، ووُري الثرى هناك.
يرحل على مقربة من ذكرى الإسراء والمعراج للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لرحلته من مكة المُكرمة في الديار المُقدسة إلى المسجد الأقصى في أرض فلسطين المُباركة، والعروج إلى السماوات العُلى.
ها هو المُهندس فؤاد، المولود في فلسطين، التي اقتلع الاحتلال الإسرائيلي عائلته من أرضهم، يحطُ به الرحال في المملكة العربية السعودية، ليُوارى الثرى هناك، على أمل تحقيق حلمه بنقل رُفاته بالعودة إلى أرض الوطن، فلسطين، وعلى مقربة من ذكرى رحيل والده الحاج "أبو فؤاد" في 16 آذار/مارس 2010.
وهي الوصية التي أوصى بها أيضاً عمه الحاج "أبو علي" أفراد العائلة، بنقل الرُفاة إلى أرض فلسطين والتمسُك بالعودة.
الرحمة للراحل "أبو خالد" والعزاء إلى شقيقيه: عبد الحميد والمُهندس نهيد وشقيقاته وزوجته وأولاده، وابن عمه السفير علي يونس القائم بأعمال القُنصلية العامة لدولة فلسطين في دبي والإمارات الشمالية وأفراد العائلة.
المصدر | بقلم هيثم زعيتر