صيدا سيتي

احتراق بيك أب قرب جسر الأولي في صيدا المسيرة الإسرائيلية التي سقطت في منطقة علمان الانتخابات البلدية في لبنان.. إقبال شبابي لكسر الجمود السياسي مشاهد من اعتصام أهالي المعتقلين في لبنان أمام مقر محلس النواب هيئة علماء المسلمين: لا إصلاح بلا عدالة… والعفو العام استحقاق وطني طلاب معهد صيدا التقني - المواساة في زيارة ميدانية لمستشفى الراعي ورشة عمل في جامعة رفيق الحريري عن "الذكاء الاصطناعي في التعليم" مؤسسة الحريري نظمت معرضاً لبرامج مرشحي المجلس البلدي للأطفال بهية الحريري اتصلت بوزير الزراعة ناقلة مطالب صيادي الأسماك في صيدا اثر استقبالها وفداً منهم طلاب "ثانوية البهاء" زاروا "مركز أحمد رياض الجوهري للتوحّد" الجماعة الإسلامية: لائحة صيداوية مستقلة بكفاءات شبابية وخبرات ميدانية ماهر حمود تابع مع زواره شؤونا انتخابية الحاجة مريم محمد توفيق زيدان (أرملة الحاج قاسم عبدو) في ذمة الله محمد حسن الحاج علي (أبو حسن) في ذمة الله فرص عمل لدى شركة MiaGroup 111 مرشحاً على عضوية بلدية صيدا... مؤشر قوي على حماوة المعركة الانتخابية "الجماعة الإسلامية" ستدعم تشكيل لائحة جديدة في صيدا لائحة "سوا لصيدا" زارت سوسان وعسيران واطلعتهما على برنامجها الانتخابي البزري: فلنحول الانتخابات البلدية إلى فرصة للتغيير والانماء النائب أسامة سعد يستقبل وفدًا من صيادي الأسماك في صيدا ويطلع على مطالبهم

قهوة مرّة في "باب السراي" (قصة قصيرة)

إعداد: إبراهيم الخطيب - الثلاثاء 15 نيسان 2025 - [ عدد المشاهدة: 3185 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

في قلب صيدا القديمة، حيث تتداخل الأزقّة كأنها أنفاس مدينة تهمس بسرها لمن يصغي، كان مقهى "باب السراي" ظلًا لذاكرةٍ لم تُغادر، ومسرحًا يوميًا لعابري الحارات والمقيمين في الحنين.

جلس حسن الناطور، كما اعتاد، في الركن المطل على نافذة صغيرة تتسرب منها رائحة البحر، كأنها توقظ في القلب شيئًا لا يُقال. كان شابًا في الثلاثين، جسده نحيل كأن الحياة مرت به على عجل، ووجهه ساكن كصفحة كتاب تُقرأ في صمت. أمامه حاسوبٌ محمول، لا يُغلقه إلا عند الأذان، ولا يكتب عليه إلا ما يرضى ضميره.

في صباحٍ رمادي، دخلت سيدة مسنة، عباءتها رمادية كالسحاب، لكن في عينيها ومضة لا تُخطئها الفراسة. جلست قُبالة عمار دون أن تنطق، وطلبت من "أبو رضا" الجرسون أن يُحضر قهوتها دون أن يُشعر أحدًا بوجودها. أومأ الرجل العجوز برأسه، كأن في قلبه عهدًا قديمًا مع السر.

لم تمضِ دقائق حتى دخل رجل في الخمسين، ملامحه موشومة بالقلق، وسأل حسن:

- "هل رأيت امرأة مسنة دخلت منذ قليل؟ والدتي… خرجت من البيت صباحًا ولم تعد. قد تكون... مريضة."

رفع حسن عينيه ببطء، ثم نظر في عيني المرأة، في الطرف المحجوب عن عين السائل، لكنها كانت نظرة أطول من زمن. تردد، هو الذي ما اعتاد التردد. نشأ على الصدق كما يُنشأ الورد على النور. لكن في تلك اللحظة، شعر أن الحقيقة قد تَجور.

قال بهدوء: "لم أرَ أحدًا."

انصرف الرجل، حزينًا. اقتربت المرأة من حسن، وقالت بصوت لا يرتجف:

- "أنا لست مريضة، يا ابني. هربت من بيت ابني، يريد أن يبيع الأرض التي دفن فيها أبوه، وأنا... معها."

تنهد حسن، كأن صدره ضاق بما لا يُقال، ثم أجابها: "كذبتُ لأمنحك حريتك... لا أحد يملك حق بيع أمه."

عاد "أبو رضا" يحمل فنجانًا وقال مبتسمًا: "كالعادة؟ سادة؟"

هزّ حسن رأسه وقال: "لا، اجعلها مرّة اليوم… مثل هذا الصباح."

القيمة التربوية:

في بعض المواقف، يكون الكذب إثماً… إلا إن أنقذ كرامة. وحده الضمير يعلم متى يكون الصمت أصدق من ألف حقيقة.


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 997116021
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة