اللقاء السنوي "للحركة الإجتماعية" مع البلديات في اطار برنامج "مكاني" المموّل من اليونيسف
نظمت "الحركة الاجتماعية" لقاءها السنوي مع البلديات في اطار برنامج "مكاني" الممول من اليونيسف، برعاية محافظ النبطية بالإنابة الدكتورة هويدا الترك، تقديرا لدورهم الفاعل في تنمية مجتمعاتهم وتعزيز صمودها، لا سيما خلال الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب.
شارك في اللقاء الذي أقيم في استراحة صيدا السياحية، شخصيات رسمية وأمنية ورؤساء المناطق التربوية ومؤسسات شريكة واليونيسف وإدارة الحد من مخاطر الكوارث (DRR) ورؤساء وممثلو عدد من البلديات، وكان في استقبالهم المسؤولة التنفيذية "للحركة الاجتماعية" تمام مروة وعضو الهيئة الإدارية السفير عبد المولى الصلح.
مروة
بداية، أملت المسؤولة التنفيذية "للحركة الإجتماعية" أن "يتم البدء بإعادة الإعمار في أسرع وقت ممكن"، وقالت: "ان معالجة الآثار التي خلفتها الحرب خاصة على الفئات الأكثر ضعفا، هي مسؤوليتنا جميعا، وان الجهود التي بذلت مع كل الشركاء ليست إلا ثمرة قناعة راسخة لدى الحركة الإجتماعية بأن العمل مع الإنسان، كل إنسان، وبكل جوانبه النفسية والجسدية والإجتماعية واحترام حقه في التعلم والعمل والتطور والعيش بكرامة وأمان -كما عمل فيها وعبر عنها مؤسس الحركة المطران غريغوار حداد- كلها ضرورية لبناء إنسان حر ومواطن مسؤول، وبناء مجتمع متضامن ودامج تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية".
وأكدت مروة "السعي دائما لتمكين الناس وتعزيز فرصهم في المشاركة بالشأن العام، بهدف إحداث التغيير المطلوب في الممارسات والقوانين"، مشددة على "أهمية هذه الشراكة النموذجية من خلال برنامج "مكاني"، لتقديم الخدمات في المجتمعات المحلية، بالإعتماد على القدرات والموارد البشرية المحلية".
وشكرت "جميع البلديات والجمعيات التي فتحت أبوابها، مما أتاح انطلاق برنامج "مكاني" وتحقيق النتائج المذكورة، ومنها استقطاب وتوظيف عشرات الكوادر المحلية، الذين يخضعون باستمرار للتدريب والتمكين ويبقون مكسبا لكل بلدة ولمجتمعاتهم المحلية وهم الأثر المستدام لتدخلنا".
وقالت: "ان الشراكة التي تعززت بين البلديات والجمعيات المحلية والحركة الاجتماعية وجمعية أرض البشر كرّست مبدأ أساسيا من مبادئ التنمية المحلية ذات الأثر المستدام، حيث يشارك الجميع في عجلة التنمية، وتتضافر الأدوار، فقدّمت البلديات والجمعيات المحلية المباني والرعاية والمواكبة، وقدّمت اليونيسف التمويل، بينما تولّت الحركة الاجتماعية وجمعية أرض البشر التنفيذ والتدريب ومتابعة فرق العمل".
وأثنت على "الجهود التي بُذلت خلال فترة النزوح من قبل فرق عمل مشروع "مكاني"، إلى جانب فرق من البلديات، على امتداد الأراضي اللبنانية"، معتبرة أنها "عزّزت التضامن بين اللبنانيين، والذي يشكل أملا جديدا لبناء مجتمع متماسك، في وطن نهائي لجميع أبنائه، كما قالها الإمام موسى الصدر"، آملة أن "يستمر هذا التعاون لما فيه خير الوطن والمواطن".
الصايغ
من جهتها، نوهت ممثلة مكتب "اليونيسف" في الجنوب انتصار الصّايغ بـ"الشراكة مع الحركة الاجتماعية والمجتمع المحلي من اجل تحقيق هدف مشترك وهو تقديم الخدمات للأطفال والشباب"، شاكرة "المحافظ ورؤساء البلديات على دعمهم وتسهيل التنسيق لوصول برنامج "مكاني" لـ 19 مركزا بين الجنوب والنبطية، والذي كان مفتاحا أساسيا لإمتداد البرنامج لمناطق كثيرة بالرغم من كل التحديات".
كما شكرت "الحركة الاجتماعية" و"جمعية أرض البشر" على جهودهما "لضمان استمرارية هذا البرنامج وتأمين أفضل الخدمات للأطفال والشباب في السنوات الماضية".
وقالت: من خلال 19 مركزا لـ "مكاني"، استطعنا أن نصل لأكتر من 8500 طفل وشاب واهالي وخلقنا مساحات أمل وفرصا من خلال خدمات متكاملة من التعليم، الصحة، الحماية، البرامج شبابية، المهارات الرقمية، والمشاركة المجتمعية".
وأشادت بـ"الجهود العظيمة التي قدمها فريق عمل البرنامج خلال الحرب الأخيرة، في الاستمرار بتقديم الخدمات للأطفال والعائلات داخل مراكز الايواء، ولمختلف الاعمار بالتنسيق والتعاون المتبادل مع وحدات ادارة الكوارث".
وخلصت الى القول: "اليوم، نجدد هذه الشراكة لسنة 2025، ونؤكد من جديد التزام اليونيسف بمواصلة دعم الأطفال والشباب، والعمل سويا لنضمن استمرارية هذا البرنامج، وبالتعاون والتنسيق بين كل الشركاء والسلطات، وسويا ان شاء الله نصل لمناطق أكثر في الجنوب والنبطية. سوا، قادرين نبني مستقبل أفضل لأطفالنا".
الترك
أما محافظ النبطية فأكدت "أهمية دور الجمعيات بما هي وحدات مجتمعية يسعى كل منها لتحقيق الرفاه والتقدم لمن حولها من أبناء مجتمعها". وقالت: "في سياق ما نعلقه من أهمية على دور الجمعيات والمنظمات لخدمة المجتمع، لا يمكن إلا أن نستذكر صورة المطران غريغوار حداد، المطران المصلح الإجتماعي، المحرك الإجتماعي، المطران الذي تعامل مع الإنسان كإنسان وركز على احترام القيم الإنسانية السامية، فحمل رسالة سامية، تظهرت وتعمقت عبر مساهمته في إنشاء الهيئات التطوعية التي أنشأها كـ"هيئة تنسيق المستوصفات" و"التنسيقات الاجتماعية الانمائية" و"تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان"، لعل حاملي نبراس الحركة الاجتماعية ورسالتها حضرات أعضاء الهيئة الادارية، لا زالوا يتابعونها ويمارسونها من خلال عملهم المجتمعي".
ونوهت الترك بـ"الجهد والعمل الذي قامت به العديد من البلديات واتحادات البلديات والمنظمات والجمعيات الأهلية خاصة بالتخفيف من أوزار النزوح وتبعاته وبلسمة الجراح خلال الحرب التي دخلت في عامها الثاني على لبنان".
وقالت: "ان رسالة الحركة الإجتماعية منذ تأسيسها، وتصويبها لأهدافها على صعيد بناء المجتمع الأكثر عدالة والأكثر إنسانية وتفعيل قدرات الفئات الأكثر تهميشا من خلال برامج التنمية الإجتماعية والإقتصادية، وسعيها إلى تفعيل دور الشباب في التنمية وفي تحسين مجتمعهم، يترجم باستمرارها من خلال برامجها المتنوعة والهادفة. وإن مصداقيتها ومسارها القويم، خير دليل ببصماتها الايجابية على صعيد المجتمع، ووجودنا اليوم في هذا الحفل يدلل على المبادرة المجتمعية الراقية والرائدة والعريقة لجمعية الحركة الاجتماعية في لبنان بشراكتها مع منظمة اليونيسف".
وأثنت على "الدور الإنساني لمنظمة اليونيسف في لبنان، وخلال الحرب على جنوبه في العام 2023". وقالت: "يأتي تطبيق برنامج "مكاني" التعليمي المتشعب الأبعاد التربوية والخدماتية والنفسية والتطويرية ولا سيما في مجال ريادة اعمال وفي رسمها سياسات تحترم حقوق وحاجات الأكثر حاجة وحقوق الانسان، خير دليل على السعي لتمكين الأفراد والمجتمعات في أكثر من منطقة في لبنان وعلى وجه الخصوص في منطقتنا لتلبية احتياجات الافراد ومراعاة متطلباتهم الحياتية والمهاراتية والتربوية. وهنا تكمن أهمية الرسالة المجتمعية الراقية في دعم المجتمعات المحلية، والاسهام في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفئات الأكثر حاجة، وتعزيز حقوق الإنسان".
وشكرت البلديات التي "احتضنت هذه المبادرات المجتمعية وحسهم الانساني الذي ترجم في هذه الشراكة ومن خلال تطبيق البرنامج".
برنامج "مكاني"
وقدمت منسقة برنامج "مكاني" ديانا زريق عرضا حول المشروع وإنجازاته، مسلطة الضوء على أثره في دعم الأطفال والأسر.
دروع
ثم قدمت مروة والصلح الدروع التكريمية الى الترك ورؤساء البلديات عرفانا بجهودهم.
تبادل الخبرات
وشكل اللقاء فرصة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات الفاعلة، بما يساهم في ترسيخ الشراكة والتعاون المستدام من أجل دعم المجتمع المحلي، كما مساحة لمناقشة الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية، والتحديات التي واجهت تنفيذ الأنشطة، إضافة إلى استعراض الخطوات القادمة لتعزيز التعاون وضمان استمرارية البرنامج في خدمة الفئات الأكثر حاجة.
البرنامج
يشار الى أن برنامج "مكاني" هو برنامج متعدّد الخدمات تنفّذه "الحركة الإجتماعية" بشراكة وتمويل من اليونيسف في 21 مركزا ضمن محافظتي الجنوب والنبطية، ويهدف إلى توفير بيئة آمنة وشاملة للأطفال والأسر من خلال تقديم خدمات تعليمية، نفسية -اجتماعية، وأنشطة دعم مجتمعي.
شاهد الصورة - الوكالة الوطنية للإعلام