مصعب حيدر: عودة عون إلى بعبدا!
|
الأمان - مصعب حيدر: لم يكن سمير جعجع شجاعاً عندما قال منذ أسبوعين إن الاعتراض على وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة الأولى نابع من حلفائه في 14 آذار، علماً أن الرجل مشهود له بالشجاعة عندما رفض السفر قبيل اعتقاله في ربيع عام 1994. ولم يكن أحد من قادة ورموز «تيار المستقبل» واضحاً في موقفه من هذه القضية. فعندما كانوا يُسألون عن هذا الموضوع كانت الاجابات غائمة وملتبسة. أما وليد جنبلاط فقد كان دائم الاشتباك مع الجنرال عون ونوابه ومعاونيه منذ السابع من أيار الماضي تاريخ عودة رئيس الحكومة العسكرية السابق من منفاه الباريسي. إلا أن تطورات ايجابية وقعت في الأسابيع الماضية حتّمت ايجاد صلة جديدة بين الطرفين، مما جعل العلاقة العونية - الجنبلاطية تتراوح ما بين الهدنة والغزل النسبي. وقد حصل ذلك إثر تدهور العلاقات بين رئيس الحزب التقدمي وحزب الله بعد اغتيال النائب جبران تويني، وتعليق وزراء حركة أمل وحزب الله لعضويتهم في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الحالية. وقد قيل الكثير عن جهود ديبلوماسية أميركية عملت بين المختارة والرابية لوصل ما انقطع بين الجانبين في ضوء اعتبار واشنطن انها صديقة مشتركة بين عون وجنبلاط اللذين شكلا جزءاً هاماً من بنية المعارضة اللبنانية التي يحلو لجورج بوش الابن أن يسميها «ثورة الأرز» التي ساهمت في اخراج الجيش السوري من لبنان وحصول التطورات السياسية الأخيرة التي تراكمت خلال العام الماضي. كيف يمكن وصف العلاقة الحالية بين العماد ميشال عون وأطراف 14 آذار، خصوصاً بعد إعلان ورقة العمل المشتركة بين «الجنرال» وحزب الله؟؟ يدرك معسكر 14 آذار أن القوة النيابية والشعبية العونية تمثل «بيضة القبان» في الساحة السياسية اللبنانية، حيث يصعب على هذا المعسكر أن يحسم معركته دون إعادة اللحمة بين عون وقوى 14 آذار، وأن حسم معركة رئاسة الجمهورية يحتاج الى هذه اللُحمة، خصوصاً بعد أن نقل أحد أعضاء كتلة «الاصلاح والتغيير» التي يتزعمها عون عن رئيس الجمهورية الحالي اميل لحود انه مستعد للتخلي عن منصبه في حال كان البديل ميشال عون. وهذا ما يمكن أن يفسر سر التقارب الجنبلاطي مع التيار الوطني الحر ويحدّد آفاق هذا التقارب ومستقبله، خصوصاً في ضوء النتائج السياسية للقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون. ولا يخفى على أحد أن التيار العوني يريد من انتخابات بعبدا - عاليه الفرعية أن تكون عينة أو دليل اثبات على انه يملك الرقم المسيحي الصعب على الساحة اللبنانية، فمن خلال المستجدات السياسية، وفي ضوء التغييرات التي طرأت على موقف حزب الله في هذه الانتخابات، وهو الذي يملك قوة ترجيحية هامة يفترض أن ترجح الكفة لمصلحة مرشح العماد عون في هذه الانتخابات. ... إلا أن الأمر قد لا يقف عند هذا الحد، أو أنه في الأساس انطلق من اعتبارات سياسية أكبر من دائرة بعبدا - عاليه ليصل الى مصير قصر بعبدا ومآله، حيث تبرز بعض المؤشرات التي قد توحي بأن الزعيم الجنبلاطي وبعض حلفائه أو جميعهم باتوا في طور التسليم للعماد عون برئاسة الجمهورية، لأن معركة 14 آذار مع دمشق باتت كبيرة وكبيرة جداً. وإن أضرار الاتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية هي أقل بكثير من السماح لدمشق وحلفائها اللبنانيين بالتمترس خلف الجنرال، وخصوصاً إذا علمنا أن هذه المبادرة إن حصلت من قبل قوى 14 آذار فإنها ستوصل الى قصر بعبدا وسدة الرئاسة الأولى خصماً عنيداً لدمشق لم يهادنها في الأشهر الماضية إلا لقاء وعود قال أمين الجميل إنها أعطيت لميشال عون. فهل حان ميقات عودة الجنرال ميشال عون الى قصر بعبدا؟}
| |
|
صاحب التعليق: الطالب هشام . القطب |
راسل صاحب التعليق  |
التاريخ: 2006-02-18 / التعليق رقم [448]: أظن أنه من المستبعد مسيحيا و لبنلنيا و دوليا أن يصل عون إلى سدة الرئاسة!!! |
|