تيار الفجر: الذكرى السنوية لإستشهاد جمال الحبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة
تمر الذكرى السنوية لإستشهاد المقاومين جمال الحبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة والوطن اللبناني مثخن بالجراح والأمة بأكملها باتت تحت وطأة تكالب استكباري استعماري متواطيء مع الكيان الصهيوني الغاصب . ففي مثل هذه الأيام من عام ١٩٨٣ وقف أبطال ميامين من أبناء عاصمة الجنوب اللبناني ليبذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الله من أجل نيل الحرية الغالية المقدسة . حيث نشبت مواجهة كبرى بين المجاهدين الثلاثة وقوات عسكرية صهيونية اجتاحت منطقة القياعة وبساتينها شمال مدينة صيدا.
وأحتدمت المعركة ، وسقط الشهداء ووقفت المدينة كلها موقفا واحدا رافضا للإحتلال من خلال اللقاء الذي جمع فعاليات صيدا الثائرة في منزل سماحة المفتي المقاوم الشيخ محمد سليم جلال الدين طيب الله ثراه حيث تم الإعلان في نهاية ذلك الإجتماع عن تبن سياسي صيداوي شامل لجهاد المقاومين الإسلاميين وللشهداء في تلك اللحظة التاريخية الهامة . وقد قدم أبناء المدينة الكرام في تلك الأيام والليالي الصعبة خيرة شبابهم الذين زج بهم في سجون الإحتلال قبل أن يعاد فتح معتقل أنصار . وقد كان في طليعة هؤلاء سماحة الشيخ المجاهد محرم العارفي الذي شكل عنوانا بارزا للصمود والمقاومة في تلك المرحلة.
نستحضر هذه الذكرى المباركة في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها الوطن الجريح ، والتي تعيشها فلسطين وغزة الذبيحة ، والضفة الغربية المكلومة كي نؤكد من جديد أن العدو الصهيوني لن يتمكن من إنزال الهزيمة بالمقاومة العربية الإسلامية المنتشرة في المنطقة . وأن الدعم الأميركي والبريطاني والغربي الممنوح لدولة العدوان الصهيوني لن يقوى على تغيير وتبديل الحقائق الساطعة القائلة بأن إسرائيل كيان مصطنع يحيا بالمقويات الغربية الإستعمارية التي ستهزم عاجلا أو آجلا . وأن الوحشية والهمجية التي لجأ اليها الصهاينة وأسيادهم في لبنان وفلسطين وفي كل مكان ستهزم من جديد كما هزمت بالأمس في أيام التحرير الخالدة في أعوام ١٩٨٥ و٢٠٠٠ و٢٠٠٦.
إن دماء جمال الحبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة الذين تمر ذكراهم اليوم ، ودماء الشهداء العظام يحي السنوار واسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين والآخرين جميعا لن تذهب هدرا . وهي دماء دفاقة ستكون قادرة على إغراق الطغاة والظالمين كما أغرقت مياه البحر فرعون وجيشه الجرار في سالف الأزمان.
تحية الى الشهداء والى الشهداء الأحياء وسلام على من يخبأون النصر في أغماد سيوفهم ليوم ليس بعيد.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) صدق الله العظيم
تيار الفجر