قلق يسود "عين الحلوة" جراء إطلاق الرصاص ويناشدون المعنيين بضبط الوضع واتخاذ إجراءات رادعة
تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، لأسباب فردية وشخصية، ما خلق أجواء من الفوضى والقلق، ونقل صورة سلبية لدى المتربصين بالمخيمات، واستغلالها في تشويه سمعة الوضع، وإثارة شائعات مضللة.
وفي كل مرة يتدخل المعنيون لتطويق ذيول الحوادث، خشية تمددها أو تطورها، وتكون سبباً في إزهاق أرواح، إلى جانب توتير الأجواء، وشل الحركة الاقتصادية، وعمل الأهالي، خاصة أنها تأتي في ظل تردي أوضاع الناس المعيشية، وانتشار البطالة، ما يزيد الطين بلة.
لذلك ناشد عدد من الأهالي عبر وكالتنا الجهات المعنية بضبط الأمور ومنع إطلاق الرصاص على النحو الحاصل.
وفي هذا السياق، تحدث مسؤول اللجان الشعبية في منطقة صيدا، الدكتور عبد أبو صلاح، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلاً: إن "الأوضاع الإقتصادية والمعاناة والضغط النفسي الذي يعيشه الأهالي في المخيم وخاصة الشباب، من أهم أسباب المشاكل الفردية التي يشهدها المخيم، موضحاً أن "الوضع الاقتصادي له تأثيرات كبيرة على الشباب، فأغلبهم دون عمل منتشرون في الشوارع، ناهيك عن غلاء المعيشة، واذا فكر الشاب في الزواج فلا يوجد بيوتاً متوفرة للايجار، وممنوع إدخال مواد للبناء، كل ذلك يولد ضغطاً نفسياً لديهم".
وبيّن أبو صلاح، أن "الفصائل الفلسطينية وهيئة العمل المشترك، والقوى الأمنية المشتركة الموجودة التي تمثل كافة الفصائل، تقوم بدورها بشكل مباشر، وتتابع أي مشكلة فردية، وتتواصل مع كافة الأطراف"، مشيراً إلى أن "علاقتنا بالجوار جيدة على كافة الأصعدة"، داعياً "أبناء المخيم إلى عدم إطلاق النار، لأن هذه الظاهرة مسيئة بحق شعبنا، كما ينتج عنها أضراراً مادية ونفسية، وأن يحتفظوا بهذه الطلقات لمحاربة العدو الصهيوني"، متمنياً "من الجميع إحترام القانون وعدم إطلاق النار حفاظاً على سلامة الجميع".
تحذير من الشائعات وتضخيم الأمور
وحذر أبو صلاح من "الإشاعات الكاذبة التي يطلقها البعض على "مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "الواتساب"، موضحاً أنه "إذا تم إطلاق نار في منطقة معينة بسبب مشكلة بسيطة على الفور تتهافت الشائعات الكاذبة التي تبث الذعر في صفوف الأهالي، ويتم تضخيم الأمور، لذلك نحن ندعو كلجان شعبية، النشطاء على مواقع التواصل إلى عدم التهويل والتأكد من الأخبار قبل نشرها، رأفة بأهالي المخيم والأطفال".
من جانبه، قال أبو أدهم، إن "المخيم يشهد منذ فترة بعض المشاكل الفردية في مناطق مختلفة، وهذا الأمر يسبب ذعراً وخوفاً عند الأهالي، فنحن خارجون من حرب أثرت فينا بشكل كبير، هناك أطفال حتى الآن يذعرون عند سماع أي صوت قوي، بسبب الجدارات التي كان يفتعلها طيران العدو الصهيوني بشكل يومي، وكانت تهتز معها قلوبنا، فكيف هو حال الأطفال؟"، مضيفاً، "نحن نطلب من الجميع ضبط النفس، والتفكير في الأطفال قبل إستخدام السلاح، أعصابنا مرهقة، ونحن بأمس الحاجة إلى الشعور بالأمان في هذا الوقت تحديداً وأكثر من أي وقت مضى".
دعوة لمرجعية أمنية تملك الحسم
بدورها، أوضحت أم محمد، "نحن نعيش في أوقات صعبة، ونحن بحاجة إلى مرجعية أمنية لديها سلطات حاسمة تستطيع تطبيق القانون فوق الجميع دون استثناء، وعندما يتم هذا الأمر، فأي شخص في المخيم سيفكر ألف مرة قبل أن يطلق الرصاص، لأنه سيكون على يقين أنه سيحاسب"، مضيفة: "منذ فترة اضطررنا إلى أخذ حفيدي عند الدكتور، بسبب حالة أصبحت تصيبه عند سماع الرصاص، فحصل إشكال في المخيم وبدأوا بإطلاق الرصاص بشكل كثيف، وإذ بحفيدي ابن الثلاث سنوات، بدأ يرتجف ويتقيء، وهذه لم تكن المرة الأولى"، موضحة: "طبعاً لا يوجد علاج له سوى أن يشعر بالأمان، وأن يفكر مطلقو الرصاص بالأطفال!".
إطلاق النار في الهواء وبشكل عشوائي، يتسبب بقلق دائم للأهالي، وذعر وعقد نفسية لدى الأطفال، وإزعاج للمرضى وكبار السن.
هذا الوضع يتطلب تحركاً سريعاً من كافة المعنيين لإيجاد حل جذري لهذا الفلتان، الذي قد يستفيد منه كل المتربصين بالسلاح الفلسطيني في المخيمات، إضافة إلى توفير أجواء مريحة للأهالي الذين يعانون في مجالات شتى.