ما الذي على المعلم القيام به حتى يحتفظ بتألقه أمام طلابه؟
يقولون: إن معلومات المعلم أشبه بالسمك، كلما كان طازجاً كان أفضل. هذه الفكرة تكتسب اليوم أهمية إضافية بسبب هذا النهر المتدفق من الأفكار، والمعارف، والأساليب، والأدوات الجديدة.
السؤال هو: ما الذي على المعلم القيام به حتى يحتفظ بتألقه أمام طلابه؟
1- التعلم المستمر: يحتاج المعلم أن ينظر إلى نفسه على أنه طالب، لا يتخرج أبداً، فهو يحضر الدورات، ويشارك في ورش العمل، ويتابع الجديد في تخصصه، ومهنته.
2- التغذية العكسية: صار مطلوباً من المعلم اليوم أن ينصت لطلابه، وينظر إلى أسئلتهم على أنها مقياس لمدى حداثة معلوماته، حيث إن الطلاب يطلعون اليوم على الكثير من مصادر المعرفة.
3- التخصص، والانفتاح على التخصصات الموازية: على المعلم اليوم أن يجدد في تخصصه، ويطلع على ما يتداخل معه من تخصصات، ومعارف حتى يستفيد من التكامل بين التخصصات، ويخرج من أسر التخصص الواحد.
4- مهارات المعلم المعاصر: يحتاج المعلم اليوم إلى مهارات التفكير النقدي، والتحليلي حتى يكون له رأي شخصي في المعارف التي يقدمها لطلابه، ويحتاج إلى مهارات تقنية، ورقمية، مثل القدرة على استخدام الحاسوب، وإدارة الصفوف الافتراضية، واستخدام الفيديوهات التفاعلية...
5- المرونة والانفتاح على التغيير: لن يحدث تطور لدى المعلم إلا من خلال اعتقاده بوجوب الانفتاح على التغيير، والترحيب بالجديد، فالجمود اليوم موت بطيء.
لماذا هذا؟
إن المعلمين يحتاجون إلى التجدد لسبب جوهري هو أن طلابهم يستطيعون الدخول على كل مصادر المعلومات المفتوحة بكل سهولة، وهذا يمنحهم تفوقاً سريعاً على معلميهم الذين لا يقومون بذلك، أضف إلى هذا تنامي عقلية الشك، والمساءلة لدى الطلاب، إلى جانب تعدد وجهات النظر، وتعدد الرؤى، فقد صار لزاماً على المعلم أن يتعلم الدفاع عن وجهة نظره.
المعلمون اليوم يتعاملون مع أشياء كثيرة جديدة، وعليهم حتى يتعاملوا مع الجديد بكفاءة أن يجددوا معارفهم، وأساليب تفكيرهم.
بقلم المربي الدكتور عبد الكريم بكار



