البزري: الطفرة الجديدة لا تؤثّر على فعالية اللقاح ونتابع ملف القادمين من البرازيل
استبشر اللبنانيون مطلع هذا الأسبوع بتراجع عدّاد الإصابات بڤيروس كورونا إذ وصل أدنى معدّلٍ إلى 249 إصابة فقط نهار الإثنين الفائت. لكن لا تكاد بشرى كهذه تحمل بعضاً من السرور، حتّى يحمل هذا الفيروس بالمقابل مفاجآتٍ جديدة عالميّاً ومحليَاً. فقد بدأ الحديث منذ فترةٍ قصيرة عن طفرةٍ هندية لكورونا، في حين طرأت تعديلات محلية في لبنان وتوصيات تخصّ أحد اللقاحات تخوّفاً من تأثيره سلباً على فئاتٍ عمرية محددة، عدا عن شلّ حركات السّفر ما بين لبنان ودولٍ عدة نظراً للتخوّف من وصول وانتشار طفراتٍ جديدة للفيروس في البلد، أبرزها الإجراءات التي فُرضت على القادمين من دولتي البرازيل والهند منذ الأسبوع الفائت.
لا «أسترازينيكا» لدون الـ30، لماذا؟
وفي إطار التغيّرات الدورية لا بل اليومية التي تطرأ على آلية التلقيح في لبنان، وحول أبرز ما حدث خلال الأيام الثلاثة الماضية بعدما تمّ إرسال رسالة للإعلاميين تحديداً ولبعض المعلمين من منصّة وزارة الصحة المخصصة للقاح، تدعوهم لحجز موعد تلقي لقاح «أسترازينيكا» رغم تصنيف جزءٍ كبيرٍ من العاملين في هاتين المهنتين ضمن الفئات العمرية ما دون 30 عاماً ما يخالف توصيات لجنة لقاح كورونا الوطنية، ما أثار قلقاً وتساؤلاتٍ كثيرة لدى تلك الفئات، تحدث رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا د. عبد الرحمن البزري لـ «اللواء» وشرح أنّ «سبب التوصية لإعطاء «الأسترازينيكا» لمن هم فوق 30 عاماً، هو أنهم كهيئة علمية إستشارية وليست تنفيذية، فضّلوا هذا الخيار نظراً للدراسات التي أُجريت في بريطانيا وسائر الدول الأوروبية التي استخدمت هذا اللقاح والتي بيّنت أنّ عارض التجلطات النّادر أساساً والذي يحصل لحوالي ثمانية أشخاص ضمن المليون شخص فقط، تصبح إمكانية حدوثه أقلّ بكثيرٍ في حال تم تلقّيه من قبل أفرادٍ فوق 30 عاما فقط».
وشدّد أنّ «موقف اللجنة العلمية هذا، يعود لسببٍ وجيه وهو توفّر لقاحات بديلة عن «الأسترازينيكا» في لبنان، فيمكن لمن هم دون 30 عاما تلقّيها لكي يصبحوا بأمانٍ تام، أي لا مبرّر لتلقيه من قبلهم في حين توجد وفرة من لقاحات أضمن لهم كالـ «سينوفارم» و«ب-فايزر» مثلاً». ويتابع: «رغم أن التوصية العالمية لكل الدول تسمح بتلقّيه لمن هم 18 عاماً وما فوق، لكن ليس خطأً وضع التوصيات المحلية مع الأخذ بعين الإعتبار توصيات الأمم المتحدة. أما في الدول التي لا يتوفر فيها تعددية اللقاحات لا بد من إعطاء «أسترازينيكا» لمن هم دون 30 عاما أيضاً وهذا أمر ممكن وطبيعي».
لا توصية لمنع السفر!
