انقسام نيابي وشعبي في صيدا
فيما لاقى انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ارتياحاً في الاوساط الصيداوية السياسية منها والشعبية، يحبس أبناء المدينة أنفاسهم بانتظار حسم الاستشارات النيابية الملزمة التي تجري في القصر الجمهوري لتسمية أي من المرشحين الرئيس نجيب ميقاتي او القاضي نواف سلام.
نيابياً، انقسم نائبا صيدا عبد الرحمن البزري وأسامة سعد في تسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة تماماً كما كان الحال في انتخاب الرئيس عون، البزري سماه بينما سمى سعد شبلي ملاط، واليوم البزري سمى الرئيس ميقاتي وسعد سمى سلام، وسط اتفاق بينهما على أن الخلاف لا يفسد في الود قضية.
وأوضح البزري أن اللبنانيين يتطلعون إلى خطاب القسم كقاسم مشترك بينهم، ويتطلعون إلى الغالبية الواسعة التي جاء بها فخامته، بالإضافة إلى شخصيته ومواقفه الوطنية. فإنه من واجبنا جميعاً العمل على تشكيل أول حكومة للعهد تكون متناسقة مع هذه الأغلبية التي أوصلت فخامته إلى سدة الرئاسة. وبالتالي، فإن تشكيل الحكومة العتيدة ورئيسها يُعد جزءاً متكاملًا من المشروع المطلوب الإسراع في إنجازه. وعلى هذا الأساس، ولما اختبرناه في الفترة الأخيرة من إنجاز وعمل سياسي مكّن من مساعدة لبنان على الخروج من مرحلته الصعبة، سميتُ الرئيس ميقاتي لتأليف الحكومة العتيدة.
بينما شدّد سعد على أن خطاب القسم تحدّث بلغة اللبنانيين جميعاً، صاغ أوجاعهم ومخاوفهم وخيباتهم، وحلّق مع آمالهم وتطلعاتهم. كأننا أمام زمنٍ قد أفل وزمنٍ آخر لم يولد بعد، ولم تتبيّن لنا ملامحه أو انحيازاته ومآلاته. إنه تحدٍّ أمام الرئيس وأمام اللبنانيين أن يكسروا قواعد بالية ارتكزت عليها الحياة السياسية لزمنٍ طويل، دفع اللبنانيون أثمانها الباهظة، وأن يرسوا قواعد جديدة لحياة سياسية صحيحة تعيد لشعبنا كرامةً أهدرتها الصفقات، وتعيد للبنان كرامةً وطنية ضيّعتها التبعيات للخارج.
أضاف: يومنا هذا هو فرصة لبنان الثمينة، ولا يجوز أن تضيع. إعادة تمكين المنظومة ذاتها التي ارتكبت الأخطاء مراراً وتكراراً يُعدّ ضرباً لعهدٍ جديد وتبديداً لتطلعات شعبنا. ليتنبّه زملائي النواب إلى أن التحولات الكبرى في لبنان والمنطقة لا يمكن أن نستجيب لها بالتموضعات الطائفية، أو بالمناهج والأفكار البالية، بل بالمعالجات الوطنية الجامعة والخيارات التقدمية، حتى نعبر بسلام وأمان. لكل ما ذكرتُ، أُسمي الدكتور نواف سلام رئيساً لحكومة لبنان. وأقول لمن هم في مراكز القرار اليوم وغداً: إن لشعبنا حقوقاً، إن لم تُؤخذ من فوق، فستُؤخذ بالغضب والثورة في الساحات والميادين.
انقسام شعبي
شعبياً، وكما على المستوى النيابي، فإن الشارع الصيداوي انقسم بين مؤيد لتسمية الرئيس ميقاتي وبين القاضي سلام، على خلفية قناعة كلّ واحدٍ بما يمكن أن يحقّقه الرئيس المكلّف من تطلعاتهم وآمالهم في معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي أرهقت كاهلهم ودفعت بأبنائهم إلى اليأس والإحباط والهجرة.
وقال فؤاد حبلي، وهو صاحب محل: "إنني أؤيد إعادة تكليف الرئيس ميقاتي، لأنه نجح في العبور بلبنان بأخطر الظروف، خاصة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، وفي تدوير الزوايا حفاظًا على وحدة اللبنانيين في ظل الانقسام السياسي الحاد، وإن كان لم يلامس بفعالية معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، والتي لها أسبابها.
بينما أيّد علي حنينة تسمية القاضي سلام على قاعدة أن العهد الجديد يحتاج إلى رئيس حكومة غير تقليدي لبدء صفحة جديدة وقال: "لقد جرّبنا الرئيس ميقاتي وبقينا نراوح في مكاننا من الأزمات، بينما نتطلّع إلى سلام بثقة ومسؤولية ليُحاكي تحديات المرحلة المقبلة وينجح في معالجة مشكلاتنا الكثيرة".
الثلاثاء 13 كانون الثاني 2025