الشهاب والرسالة المدرسية!
من الأمور البديهة التي لا تحتاج إلى دليل أو برهان أن التربية الوطنية مدعوة لأن تماشي تطور الزمن وتبديل الأوضاع القديمة بأوضاع حديثة ليخلق جيل بعقلية جديدة يساهم مساهمة فعَّالة في العمل الصالح! والمستقبل المثالي! ومدارسنا أثبتت أنها قابلة ممتازة للإقتباس والإنتاج والإبتكار! ولكن هذه القابلية ستبقى كجوهرة دفينة في التراب إذا لم يتعهدها المسؤولون بالرعاية والمعلمون بالعناية.. وفي رأينا أن نقطة الإنطلاق الأولى لهذا التطور الذي نعنيه يجب أن تتركز على المعلم! فالمعلم هو المسؤول الأول عن النشئ لأنه الأداة الأولى للتوجيه والإرشاد، أما المدرسة فهي التي تأخذ بيدي النشىء نحو النمو المتصل.
والبرامج التعليمية في المدارس يجب أن تخضع أولاً لخلق مواطن صالح ومجتمع جديد يؤمن أن الحياة من حقه! فالمدارس في لبنان يجب أن تكون صفوفها من روضات للأطفال وإبتدائية وثانوية وجامعية ذات هدف معين أساسه وركيزته التهذيب من أجل الصالح العام وفائدة المجتمع.. وعلى المشرفين على شؤون التعليم أن يراقبوا التلميذ في أيام حضوره المدرسة وهذا مهم جداً في مراحل تعليمه لأن ذلك يساعدهم جداً على تنمية قواه، وتوجهه للحياة الحافلة بكل عمل مشوق. وبالتالي مراقبة المراحل الأخرى له من الاستيعاب مرحلة مرحلة.
وبما أن المدرسة هي المصنع الأول الذي ينتج الشباب عماد الوطن! وحماه ذمارَّه! فإن واجب (المعلمين و المعلمات) وخاصة الهيئات التعليمية أن ترفع شعار التحرر من أساليب الماضي لتحمل النشئ على العيش والإرادة والصبر في صميم الحياة لا على هامشها، وعليها أن تأخذ بالعلم الصحيح وبالطريقة العلمية الحديثة المبنية على الأرقام والدقة في نظام (الأجندة) المدرسية.
وهي مدعوة لأن تدخل كذلك في (الأجندة) الوقاية الصحية، وقد أثبت الواقع أن الوقاية الصحية حاجة ملحة في أيامنا هذه وخاصة بعد إنتشار وباء فيروس الكورونا؟ وأن الوقاية الصحية تجعل من الشباب فئة واعية ملمَّة بما يجري من تطورات (الصحة العالمية) والأحداث الجارية في العالم و على ضوء هذه الحقائق يزول سُحب الذهول التي تسيطر على أجواء البلاد. و ينتهي عهد الوباء؟ الذي ران على عقولنا وقلوبنا وفي نهايته تكون نقطة الإنطلاق الثانية متمركزة على الإعداد العلمي شريطة أن يسير جنباً إلى جنب مع الإعداد الوقائي الصحي (المعنوي والنفسي) وأعني بهذا الإعداد بأن نوجه النشئ ونهيئه لقبول الحرمان ونكران الذات و كذلك التضحيات وعدم الرضا بالهوان.. ومقاومة عدوى (الكورونا)؟ كما يجب على (الهيئة المدرسية) أن تعمل على تجنيد التلاميذ تجنيداً نفسياً وعلمياً وصحياً وبذلك تكون مدارسنا قد حفظت أهدافها وغاياتها كما في (أجندة) التربية و الوطنية.
المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب | صيدا
Posted by صيدا سيتي Saida City on Friday, April 23, 2021