تيار الفجر في ذكرى تحرير صيدا والزهراني : عذاباتنا وآلامنا عقاب على مواقف شعبنا المقاوم
مع انتصاف شهر شباط من كل عام تحين مواعيد التحرير والكرامة الوطنية التي بلغت ذروتها قبل سبع وثلاثين عاما عندما فر جيش الإحتلال الصهيوني من جزء عزيز من أرض الوطن في منطقتي صيدا والزهراني في ١٧ شباط ١٩٨٥ . وقد كان هذا الفرار الصهيوني الشنيع من ضمن فرار أكبر شمل مناطق واسعة في الجنوب والبقاع الغربي الذين كانا رازحين تحت الإحتلال الصهيوني لأكثر من عامين ونصف من الزمن . وقد حصل هذا الفرار الكبير والإندحار المشين تحت وطأة ضربات المقاومين المتصاعدة في كافة المناطق المحتلة .وبات العسكر الصهيوني المتفوق من خلال إنتصاراته المتعددة على جيوش الأنظمة العربية ، ومن خلال الدعم الأمريكي والأوروبي المطلق ، عاجزا عن مواجهة فصائل المقاومة الإسلامية و الوطنية التي زلزلت الأرض من تحت أقدام "الجيش الذي لا يقهر" ...
وقد تحقق هذا الإنجاز التاريخي الكبير من ضمن حالة احتضان شعبي مميز للمقاومين الشرفاء الذين سبق لهم أن طردوا قوات المارينز الأميريكية الغازية من العاصمة بيروت وأرغموها على الإنسحاب المذل قبل هذا التاريخ بقرابة عام من الزمن . ما أوجد حالة من الإنسجام الإرتباكي بين الصهاينة وأسيادهم الأميريكيين . الذين استمروا في الإنكفاء أمام انتصارات المقاومين المتتالية في أيار ٢٠٠٠ وفي غزة عام ٢٠٠٥ وفي صيف ٢٠٠٦ في جنوب لبنان . وفي المقابل لم تترك الدوائر الغربية المعادية وسيلة للفتن الداخلية إلا ولجأت اليها في سبيل ضرب الجبهات الخلفية لمجتمع المقاومة في لبنان ودول المنطقة حيث اشتعلت الحروب والفتن طوال العقد المنصرم . وقد أقدمت الإدارة الأميريكية إبتداء من صيف ٢٠١٩ سلسلة خطوات ممنهجة تهدف الى معاقبة الشعب اللبناني على احتضانه للمقاومة . وقد بذلت الإدارة الأميريكية قصارى جهدها لتدمير الإقتصاد اللبناني وتجويع اللبنانيين ومحاصرتهم بغية شل قدراتهم وبعثرة إمكاناتهم الوطنية . هذا في الوقت الذي عمدت فيها تلك الإدارة الأميريكية الى تحريض جمع من الساسة التقليديين والنخب الإجتماعية ضد المقاومة اللبنانية وضد حالة الممانعة العربية والإسلامية المميزة.
في هذه الذكرى التحريرية المجيدة يجب ان نعي أن الكثير من أزماتنا وعذاباتنا وآلامنا الإقتصادية والإجتماعية والحياتية تنشأ وتنمو وتتحرك بتشحيع وإفتعال من الدوائر المعادية كإجراء عقابي على مواقف شعبنا المقاوم الذي حققه العديد من إنتصاراته التاريخية التي كان إحداها تحرير منطقتي صيدا والزهراني على أيدي المقاومين الشرفاء الأبطال الذين يجب أن تحفظ دماؤهم الى الأبد.
المصدر | تيار الفجر