وفي الحديث حولَ قرار حظر دخول المسافرين القادمين من الهند والبرازيل إلى لبنان عبر مطار بيروت الدّولي والمعابر البرية ما لم يمضِ على وجودهم خارجها، أي في بلدٍ ثالث مدّة 14 يوما على الأقلّ، والّذي لاقى إعتراضاً من قبل الجالية اللّبنانية وخاصةً في دولة البرازيل، إذ وبحسب أحدهم، «الكثير من المغتربين اللبنانيين كانوا على استعدادٍ لقضاء العيد مع عائلاتهم في لبنان، لكن هذا القرار حرمهم من المجيء». ويلفت البزري في هذا السياق، إلى أنّ «توصيتهم كلجنة علمية كانت في الأساس عدم منع السّفر بل أن يقتصر الإجراء على الإلتزام بالحجر الجدّي لكل من يأتي من البرازيل أو الهند ومن ثمّ إجراء فحص PCR كما يجري في معظم الدّول».
ويوضح أنّ «الخوف كان في الأساس من المتغيّر الهندي لأنّ المتغيّر البرازيلي كان بعيداً عن لبنان بحكم ضعف حركة السّفر حالياً من البرازيل، إلاّ أنّ لجنة الكورونا في السّراي الحكومي هي من أصدرت هذه التوصيات»، «إنها توصيات حكومية أكثر من كونها توصيات علميّة»، قال البزري. ولدى سؤاله عن إمكانية التعديل في هذه القرارات بعد نقل الإعتراض الحاصل من قبل المغتربين له، صرّح البزري لـ «اللواء» أنّه «سيحاول طرح مسألة هذه الاجراءات مجدداً في إجتماعات اللجنة العلمية لاعتبارهم أن إجراء منع السّفر غير ضروري لأنّ المتحوّر الهندي اليوم انتشر إلى حوالي 21 دولة أي أصبح من الصعب تحديد الجهات الّتي يمكن أن تصل منها حالاتٍ حاملة لهذه الطفرة». مشدّداً على «أهمية طرح ملف القادمين من البرازيل في الإجتماعات القادمة لناحية الإجراءات المتخذة».
الطفرة الهندية.. علمياً
أمّا علميّاً وحول الطّفرة الهنديّة، أوضح البزري أنها « تسمّى (المزدوجة) وأنّها تعتبر طفرة ناجحة إذ لديها القدرة على تجنّب مناعة الإنسان والإنتقال من إنسانٍ لآخر لنقل العدوى أكثر، لكن ليس بالضّرورة أن تزيد من حدّة المرض. ولا سبب يدعى للشكّ في فعالية اللقاحات ضدها حتى الآن، أيضاً لا معلومات تؤكّد أنّها ستسبب مرضاً أشدّ، إلّا أنّ العالم استهابها عندما رأى ما حدث في الهند من كثرة الحالات وصعوبتها. وما حصل بالشعب الهندي، يرجَّح ردّه إلى الطفرتين البريطانية والجنوبية الأفريقية أيضاً، لأنّ طفرة الهند كانت موجودةً منذ شهر 12 عام 2020، إلى حين بدأ الحديث عنها بكثرةٍ اليوم، بسبب ما يحصل في بلد انتشارها».
لا تخوّفٌ حتى الآن إذاً من الطفرة الهندية الجديدة، ولا معلومات ترجّح وصولها إلى لبنان حتى الساعة بحسب المعطيات؛ وعن ضرورة العودة لتسهيلات السفر وبالأخصّ للجالية اللبنانية المنتشرة في البرازيل قبل حلول الصيف، وعد البزري بطرح هذا الملف ومناقشته لاتخاذ الإجراء الأنسب. أمّا في ما يخصّ التوصية المعنية بلقاح «أسترازينيكا» فما زال غير معلومٍ حتى الساعة إذا ما كانت وزارة الصحة ستطبّق عدم إعطائه لمن هم دون الثلاثين عاما أم لا، رغم تأكيد اللجنة العلمية الإستشارية لكورونا على ضرورة الإلتزام بها.
المصدر | غوى أسعد - اللواء | https://tinyurl.com/yjvtkbbk