ما دور السيدة بهية الحريري في "المجلس البلدي للأطفال في صيدا"؟
منبع الفكرة وركيزة التنفيذ
تجلى دور السيدة بهية الحريري في انتخابات المجلس البلدي للأطفال في كونها صاحبة الفكرة، والراعية الأساسية لإطلاقها وتحقيقها على أرض الواقع.
سعت بعزم أصيل إلى أن تنسج رؤية تربوية تلامس وجدان الأطفال، فجسّدت الفكرة عملاً مؤسسياً قائماً، يحتضن الطفولة ويغرس فيها بذور القيادة والمواطنة.
رافقت مسيرة المبادرة في أدق تفاصيلها، بدءًا من التصور الأولي وصولاً إلى ملامسة ثماره في مدارس صيدا وجوارها، مقدّمةً بذلك مثالاً ناصعًا على دور المبادرة الفردية الواعية حين تتجسّد في مشروع وطني يخدم الأجيال الصاعدة.
إحياء الفكرة وبعث الروح الوطنية
أطلقت السيدة بهية الحريري فكرة "المجلس البلدي للأطفال" في صيدا عام 1999، وعادت لتُحييها عام 2025 عبر مؤسسة الحريري من خلال "أكاديمية الدولة الوطنية"، في مسعى صادق نحو ترسيخ قيم المواطنة، وتنمية مهارات القيادة والمشاركة الديمقراطية لدى الناشئة.
جسدت عبر هذا المسار الطويل إيمانها العميق بأن بناء الأوطان يبدأ بتنشئة الأجيال على حب المسؤولية، وفهم العمل الجماعي، واحترام صوت الفرد في كنف الجماعة، فصاغت بذلك تجربة تربوية تجمع بين أصالة المبادئ وحداثة الوسائل.
حضور ميداني ورسالة بناء
سعت السيدة بهية الحريري إلى تجاوز حدود الدعم المعنوي، فباشرت بجولات ميدانية تابعت خلالها سير الانتخابات في المدارس، مواكبةً خطوات الاقتراع، ومراقبة أعمال الفرز، ومتابعة إعلان النتائج. كما حرصت على توجيه الأطفال وإلهامهم بكلمات تشجعهم على إدراك أهمية التجربة، معتبرةً أن الفوز والخسارة ليست نهاية المطاف، بل بداية رحلة خدمة المجتمع والعمل من أجل الصالح العام.
وقد شكل حضورها الدائم جسراً حياً بين الفكرة والتطبيق، وبين المبادئ والواقع، مما أضفى على التجربة صدقية ودفئاً إنسانياً عميقاً.
قدوة تربوية ووطنية مشرقة
موقف السيدة بهية الحريري جسد القيم التربوية والوطنية في أبهى صورها، حيث جمعت بين المبادرة، والرعاية، والحضور الإنساني الداعم لكل طفل يحاول أن يخطو خطواته الأولى نحو بناء وطنه.
برزت شخصيتها نموذجًا يُحتذى به في كيفية تحويل المبادئ إلى أفعال، والإيمان بالجيل الجديد إلى مشروع حياة يزرع الأمل والعمل في دروب الناشئة.
مسيرة غرس القيم في أجيال الغد
لقد شكلت مبادرة السيدة بهية الحريري في إطلاق ورعاية المجلس البلدي للأطفال في صيدا نموذجًا مضيئًا للعمل التربوي الوطني، حيث التقت الفكرة النبيلة مع التنفيذ الحكيم، وتكامل الدعم المعنوي مع الحضور الفاعل.
بخطوات ثابتة ونظرة بعيدة، غرست في نفوس الأطفال بذور القيادة، وروح المشاركة، وحب الوطن، لتكبر معهم هذه القيم وتثمر رجالاً ونساءً يحملون مشعل النهوض بمستقبل أمتهم، مؤمنين بأن خدمة المجتمع رسالة تتطلب الإخلاص والعمل، لا مجرد شعار يُردد.
وهكذا، تظل تجربتها شاهدة على أن بناء الأوطان يبدأ من القلوب الصغيرة حين تُروى بعناية ورؤية صافية.