مع القرآن - كلمة في آية (7) وكيل
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَىْءٍۢ فَٱعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ وَكِيلٌ (الأنعام 102)
وردت كلمة "وَكِيلٌ"، وهي من أسماء الله الحسنى، وتدل على أن الله تعالى هو المتولّي أمر الخلق والمدبّر لشؤونهم، الحفيظ عليهم، الكافي لهم، القائم برزقهم وتقدير مصائرهم.
وهنا ثلاث مفردات تعبّر عن معنى "وكيل" في هذا السياق الرباني الجليل:
1. حَفِيظ
أي الحارس المدبّر، الذي لا يغيب عنه شيء، ويحفظ كل خلقه في كل حال.
قال تعالى:
"إِن كُلُّ نَفْسٍۢ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ" (الطارق: 4)
و"الحفيظ" يشمل الحفظ الكوني والجسدي والروحي، فهو الذي يرعى الخلق بعلمه، ويصونهم بلطفه، ويحيطهم بعنايته في كل حال ومآل.
2. قَيِّم
من القيام بشيء والاضطلاع به حقّ القيام.
فالله هو القيّم على شؤون خلقه، لا يُسند تدبيرهم إلى غيره، ولا يغيب عن مملوكه لحظة.
قال تعالى:
"أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍۢ بِمَا كَسَبَتْ..." (الرعد: 33)
3. كَفِيل
أي الضامن الكافي، الذي يُفوَّض إليه الأمر، ويُركن إليه في الحاجة.
قال تعالى:
"وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا" (النساء: 81)
فالكفالة هنا تشمل الرعاية والضمان والقيام بأمر العبد في جميع أحواله.
لمسة ختامية:
"الوكيل" ليس فقط المدبّر، بل هو من يُتوكل عليه ويُفوض إليه الأمر كله، ومن عرف الله بهذه الصفة، اطمأن قلبه وزال اضطرابه، ووجد في توكله عبادة وسكونًا.