أحيت ذكرى انطلاقتها الـ 60 برسائل سياسية... فتح" تدعو "حماس" لتجاوز الخلافات
حرصت حركة "فتح" على إضاءة شعلة انطلاقتها الستين في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، من الجنوب إلى الشمال، وفي القلب منها بيروت وعاصمة الشتات - عين الحلوة، فحملت رسائل متعددة الاتجاهات في ظل المخاطر المحدقة بالقضية مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، ولملمة جراح المخيمات بعد الحرب على لبنان.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" أن إحياء الحركة ذكرى انطلاقتها بهذا الزخم السياسي والمشاركة الشعبية وبمواكبة مباشرة من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، هو رسالة لاستعادة قوة حضورها ونفوذها على الساحة اللبنانية وداخل المخيمات بعد تراجع شعبيتها أمام تمدد حركة "حماس" إبان الحرب الإسرائيلية على غزة.
الرسالة الثانية، أطلقتها "فتح" على لسان أمين سرها في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة خلال إضاءة شعلة الانطلاقة في عين الحلوة، حيث دعا فيها إلى الوحدة وتناسي الخلافات، وفي المقدمة حركة "حماس"، على اعتبار أننا أبناء قضية واحدة رغم المواجهات الأمنية الدائرة بين مجموعات من المقاومين وأجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال شبايطة: "من عمق الجرح الفلسطيني، ندعو كل الفصائل، وفي مقدمها حماس، إلى تجاوز الخلافات والتوحد خلف منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي والوحيد، لبناء استراتيجية وطنية واحدة ومشروع وطني جامع بقرار فلسطيني مستقل. إننا أبناء قضية واحدة، ولا نقبل القسمة، وعلينا أن نرسم طريقاً مشتركاً يحمي دماء أبنائنا ويحافظ على ثوابتنا الوطنية".
الرسالة الثالثة، تأكيد الحركة حرصها على أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان، إذ شدد شبايطة على أن المخيمات هي محطة عبور إلى الوطن، ونحن نلتزم احترام سيادة الدول التي تستضيفنا، وعلى رأسها لبنان، ونرفض تحويلها للعبث بأمننا أو أمن أشقائنا. "إننا لن نتنازل عن شبر من أرضنا، ولا نقبل بمخيماتنا إلا رمزًا للنضال ومحطة موقتة إلى حين عودتنا الحتمية إلى فلسطين".
ورابع الرسائل، إحياء الذكرى رغم حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب في غزة والضفة والقدس، حيث حملت الفعالية رسائل تنديد بجرائم الاحتلال، وأخرى دعماً للرئيس محمود عباس على قاعدة "أن بندقية الشريف لا تنحرف عن بوصلتها، فلا تُرفع إلا بوجه الاحتلال الذي يغتصب أرضنا ويقتل أبناءنا".
ولم تكتفِ الحركة بإطلاق الرسائل، إذ عملت مع سقوط نظام بشار الأسد على احتضان بعض القوى الفلسطينية الموجودة في دمشق، وشكّلت "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" كإطار جامع تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية" لمواجهة أي مخاطر عليها، في وقت أكدت فيه التزامها الحياد ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في رسم مستقبل سوريا المستند إلى حقه في تقرير مصيره.
بالمقابل، تشكل الساحة الفلسطينية في لبنان حالة استثنائية بعد التوافق على تحييدها من تداعيات أي خلاف بين "فتح" و"حماس"، حيث لعب رئيس مجلس النواب نبيه بري دوراً محورياً في ذلك ، لتشكيل مظلة حماية سياسية وأمنية للمخيمات، وبخاصة في ظل الأحداث التي عصفت بلبنان والمنطقة، ونجحت التجربة عبر تشكيل "هيئة العمل المشترك الفلسطيني" كإطار جامع لتنظيم الخلافات ومعالجة مشاكل وقضايا المخيمات.